العاصمة الإدارية نقلة مصرية إلى العالمية.. العمال: ما تحقق يسر العين.. العمل مستمر 24 ساعة للانتهاء من المشروع فى الوقت المحدد.. الحكومة تقدم التسهيلات.. والهيئة الهندسية تتولى الإشراف

هناك على بعد نحو 60 كيلو مترا هناك ملحمة وطنية بطلها عمال شركات المقاولات المنفذة لمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة على طريق مصر السويس الصحراوى، فمن قلب الصحراء خرجت العمارات السكنية، ومن بين الصخور ظهرت ملامح الشوارع الرئيسية، وفى وسط التحديات سيخرج فى غضون أشهر قليلة مقبلة المرحلة الأولى من المشروع القومى العملاق، وعلى طريق أسفلتى قديم لا يتجاوز عرضه 7 أمتار تقريبًا، تسير فى الاتجاهين سيارات النقل الثقيل المتجهة إلى مواقع العمل فى المشروعات المختلفة بمواقع العاصمة، أو تلك الخارجة منه .

وينقسم العمل فى العاصمة على مساحتها الشاسعة البالغة نحو 168 ألف فدان إلى مجموعة من المراحل المختلفة، تبلغ مساحة العمل فى المرحلة الأولى فقط نحو 10 آلاف فدان، بعض شركات المقاولات المصرية تختص بتنفيذ الحى السكنى، والبعض الآخر لتنفيذ حى الحكومى، وثلاثة للمدن الطبية والرياضية ومركز المؤتمرات والحديقة المركزية .

ما تحقق من إنشاءات يسر العين بحسب ما يقوله عبد الراضي العامل الثلاثينى بموقع مبنى وزارة الدفاع بالحى الحكومى الذى تتولى تنفيذه شركة أوراسكوم للإنشاءات، ويضيف: "ما يتحقق هو إنجاز لكل العاملين فى جميع مواقع المشروع لأن كل الشركات تسابق الزمن لتسليم ما هو مطلوب منها من أجل الانتهاء منه قبل الموعد المحدد للمرحلة الأولى"، ويكمل: "فى بداية عملنا بالمشروع كانت مساحات الصحراء الواسعة والمترامية تمثل مشهدًا يحبط النفوس، لا يتلاشى إلا بعمل مستمر لمدة 24 ساعة يوميًا.

ويقول عمرو حسين، العامل: أنا لا أغادر إلا خلال الإجازة الأسبوعية، فأتقاضى أجرًا نظير عملى لا يقل عن 100 جنيه يوميًا"، موضحًا أن مواعيد العمل تبدأ من الساعة السابعة صباحا حتى السادسة ليلاً، مضيفًا: "على الرغم من أن العمل شاق ومرهق، لكن الإحساس بمدى حجم الإنجاز الذى يتحقق يزيد الشعور بضرورة مواصلة العمل والنحت فى الصخر".

وبحسب مصدر من إدارة الشركة المسئولة عن الإشراف على العاصمة الإدارية فإن عدد العمال بالمواقع المختلفة للمرحلة الأولى بمشروع العاصمة الإدارية يبلغ نحو 18 ألف عامل.

ويقول المهندس حامد السعيد المدير التنفيذى لشركة أربكو إيجيبت: حينما أعلنت مصر عن خطتها بناء العاصمة الإدارية الجديدة، اعتقد الكثيرون أن الفكرة خيالية، ويصعب تنفيذها لدى دولة تعانى وضع اقتصادى صعب".

ويتابع: "الآن أصبح لدينا معدلات تنفيذ عالية قد تمكنا من إنهاء وتسليم المرحلة الأولى من المشروع قبل الموعد المحدد"، مضيفًا أن مشروع العاصمة الإدارية يعتبر خير تطبيق لإعمار الأرض التى أمرنا بها الله، موضحًا أن الجميع يعمل فى صمت، المسئولون يذللون كل العقبات، ويقدمون تسهيلات من أجل صالح العمل، مشيرًا إلى أن هناك تعاونًا كبيرًا بين شركات المقاولات المختلفة، وبين الحكومة التى تقدم كل التسهيلات فى العمل من مجموعة من أكفأ المهندسين للاستشارات، مضيفًا أن الإشراف المتميز والصارم من جانب المهندسين العسكريين الذين لا يقبلون بأى ثغرة فى العمل يساهم فى سرعة الإنجاز.

ويوضح أن من بين الأعمال المسندة لشركته محطة المياه الخاصة بالعاصمة الإدارية التى تصل إلى نحو 9 خزانات مسطحة لا تقل عن 1500 متر، وتتعاقد الشركة مع المقاولون العرب على تنفيذ عدد من المشروعات فى بعض المواقع مثل سور العاصمة الإدارية على امتداد أربعة كيلو مترات بداية من الكيلو 26 حتى الكيلو 30 على طريق السخنة، وأيضًا تعمل الشركة فى قطاع الحفر حيث تتولى حفر مبنى الأمانة العامة، وحفر مقر وزارة الدفاع والأنفاق الخاصة بها، بالإضافة إلى 32 عمارة من عمارات الإسكان المتميز، أو ما يطلق عليه حى السفارات.

وعن عدد أفراد شركته يوضح السعيد أن قوام العاملين بالشركة لا يقل عن 200 فرد بين مهندسين ومشرفين ومساحين وعمال، ويتم تسليم الاجور بانتظام تام بدون أى تأخير.

أما المهندس مصطفى خطاب المسئول بشركة سام كريت المسئولة عن تنفيذ مسجد يسع 2000 مصلى، والمول التجارى والنادى بمنطقة القادمة، قال: "انتهينا من تسليم التصميمات والرسومات الخاصة بالمبانى الثلاثة، موضحًا أنه سيتم تسليمها خلال عام تقريبًا.

وبحسب أحد المصادر فإن الهيئة الهندسية تنفذ شبكة من الطرق داخل المشروع من بينها محور محمد بن زايد الجنوبى وطوله 26 كم، وكذلك محور محمد بن زايد الشمالى وطوله 19 كم، وبعرض يصل إلى 120 مترًا حيث يشمل الطريق 6 حارات فى كل اتجاه وجزيرة خضراء وطريق خدمات من 3 حارات، بالإضافة إلى حارة للدراجات، وهى طرق لم تنفذ من قبل فى مصر.