استمعت عائلة الناشطة الأمريكية من أجل السلام ريتشل كورى لأول مرة أمس الخميس إلى سائق الجرافة التى سحقتها خلال محاولتها منع هدم بيوت فلسطينيين فى غزة فى 2003. ولم يتمكن أقارب الضحية من رؤية المتهم الذى أدلى بإفادته من خلف شاشة خلال جلسة فى مدينة حيفا فى إطار الدعوى التى رفعوها أمام القضاء المدنى. وقالت سندى، والدة ريتشل "لقد شكلت التجربة مصدر ارتياح"، لكنها قالت "لقد أزعجنا أن نسمع صوته من دون أن نراه". وقتلت الفتاة وهى فى الثالثة والعشرين فى 2003، بعد ثلاث سنوات من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وباتت رمز حركة التضامن مع الفلسطينيين فى الغرب والشخصية الرئيسية لمسرحية عرضت فى 2005 استناداً إلى رسائلها الإلكترونية ويومياتها. وأنهى الجيش الإسرائيلى التحقيق فى القضية فى 2003 من دون فرض إجراءات تأديبية، معتبرا أن سائق البلدوزر لم ير الفتاة التى كانت تقف خلف كومة من الحجارة. وعندما أعلنت العائلة فى فبراير رغبتها فى محاكمة إسرائيل، قال محاميها حسين أبو حسين إن "الدولة يجب أن تتحمل مسئولية مقتل ريتشل كورى.. نعتقد أن مقتلها جرى بصورة متعمدة أو على الأقل بسبب الإهمال أو التصرف الخاطئ". وقالت والدة ريتشل إن الشاشة التى تحدث من خلفها السائق حفاظا على سلامته، "تعنى استمرار رغبة الحكومة الإسرائيلية منذ سبع سنوات بالتستر على حقيقة ما جرى"، مضيفا "لم نسمع ولا كلمة ندم، لم أسمع ولا للحظة فى ما قاله ما يشبه تبكيت الضمير"، معربة عن أسفها أمام "لا مبالاة" السائق. وقال ناشطون شهدوا مقتل ريتشل كورى إنها وقفت مع آخرين لتشكيل درع بشرى حول منازل فلسطينية فى مدينة رفح لمنع الجيش الإسرائيلى من هدمها، وكان الناشطون يقفون فى المكان منذ ساعتين وكان سائق الجرافة يراهم بوضوح.