أكد د.ناجح إبراهيم المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، أن نصر أكتوبر أهم روافد الإسلام والدين فى السبعينات وأحد أسباب الصحوة الإسلامية، منتقداً الحركة الإسلامية بكل طوائفها لعدم استفادتها من هذا النصر، متهماً الحركة الإسلامية ورموزها بالتقليد الأعمى لليساريين فى الهجوم على السادات. ووجه إبراهيم وهو الرجل الثانى فى الجماعة وفى مجلس شوراها رسالة للحركة الإسلامية أن تستفيد من أخطاء الماضى وتراجع حساباتها، مبرراً توقيت رسالته بأن ما حدث تجربة تاريخية ثرية تتكرر بين الحين والآخر، وأن عجلة التاريخ تدور دورتها وربما تتكرر الفرص الذهبية الضائعة، وتتكرر دوامة عدم الاستفادة من أخطاء الماضى، واتهم الحركة الإسلامية بأنها لا تعلم للشباب ما حدث حتى يعرفوا الأخطاء ويظل أعضاء الحركة فى نظر البعض معصومين من الخطأ، قائلاً "مضى نصر أكتوبر وأيامه العظيمة التى هيأت الأمة لأعظم الخير دون أن تستفيد منها الحركة الإسلامية". واعتبر إبراهيم - وهو منظر الجماعة الإسلامية والكاتب الرئيسى للمراجعات الفكرية التى أجرتها قبل 13 عاماً - حادث المنصة بأنه أضاع على الإسلاميين جميعاً الفرصة الذهبية لحرية الدعوة وتربية الناس على الدين، وأضاع ثمارا عظيمة من ثمار نصر أكتوبر، موضحاً أنه لو الحركة الإسلامية لم تقلد اليساريين وتسير خلف دعاواهم الباطلة لحقدهم الدفين للسادات وتشكيكهم المستمر فى نصر أكتوبر وتفريغهم لهذا النصر من مضمونه، لكانت غفرت للسادات ما صنع من أخطاء بعد ذلك. وقال إبراهيم "الحركة الإسلامية المصرية والعربية يغلب عليها فى بعض الأحيان عقلية غريبة، حيث تقول لنفسها: كيف يهاجم كل الناس الحاكم دون أن أكون أعلى منهم صوتاً وألمع منهم ضوءًا وأقوى منهم حنجرة.. إن هذا لضعف مبين.. وهذا والله لا يقول به عاقل أو منصف أو عنده ذرة من علم التاريخ". ودعا إبراهيم، أبناء الحركة الإسلامية إلى أن يغيروا من أنفسهم عملاً بمنهج الإسلام، قائلاً: "الحقيقة أننا نحن الذين نحتاج للعمل بسنة التغيير الإيجابى، حسبما قال القرآن (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)"، مشدداً على أن نصر أكتوبر هو أول نصر حقيقى على إسرائيل منذ نشأتها، وأول انتصار عسكرى حقيقى للجيش المصرى منذ الاحتلال الإنجليزى. وذكر إبراهيم فى مقال مطول عبر موقع الجماعة الإلكترونى بعنوان "لماذا لم تستفد الحركة الإسلامية من نصر أكتوبر" أن كثيراً من أبناء الحركة الإسلامية ينسب الصحوة الإسلامية لنفسه ناسياً دور نصر أكتوبر فى هذه الصحوة، مضيفا أن بعض فصائل الحركة حاولت الانقلاب على السادات بعد عام واحد من هذا النصر الذى كان سبباً رئيسياً فيه، والبعض م منهم قلد اليساريين فى محاولة نزع هذا النصر من مآثر الذين صنعوه وعلى رأسهم السادات، أو التهوين من شأن النصر، والتضخيم من شأن الثغرة، لكن أكثر ما يستغربه إبراهيم حسب قوله تقليد بعض الإسلاميين لبعض اليساريين غير المنصفين الذين دفعتهم كراهيتهم العمياء للسادات للقول بأن حرب أكتوبر هى تمثيلية بين السادات وإسرائيل لتحريك الموقف السياسى المتجمد بينهما! وأوضح فى مقالة، الذى يعد شهادة للتاريخ، أنه تفكر فى تاريخ السبعينات ملياً فوجد أن الحركة الإسلامية قد جانبها الصواب كثيراً حينما قام فصيل منها وهو مجموعة الفنية العسكرية بمحاولة الانقلاب على السادات، وحصاره وهو يخطب فى مجلس الشعب، ولكن الخطة فشلت فى بدايتها ووأدت فى مهدها، واصفاً هذا بأنه تصرف غير مدروس ضيع على الدعوة الإسلامية الأجواء الإيجابية التى قد لا تتكرر فى مصر إلا نادراً، وتلاها مجموعة شكرى مصطفى لتكفر الحاكم والمحكوم والجميع، وتخطف الشيخ الذهبى وتقتله، معتبراً أن هذا لخلل كبير فى عقيدتهم وإتباعهم فى الأساس، ولعدم النظر لحسنة السادات العظيمة فى نصر أكتوبر وإغفالها لفضله. وشهد إبراهيم – الذى كتب عدة مقالات على مدار الأربع سنوات الأخيرة عن نتائج حرب أكتوبر ودور الرئيس السادات وقيادات الجيش المصرى وقتها ومن قبلها حرب الاستنزاف – أن الحركة الإسلامية وأصلت جام غضبها على السادات بلا استثناء حتى الأزهر والأوقاف والخطباء والدعاة الذين لا ينتمون لجماعات محددة بعد كامب ديفيد، حتى أصبح الهجوم على السادات المحور لكل الخطب والدروس والمؤتمرات الإسلامية والجلسات الخاصة التربوية الإسلامية، منتقدا هؤلاء بأنهم نسوا كل محاسنه وأولها نصر أكتوبر وما تلاه من خير للدعوة الإسلامية،بحجة عدم الحكم بما أنزل الله فى بعض الأمور،واتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل. كما انتقد إبراهيم، الحركة الإسلامية أن نسيت للسادات أنه أول من حاول تقنين الشريعة والحديث عن محاولة تطبيقها حتى لو كان مجرد محاولة أو حتى بروباجندا إعلامية فى ذلك، وكل ذلك كان سيفيد الحركة الإسلامية لو تفكرت فيه جيدا.