بالفيديو.. حتى لا ننسى جرائم "الألتراس".. "بلد البالة مجبتش رجالة" ضحيتها 72 شخصا.. وقنبلة مصر الجديدة.. مشاهد مؤسفة خارج الحدود بمقاهى المغرب.. إشعال الفتن بين النجوم ومهزلة كيما أسوان وضرب اللاعبين

"عقوبات، غرامات، تهديدات، تلفيات، رفض أمنى لاستضافة المباريات، إساءة العلاقات مع الأندية، الاعتداء على اللاعبين".. هذه الأوصاف هى محرك الأحداث فى الأهلى فى السنوات الأخيرة بعد تصاعد وتيرة الأحداث بخروج رابطة ألتراس أهلاوى عن النص فى أكثر من مباراة كلفت الأحمر أموالاً طائلة وعقوبات شنيعة ومشاهد مؤسفة لن تسقط من ذاكرة التاريخ.

وفى الملف التالى يرصد "اليوم السابع" جرائم ألتراس أهلاوى بعد المأساة التى شهدها مقر الأهلي بمدينة نصر أمس..
شرارة الأزمات
وعلى الرغم من ظهور الألتراس فى مصر عام 2007، فإن تلك الروابط لم تتخذ الطابع العنيف فى التشجيع والاحتكاك بالشرطة سوى فى موسم 2009/2010 وتحديدًا فى مباراة الأهلى وكفر الشيخ الودية التى أقيمت على ملعب مختار التتش فى يوليو 2010، حيث أشعلت جماهير النادى الأهلي شماريخ واستخدمت الألعاب النارية، وهو ما دفع الشرطة إلى التدخل وحدث صدام بين الطرفين أصيب خلاله عدد كبير من رجال الشرطة وتم تطويق النادى بعربات الأمن المركزى وإلقاء القبض على عدد كبير من المشجعين.
مهزلة الأهلي وكيما أسوان
تسبب أعضاء الألتراس فى إثارة أزمات وصدامات بسبب أعمال عنف تصل أحيانا إلى حد الدموية فى التشجيع وإشعال الشماريخ واقتحام الملاعب، وترديد هتافات تتضمن تجاوزات وإساءات لأفراد وأندية وجماعات عرقية مختلفة، كما حدث فى مباراة الأهلي وكيما أسوان، عندما غنى ال"ألتراس": "يا غراب ومعشش.. جوه بيتنا"!
غير أن محكمة جنح مدينة نصر برأت 9 من "ألتراس" الأهلى، من تهم الاعتداء على ضباط شرطة وارتكاب أعمال بلطجة وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة وترويع الآمنين وتكدير الأمن العام، وذلك فى مباراة فريقهم مع كيما أسوان فى 6 سبتمبر 2011 فى بطولة كأس مصر.
بلد البالة مجبتش رجالة
وفى الأول من فبراير 2012 وقعت المأساة الأسوأ فى تاريخ كرة القدم المصرية بل والأفريقية، حينما تسببت لافتة رفعتها جماهير الأهلى فى بورسعيد كان نصها "بلد البالة مجبتش رجالة" فى إشعال الفتنة فى صفوف جماهير النادى المصرى البورسعيدى، التى أسقطت 72 مشجعاً أهلاوياً قتلى فى ستاد بورسعيد بعد مباراة الأهلى والمصرى فى الدورى العام.
الهجوم على حسن حمدى
وحتى حسن حمدى رئيس النادى الأهلى السابق وصائد البطولات والإنجازات الحمراء، لم يسلم من هجوم روابط الألتراس، ففى 17 يوليو 2012 شنت ألتراس أهلاوى هجوما ضاريا على حسن حمدى رئيس القلعة الحمراء آنذاك بسبب تقاعسه عن استرداد حق شهداء مذبحة بورسعيد بحسب وصفهم.
ونظمت ألتراس أهلاوى مسيرة بدأت عند مقر الأهلى بالجزيرة ثم اتجهوا بعدها إلى نقابة الصحفيين، وقاموا برفع العديد من اللافتات ضد الإدارة الحمراء والمجلس العسكرى الذى كان يدير البلاد وقتها.
اقتحام التتش والبدرى يلغى المران
وشهد ملعب مختار التتش فى 13 يوليو 2012 واقعة غريبة بطلها عشرات من «ألتراس أهلاوى» عندما قاموا باقتحام الملعب منتصف التدريب مستغلين عدم وجود أمن كاف من ناحية المدرجات الجديدة فى الاستاد، وفوجئ الجميع بالجماهير تعلق يافطات على المدرجات تحمل نقداً لاذعاً للاعبى الفريق ومجلس الإدارة، برئاسة حسن حمدى وقتها بسبب تقاعسهم عن مساندة ضحايا مجزرة استاد بورسعيد، وتناسيهم دماء الشهداء باستثناء محمد أبوتريكة، وكان أبرز اليافطات «الله يرحم صالح يا مجلس المصالح»، «الدم لا ينسى يا عديم الإحساس»، و«دم الشهيد لن يضيع».
وحاول عدد من اللاعبين تهدئة الجماهير الغاضبة دون جدوى، وزاد من حدة التوتر داخل الملعب قيام الجماهير بتوجيه السباب إلى مجلس إدارة النادى، فحاول رجال أمن النادى التصدى لهم، لكنهم فشلوا مما اضطر حسام البدرى، المدير الفنى آنذاك، لإلغاء التدريب بعد منتصف الوقت ودخل الجميع إلى غرفة خلع الملابس بسرعة خوفاً من تفاقم الأحداث.
واضطر لاعبو الفريق للخروج من الأبواب الخلفية واحداً تلو الآخر، دون أى إثارة للانتباه خوفاً من اشتباك الجماهير معهم.

