◄◄ البابا شنودة يطفئ نار تصريحات بيشوى ويؤكد: نحن الضيوف على المسلمين ◄◄الكنيسة تدرس منع الكهنة من الظهور إعلامياً.. ومجمع البحوث الإسلامية يمتدح تراجع سكرتير المجمع المقدس عن تصريحاته أطفأ البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية نيران فتنة طائفية، بسبب تصريحات الأنبا بيشوى التى أساء فيها إلى القرآن الكريم باعتذاره للمسلمين فى مقابلة مطولة بالتليفزيون المصرى مساء أمس الأول، معرباً عن أسفه لجرح مشاعر المسلمين، فيما اتخذ البابا قراراً بمنع بيشوى من الظهور إعلاميا أو الإدلاء بأى تصريحات صحفية مستقبلاً. وقال البابا شنودة: «أنا آسف جداً أن يحصل جرح لشعور إخواننا المسلمين». وأضاف: «الموضوع مجرد إثارته أمر غير لائق، وتصعيده أيضاً غير لائق»، وتابع: إن الحوار الدينى يجب أن يكون فى النقاط المشتركة فى المساحة المشتركة. وأكد البابا أيضاً أن: «مناقشة المعتقدات الدينية خط أحمر» لا يجب تجاوزه. علمت «اليوم السابع» أن البابا شنودة الثالث، يدرس تأسيس مكتب إعلامى كنسى متخصص لمتابعة ما ينشر فى الصحف والمجلات والبرامج التليفزيونية والفضائية، لفتح الاتصال بالإعلام، وسرعة النشر والتدقيق والتصحيح، واختيار أسقف ليكون الممثل الإعلامى، حتى لا تحدث أزمات مرة أخرى مثل تصريحات الأنبا بيشوى الأخيرة التى أثارت أزمة بين الأزهر والكنيسة. قال مصدر داخل المقر البابوى رفض ذكر اسمه، إن البابا يناقش هذه الفكرة جيدا هذه الأيام لطرح الأسقف الذى يقوم بهذا الدور المهم مشيرا إلى أن الأسقف الجديد، سيكون من الرهبان الجدد أو الأساقفة الموجودين الآن. من جهة أخرى قرر عدد من النشطاء الأقباط التظاهر غداً الأربعاء بالكاتدرائية بالعباسية ضد ما فعله الأنبا بيشوى، والمطالبة بمحاكمته وبإنشاء مكتب إعلامى للكنيسة. فيما طالب مثقفون ومفكرون أقباط البابا شنودة بمنع ظهور الكهنة فى وسائل الإعلام، واصفين ظهورهم بخروج عن الخط الروحى لمفهوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ترتب عليه تدهور أحوال الشعب والرعية والزج بالكنيسة فى أمور من شأنها أن تجلب مشاكل على الكنيسة. وكان المحامى القبطى نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان قد طالب من خلال مذكرة هى الثانية للبابا شنودة، بإصدار قرار يحظر ظهور الكهنة والأساقفة فى جميع وسائل الإعلام. وقال جبرائيل: «إن ظهور رجال الأكليروس من أساقفة أو الكهنة أو الرهبان فى الفضائيات والميديا والإعلام، خروج عن الخط الروحى لمفهوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ترتب عليه تدهور أحوال الشعب والرعية والزج بالكنيسة فى أمور من شأنها أن تجلب مشاكل على الكنيسة». وأشار جبرائيل إلى أن ظهور رجال الدين فى وسائل الإعلام، يؤدى إلى فقدان وضياع هيبة الكهنوت من خلال إقحام الكنيسة، والزج بها فى أمور سياسية واجتماعية متشابكة ومتعارضة وفى إشكاليات غير روحية. ومن جانبه طالب كرم حنا الناشط القبطى البابا بمنع ظهور رجال الدين فى الإعلام، وعدم قيامهم بأى أحاديث صحفية، لأن ما فعله الانبا بيشوى كلام ليس فى محله، وهدفه هو إثارة الفتنة الطائفية. بينما وصف بعض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بيان الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس الذى أصدره رداً على استنكار المجمع لتصريحاته ضد القرآن بأنه «عودة إلى العقل»، وقال الدكتور محمود مهنى، عضو المجمع ونائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، فى رسالة إلى الأنبا بيشوى: «أقول له لقد رجعت إلى عقلك، وإذا ماكنت تعتقد ذلك فلماذا صدر منك ما صدر؟ كان الواجب ألا يصدر، لأن النص القرآنى لا يفهمه إلا العلماء فنحن لا نستطيع أن نفسر القرآن ما لم نكن مؤهلين بثلاثين علما من العلوم». وأثنى مهنى على الدور المسيحى فى تاريخ مصر قائلاً: «تاريخ الأقباط فى مصر تاريخ مشرف، فيوم أن كان الصليبيون يحتلون البلاد الإسلامية وقدموا إلى مصر، لم يكن من الأقباط المصريين إلا أن حاربوا الصليبيين ورفضوا احتلالهم لمصر، كما أنهم شاركونا فى حرب 48 و56 و67 و73 والكنيسة المصرية وطنية». ومن جانبه قال الشيخ عبدالفتاح علام عضو مجمع البحوث الإسلامية نحن نقدر ما قاله بيشوى وإن كان أولى به ألا يضع نفسه فى ذلك الموقف، مشيراً إلى أن المجمع أصدر بياناً اتسم بالعقلانية والهدوء من أجل صالح البلاد وتجنبها نار الفتنة. وكان مجمع البحوث الإسلامية قد أصدر فى جلسته الطارئة التى عقدت السبت الماضى بدعوة من شيخ الأزهر بياناً شديد اللهجة للرد على تصريحات الأنبا بيشوى، أكد فيه أن مصر إسلامية بنص دستورها وأن حقوق المواطنة مشروطة باحترام الهوية الإسلامية وحقوق المواطنة التى نص عليها الدستور، واتهم البيان بيشوى بتهديد الوحدة الوطنية وخدمة الأهداف العدائية المعلنة عالمياً على الإسلام والمسلمين، وثقافتهم وحضارتهم. ثم أصدر الأنبا بيشوى بيانا لحفظ ماء الوجه قال فيه: «إنه يتفق مع بيان مجمع البحوث الإسلامية باعتبار العقائد الدينية للمصريين جميعا خطًا أحمر، لا يجوز المساس به من قريب أو بعيد»، مضيفاً: «أشكر هذا المنحى الكريم الذى طالما طالبت به من قبل».