رداً على الاتهامات المتزايدة تجاه العرب، وخصوصا المسلمين، بإنكار المحارق الهولوكوست – التى قام بها الألمان تجاه اليهود خلال الحرب العالمية الثانية - أدلى عدد من الأئمة المسلمين فى الولاياتالمتحدة، بإفاداتهم أمام الكونجرس بشأن مشاهداتهم فى الزيارة الميدانية التى قاموا بها، إلى اثنين من "معسكرات الموت"، والتى استمرت لأسبوع كامل. وأوضحت شبكة CNN الإخبارية أنّ الإمام محمد ماجد، من الجمعية الإسلامية لمنطقة دالاس بولاية فيرجينيا، ونائب رئيس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وأحد المشاركين فى الرحلة لمحارق الهولوكوست قال: "يمكنك أن ترى رماد الناس، تشاهد الصور، تسير ببطء وكأن ساقيك لا تقدران على حملك، كما يمكنك أيضاً أن تشاهد غرف الغاز". وكذلك وصف أحد الأئمة، من الذين شاركوا فى الرحلة التى شملت معسكرى "داخاو" و"أوشفيتز" فى كل من ألمانيا وبولندا ما شاهده بأنه لا يمكن إدراك أسبابه، وأيضا ليس من الممكن إنكاره. وقال الحاخام بيمبوراد - وهو مدير مركز التفاهم بين الأديان فى نيوجيرسى، وأحد الناجين من المحرقة النازية المعروفة باسم الهولوكوست: ما دار فى ذهنى أن أهم ما فى الأمر هو أن يقوموا بهذه الزيارة، ليذهبوا إلى هناك ويقولوا بكل بساطة: هذه هى الحقيقة، ليس بإصدار بيان سياسى، أو بيان دعائى، وليس بالضرورة أيضاً إصدار بيان دينى، إنها مجرد شهادة لما يشعر به شهود العيان". وعلى سياق متصل، قالت هانا روزنتال، المبعوثة الخاصة للخارجية الأمريكية لمراقبة ومكافحة معاداة السامية، إنها اصطحبت الأئمة المسلمين فى هذه الزيارة، بسبب تزايد دعوات إنكار الهولوكوست، خاصةً فى العالم الإسلامى. وأضافت فى إفادتها أمام الكونجرس: إنكار الهولوكوست لا يغذى فقط معاداة السامية، بل هو فى حد ذاته معادة للسامية، بل أنه "يتزايد"، خاصة بين المسلمين. ويشار إلى أن الهدف من هذه الرحلة هو الرد على دعوات "معاداة السامية" وعلى منكرى محرقة الهولوكوست، والتى يزعم اليهود أنها أودت بحياة الملايين منهم ممن كانوا يعيشون فى وسط وشرق أوروبا، خلال الحرب العالمية الثانية، فى أواخر النصف الأول من القرن الماضى. حيث جاءت تلك الزيارة وسط تزايد مظاهر العداء للإسلام فى الغرب، وكذلك تزايد الكراهية بين اليهود والمسلمين بسبب تداعيات الصراع العربى الإسرائيلى فى الشرق الأوسط.