هروب السيد حمدى من فوق السور
من جانبه، لاذ السيد حمدى، مهاجم الأهلى أنذاك، بالفرار من فوق سور ملعب مختار التتش هرباً من الألتراس الذين اقتحموا فرع النادى، مما دفع لاعب الفريق الأحمر للقفز من فوق السور خوفاً من التعرض لأى اعتداء على أيدى شباب الرابطة الثائر على لاعبى القلعة الحمراء.
ضرب عبد الحفيظ وصديق
واشتبكت مجموعة من جماهير ألتراس أهلاوى مع حسام غالى كابتن فريق الأهلى، وتبادل الطرفان الشتائم على بوابة النادى بمدينة نصر، عقب أحد التدريبات اليومية.

وكانت الجماهير قد اعتدت بالضرب على الثنائى سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادى الأهلى، ولاعب الفريق أحمد صديق عقب المران.

وقامت الجماهير بمحاصرة مدخل النادى لمنع اللاعبين من الخروج عقب انتهاء المران، فى الوقت الذى اختفت فيه قوات الأمن من أمام البوابات.
التعدى على نجوم الأهلي بمطار القاهرة
وفى 19 سبتمبر 2013 نشبت مشادات كلامية عنفية، بين عدد من أفراد رابطة ألتراس الأهلي ولاعبى الفريق بمطار القاهرة قبل سفرهم لجوهانسبرج لمواجهة أورلاندو بايرتس فى الجولة الأخيرة لدور المجموعات الأفريقى وقتها، تطورت المشادة إلى اعتداء الجماهير على عدد من اللاعبين.
وأكدت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولى، أنه بمجرد وصول اللاعبين إلى مطار القاهرة وجه أحد افراد الألتراس المسافرين مع الفريق إلى جوهانسبرج اللوم للفريق وهو ما أثار غضب اللاعب أحمد فتحى، الذى رد بقوة على عضو الألتراس ليتحول الأمر إلى خلاف حاد بين الطرفين، وهو ما أدى إلى تطور الأمر إلى احتكاك بين الألتراس وأحمد فتحى وكذلك اللاعب وائل جمعه ليتدخل اللاعبون والجهاز الفنى لإبعاد اللاعب والألتراس.
شغب بعد السوبر
ووجهت نيابة ثان مدينة نصر لأعضاء “ألتراس أهلاوى” تهمة إثارة الشغب والتعدى على قوات الأمن والإتلاف العمدى للممتلكات العامة والبلطجة والتجمهر، وذلك أثناء التحقيق معهم بمقر احتجازهم، عقب القبض عليهم بعد أحداث الشغب التى وقعت عقب انتهاء مباراة السوبر الأفريقى بين الأهلى والصفاقسى التونسى.
وفور انتهاء مراسم تسليم الكأس والميداليات للاعبين، بدأ الألتراس فى ترديد الأغانى المناهضة لقوات الشرطة، الأمر الذى وصل فيما بعد لنشوب اشتباكات بشكل مفاجئ، عقب إلقاء الألتراس بزجاجات المياه وكراسى الاستاد التى حطموها لإيجاد وسيلة للتعامل مع قوات الأمن التى لم تغادر أرض الملعب للمدرجات، وردت بإطلاق قنابل الغاز فى محاولة لتفريق عناصر الألتراس، وإجبارهم على الخروج من المدرجات.
قنبلة مصر الجديدة فى مواجهة سموحة
وهذا الموسم، أثار ألتراس أهلاوى أزمة كبرى عندما احتجز لاعبى الفريق داخل فندق إقامته بمصر الجديدة، ومنعه من التوجه لاستاد بتروسبورت لخوض لقاء سموحة، الذى انتهى بهزيمة الأحمر بثلاثية دون رد.

