الوطن أهم من الأهلى والزمالك

مصر بلا شك هى زعيمة العالم العربى، ولكن استمرار الزعامة لها على المنطقة يتطلب أن تكون دائما هى القدوة فى كل أمورها، ومن أهم الأمور التى ستؤكد ذلك هو استعداد مصر من الآن لدورة الانتخابات الرئاسية المقبلة لأنها تمثل عنق الزجاجة فى تاريخ مصر السياسى من وجهة نظرى المتواضعة لاسيما وأن فخامة الرئيس مبارك على وشك انتهاء مدته قريبا، ومن حق كل من يرى فى نفسه القدرة والحنكة السياسية فى قيادة السفينة إلى بر الأمان أن يرشح نفسه، من حق كل من يتذكر أن فى رقبته ثمانين مليون مواطن مسئول عنهم مسئولية كاملة ويدرك أن الله سوف يحاسبه عن أى تقصير أو تهاون فى حقهم فليتقدم إلى تحمل هذه المسئولية الثقيلة ونحن كلنا إلى جواره وخلفه نسانده، ولكن حتى يشعر المواطن المصرى بالثقة فى اختياره لمن يراه صالحا لقيادة سفينة مصر إلى بر الأمان أؤكد على ضرورة العمل من الأن على مايضمن نزاهة الانتخابات القادمة، فلابد أن تقدم الحكومة أوراق اعتمادها من جديد لدى المواطن البسيط وذلك من خلال إعادة النظر فى ضرورة وجود مراقبين دوليين ذوى مصداقية أثناء الانتخابات الرئاسية القادمة، ولا يعتبرون ذلك نوعا من التدخل فى شئون مصر - وأبسط الأمر بهذا المثال: ففى المباريات الحاسمة للأهلى والزمالك يتم استقدام حكام أجانب لإدارة تلك المباريات ولايقلل ذلك من نزاهة وعدالة حكامنا المصريين وإنما لكى يتحقق للمشجع من الجانبين الطمأنينة من أن النتيجة ستكون فى أرجل وجهد وعقول اللاعبين فقط يتم استقدام هؤلاء الحكام، وغالبا ما يفوز الفريق الأكثر شعبية؟ مع إنى زملكاوى من شعر رأسى إلى أخمص قدمى إلا أنى ساعتها أشعر أن التقصير من فريقى فقط فهو الذى لم يكن موفقا وعلى العكس لو أن المباراة أديرت بحكم مصرى مهما كانت حياديته ونزاهته وشهرته فكلا مشجعى الناديين يرجع هزيمة فريقه وفشله على حكم المباراه الوطنى حتى لو كانت أخطاءه الوارده لاثؤثر فى نتيجة المباراة – وأخيرا أؤكد أن الانتخابات القادمة ستكشف حجم الديمقراطيه الحقيقية بمصر وعدم السماح بوجود مراقبين دوليين للعملية الإنتخابية إنما هو خطوة للخلف والسماح بوجودهم خطوات وخطوات للأمام فى مجال الإصلاح السياسى فى مصر.