هناك.. عندما يلتقى ضوء القمر مياه النهر.. صانعاً مجموعة من الأنوار المتلألئة عبر أمواجه الهادئة.. أنتظرك على ممشانا القديم.. ممنياً نفسى بأن تجول ذكراك فى مخيلتى.. أتذكرك وأنت مائلة برأسك على كتفى.. وتعبث أصابعى بخصلات شعرك الناعمة. أتذكر وعداً قد قطعتيه على نفسك بعدم الفراق ذهب أدارج الرياح.. أبكى أياماً ذاب قلبى لك عشقاً وأنت بجوارى.. وأتحسر على أيام تقطَّع لها قلبى فراقاً. أتساءل: لماذا خانت الوعد؟ لما تركتنى وحيداً؟ هل ذنبى أننى أحبها؟ وما جزاء المحب؟.. الفراق؟!! فجأة إذ بك أمامى بثوبك الأبيض.. تمدين يديك وتمسكين يدىَّ بدفء وحنان.. وفى نظرة عينيك الحب واضح.. حبيبى بعدتُ عنك فسامحنى.. حبيبى عدتُ لك فاقبلنى.. فأخذتُك بين ذراعيى ودورت بكِ حول نفسى.. ولسانى حالى يقول "مرحباً بك حبيبى.. فمكانك فى قلبى ما زال خالياً.. لم تستطع أى امرأة أخرى فك شفراته أو الاستحواذ عليه". بعد فترة سمعت صوتاً ينادينى فانتبهت له.. إذ بالقمر قد توارى بسحابة سوداء، وخيم الظلام والسكون على المكان بأكمله.. فأرجع ليأسى القديم. ذهبت عائداً لمنزلى.. وعندما مررت من أمام بيتك القديم.. تمور ذكراك فى ذهنى.. هنا كانت أو نظرة.. وخلف هذه الشجرة كان أول لقاء.. ومن هذه الحديقة قطفت لك أول وردة.. وأسفل ذاك الشباك انتظرتك طويلاً.. ومن تلك الشرفة ألقيت لى بأول رسالة. أواصل السير وأنا هائم فى ذكراك.. أصل البيت.. أدخل غرفتى.. ألقى بجسدى على سريرى.. أحاول النوم.. أغرق فى سبات عميق.. أصحو على صوت قد ألفته.. "يا ابنى اصحى اتأخرت على الشغل".