"قُنبلة" الألتراس فجرت الأوضاع، خاصة أن الأهلى تأخر كثيراً عن مُغادرة الفندق لدرجة أن النادى استعان ب"تاكسيات" لإخراج اللاعبين من فندق الإقامة للهروب من "حصار" الألتراس للحاق بالمباراة، فيما فشل حسام غالى وشريف إكرامى ثنائى الفريق والجهاز الفنى من مُغادرة الفندق، ليتم تأخير موعد المباراة التى أقيمت فى النهاية بعد فواصل من الخروج عن النص كانت حديث الصباح والمساء فى الوسط الكروى.
مأساة مدينة نصر
وشهد مقر الأهلى بمدينة نصر، الذى استقبل أول مران للفريق الأحمر عقب خسارة كأس مصر أمام الزمالك والخروج من دورى المجموعات الافريقى، حادثاً مأساوياً عندما هاجمت مجموعة ألتراس أهلاوى، لاعبى النادى الأهلى فى مران الفريق بضراوة منهم حسام غالى وعمرو جمال مهاجم الفريق وصالح جمعة.

وفى أثناء مهاجمة الجمهور للاعبى الفريق دخل حسام غالى فى مشادة مع الجماهير مما أسفر عن ارتفاع الوتيرة بينه وبين الجمهور، مما دفع الجهاز الفنى لإبعاد اللاعب حتى لا يقع أى احتكاك.
ولكن الجمهور ذهب إلى مكان تواجد غالى وسبه من جديد وبعد مناوشات مع اللاعب اقتحمت الجماهير أرض ملعب التدريب، ثم هاجموا غالى واعتدوا عليه بالضرب، وحاول عماد متعب وحسام عاشور الوقوف بين غالى وبين الجماهير الغاضبة، مما أدى إلى إصابتهم.
وطلب النادى الأهلى الإسعاف من أجل بعض الإصابات التى وقعت فى صفوف اللاعبين بسبب غضب الجمهور العارم.

ألتراس أهلاوى.. تجاوزات بالجملة خارج الحدود
وارتكبت رابطة ألتراس أهلاوى العديد من التجاوزات خارج حدود البلاد، خلال مرافقتها للفريق الأحمر فى مبارياته الخارجية، حيث اشتبك بعض أفراد ألتراس أهلاوى مع مجموعة من مشجعى نادى بايرن ميونيخ داخل أحد المقاهى المغربية، على شاطئ مدينة أغادير، وتم تحطيم أجزاء من المقهى على غرار تواجدهم لمساندة الأهلى أثناء مشاركته فى بطولة كأس العالم للأندية.
المشكلة بدأت من داخل المقهى، عندما تراشق بعض أفراد الألتراس بالكلمات مع مشجعين ألمان جاءوا لمؤازرة بايرن ميونيخ وتطورت المشكلة، حين قام رجال الأمن بإخراج ثلاثة مشجعين مصريين من الجزء الثانى فى الحانة إلى الجزء الأول المبنى على الطريق العمومى، مما أغضب بقية أعضاء الألتراس الذين وصلوا وقت الحادثة، مما استفز شعورهم ودفعهم للتحرش بالأمن الذى اضطر لاستخدام “إسبراى” لتفريق التجمهر أمام المقهى والذى سبب أزمة كبيرة.
لكن مجموعة الألتراس لم تصمت وقاموا بالرد على رش الأمن للإسبراى بإشعال “شمروخ”، وقام أحدهم بإلقائه على أحد رجال الأمن وأصابه فى عينه، وفى تلك الأثناء كان بقية أفراد الألتراس يحطمون الكراسى الموجودة فى الجزء الأول من المقهى ويحاولون تكسير زجاج المحل، إلا أنهم لاذوا بالفرار عند رؤيتهم سيارة “الأمن الوطنى”.
وقامت شرطة أغادير بالتحقيق فى الحادث أمام الحانة، واستجواب شهود العيان، من بينهم مالك المقهى وبعض رجال الأمن وبعض الحاضرين.
وفى 20 أبريل 2015، شهدت مباراة الأهلى والمغرب التطوانى فى ذهاب دور الستة عشر لدورى الأبطال الافريقى، مشاهد مؤسفة من رابطة ألتراس أهلاوى، حيث قام 65 مُشجعا بإلقاء شماريخ على أرض الملعب قبل بدء المباراة، الأمر الذى تسبب فى إصابة أحد أفراد الأمن فى رأسه.
وظهر فى مقطع فيديو قيام جماهير الأهلى بإلقاء عدد من الزجاجات على الأمن المغربى بعد قيام الأخير بمنع إشعال الشماريخ، وهو مما أدى إلى غضب ألتراس أهلاوى المتواجد فى ملعب اللقاء.
وحرص سفير مصر بالمغرب على التوجه عقب اللقاء لرئيس نادى المغرب، وكذلك مسئولى مدينة تطوان وفرد الأمن الذى تعرض للإصابة من جراء تصرفات الألتراس وقدّم لهم الاعتذار عن هذه التجاوزات التى أثارت حالة من الغضب والاستياء داخل البعثة الحمراء، خاصة أن الجمهور المغربى ومسئولى اللعبة استقبلوا الأهلي استقبالاً رائعاً منذ وصول الفريق للمغرب.
وفى الجزائر ألقى أحد أفراد "ألتراس أهلاوى"، أحد الشماريخ المشتعلة على الشرطة الجزائرية عقب نهاية مباراة السوبر الأفريقى مع وفاق سطيف بتتويج الفريق الجزائرى وهزيمة الأهلي ما أدى إلى إصابة أحد أفراد الأمن بحرق فى يده.

