يعد مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" من أهم التظاهرات المسرحية فى المنطقة العربية والإفريقية، مهرجانا متنوعا يحمل أشكالا مختلفة وألوانا متعددة من المسرح، ويمزج المهرجان ما بين مختلف الخصوصيات الفنية عربية وإفريقية وأوروبية أيضا من خلال رؤية واضحة للإبداع المسرحى المعاصر فى العالم العربى وإفريقيا.
وقال رئيس مهرجان أيام قرطاج المسرحية الدكتور الفنان الأسعد الجاموسى أن المهرجان سيشهد 62 مسرحية تتنافس من 45 دولة للفوز بجوائز المهرجان والأعمال المسرحية المشاركة منها 18 عملا تونسيا و17 عربيا و10 إفريقيا و17 أجنبيا وستعرض المسرحيات هذا العام بالمدارس والجامعات والسجون.
وأعلن في المؤتمر الصحفى الخاص بالمهرجان أن ضيوف الشرف سيكونون من النجوم المصريين الفنان القدير محمد صبحى والفنانة بشرى بالإضافة للنجوم العرب ومنهم الفنان السورى عابد فهد وقصى خولى وأسعد فضة وقد خصصت الدورة المقبلة برمجتها لمسرح شكسبير وتأثيره فى المسرح العربى والإفريقى، جاء هذا الاختيار تزامنا مع إحياء الذكرى ال400 لوفاته وستعقد ندوة موسعة دولية بعنوان "شكسبير بلا حدود" بمشاركة أشهر المختصين فى مسرح شكسبير ويشارك فيها من مصر الناقد أحمد خميس بورقة نقدية "جوهرة شكسبير تلمع أكثر"، والدكتورة إيمان عز الدين التى تقدم ورقة بحثية نقدية بعنوان "الملك لير" بين المسرح والدراما التليفزيونية فى الألفية الثانية وقراءات جديدة لنص شكسبيرى فى فضاءات مصرية ويقدم أيضا الدكتور حازم عزمى ملاحظات نقدية حول تلقى أعمال شكسبير فى مصر المعاصرة.
ويقدم المهرجان ما يسمى بسوق المسرح فيدعو أكبر عدد ممكن من الشركات المسرحية القادمة من الصحراء الإفريقية ومن شمال إفريقيا باعتبار أن التعاون العربى الإفريقى فى مجال التوزيع المسرحى بين المنطقتين سيمثل أحد أهم المسائل المطروحة خلال هذا اللقاء، حيث يلتقى أكثر من سبعين اسما من مديرى ومبرمجى المهرجانات المسرحية فى إفريقيا والعالم العربى وكذلك من أوروبا ومن بلدان أخرى .
ويكرم بالدورة الثامنة عشرة لأيام قرطاج المسرحية أسماء مسرحية (نساء ورجال) تركوا بصمة واضحة فى المسرح العربى والإفريقى، وهم الإيفوارية ويرى ويرى والبينينى بينو سانفى والجزائرى محمد أدار والمغربى الطيب الصديقى علاوة على إحد أبرز الوجوه المسرحية التونسية الفنانة جليلة بكار كما تكرّم الدورة، كلّ من المسرحى منصف السويسى، فقيد المسرح التونسى والعربى تثمينا لغزارة عطائه واعترافا بما قدّمه من أعمال أثرت تجربة المسرح التونسى والعربى حدّ السواء، والممثّلة سعيدة سراى الراحلة قبل الأوان، وكوكبة أخرى من المبدعين على غرار أحمد السويسى وأحمد عامر.
أما عن العروض المصرية فمصر تشارك بثلاثة عروض مسرحية هى مسرحية "زى الناس" للمخرج هانى عفيفى عن نص: "القاعدة والاستثناء" لبريشت وإنتاج استوديو مسرح مركز الإبداع الفنى والعرض يدور حول منطلق حوار حول ما يجب فعله كقاعدة متعارف عليها وما يمكن قبوله كاستثناء، كما تشارك مصر بعرض "سوبر دودة" ضمن عروض مسرح الشارع ومن إنتاج مجموعة "قوطة حمرا" والعرض عن خمسة مهرّجين فى الشارع، تميّزه جملة من الطرائف والحركات البهلوانية التى تتراوح بين مسرح الأشياء والسيرك وفى العروض الراقصة تشارك مصر بعرض "يا سم" رقص مصرى معاصر تصميم وإخراج شيرين حجازى، وهو عرض موسيقى راقص يتناول التحوّلات التى شهدتها صورة الأنثى فى الثقافة المصرية منذ الحضارة القديمة إلى الوقت الحالى، حيث الأوضاع متدنية اجتماعيا وثقافيا ودينيا وهو ما يجعلها دائما تحت السيطرة الذكوريّة.