جماعات إرهابية
فى 16 مايو 2015 قضت محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة، بحظر روابط الألتراس على مستوى الجمهورية واعتبارها جماعة إرهابية.
وقدم مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك لهيئة المحكمة حافظة مستندات بها مقاطع فيديو وصور تثبت تورط مجموعات الألتراس فى أعمال عنف منها حرق مقر اتحاد الكرة بالجبلاية، وحرق واقتحام نادى ضباط الشرطة بمنطقة الزمالك، وكذلك اقتحام نادى الزمالك ومحاولة قتل رئيسه بعد إلقاء ماء نار عليه أمام مقر النادى.
وطالب المدعى من هيئة المحكمة بحظر روابط الألتراس لعدم وجود كيان قانونى لها واشتراك أعضائها فى اعتصام رابعة وانتمائهم لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث قدم للمحكمة مقطع فيديو يظهر فيه تعاطف معتصمى رابعة مع أحد كابوهات نادى الزمالك ويدعى سيد مشاغب، مشيرا إلى أن مجموعات الألتراس أصبحت دولة داخل الدولة لا تلتزم بالقوانين وحولت الملاعب إلى ساحات عنف.
عقوبات وغرامات وإيقافات
وتحملت خزينة النادى الأهلى أموالا طائلة كضريبة لشغب رابطة أولتراس أهلاوى حيث تحمل الفريق الاحمر مبلغ 640 ألف جنيه جراء شغب جماهيره فى مباراة توسكر الكينى وعاقب الاتحاد الأفريقى لكرة القدم “كاف” النادى الأهلي بغرامة 40 ألف دولار وأربع مباريات دون جماهيره، وذلك عقاباً للجمهور على استخدام المفرط للألعاب النارية فى المدرجات.
كما عاقب الكاف النادى الأهلي بخوض مباراتين دون حضور الجماهير، بالإضافة إلى تغريمه مبلغ 30 ألف دولار، وذلك بسبب أعمال الشغب التى وقعت خلال مباراة الفريق أمام ليوبار الكونغولى.
وعقوبة أخرى قدرها 5 آلاف دولار، وقعت على الأهلي بسبب الأحداث التى شهدتها مباراة الزمالك فى افتتاح دور المحموعات "الثمانية" ببطولة دورى أبطال أفريقيا قد أقيمت باستاد الجونة وانتهت بالتعادل 1/ 1.
ألتراس أهلاوى تشعل الفتنة بين اللاعبين
وتسببت رابطة ألتراس أهلاوى فى إشعال الفتن بين صفوف الفريق الأحمر فى أكثر من مناسبة، حيث نصبت الرابطة محمد أبو تريكة نجم الأهلى السابق بطلا لها إبان رفضه المشاركة فى مباراة السوبر المحلى أمام نظيره إنبى، حيث كانت تلك المباراة هى الأولى للأهلى عقب أحداث مجزرة بورسعيد، ورفض اللاعب المشاركة فى المباراة، وأكد تضامنه مع روابط الألتراس على عدم استئناف النشاط الرياضى قبل القصاص لضحايا بورسعيد لينال القسط الوافر من تحية الرابطة، فى حين نال زملاؤه غضبا عارما فى موقف تسبب فى إشعال الفتن بين اللاعبين.

وتكرر الأمر بالأمس حينما صبت الرابطة جم غضبها على نجوم الفريق الأحمر جراء خسارة بطولتى كأس مصر ودورى أبطال أفريقيا بأفظع الشتائم والاعتداءات، فى حين لم تهاجم الثلاثى عماد متعب ووليد سليمان وعبد الله السعيد، الأمر الذى دفع زملاؤهم للغيرة، مؤكدين أن اللاعبين الثلاثة مشاركون فى ضياع البطولات فلماذا لم ينالوا الهجوم.