أكد المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، أنه فسر سعى تركيا لتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل بعدة اعتبارات أو كلمة سر، لافتا إلى أن تركيا تسعى إلى إجراء تغيير تدريجى فى سياستها الخارجية، وهو ما يعود إلى اعتبارات عديدة بعضها يرتبط بالتطورات المتسارعة التى تشهدها الساحة الداخلية التركية. وأضاف المركز فى دراسة صادرة عن وحدة الدراسات السياسية الإقليمية، أن بعضها الآخر يتعلق بالتداعيات التى فرضتها تلك السياسة على مصالح تركيا التى تواجه تحديات عديدة خلال الفترة الحالية فى ظل تصاعد العمليات الإرهابية فى بعض المدن الرئيسية واستمرار الأزمة السورية دون تسوية. وأوضح المركز، أن كلمة السر نحو تسوية المشكلات العالقة بين أنقرة وكل من موسكو وتل أبيب فى وقت واحد، تتمثل أولا فى "سوريا"، حيث تسعى أنقرة لتقليص حجم الضغوط التى تتعرض لها بسبب سياستها تجاه الأزمة السورية، وتعتبر أن تحسين العلاقات مع كل من موسكو وتل أبيب يمكن أن يساعدها فى استعادة دورها فى الأزمة السورية، الذى تراجع فى الفترة الماضية، بسبب اتساع نطاق الخلاف مع واشنطن حول الموقف من الدور الكردى فى الحرب ضد "داعش" وإقامة منطقة آمنة فى شمال سوريا، فضلا عن اتجاه واشنطن إلى التفاهم مع موسكو حول الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة بشكل ربما ينتج تداعيات لا تتوافق بدرجة ما مع مصالح أنقرة. وأشار المركز إلى أن السبب الثانى - من وجهة نظر دراسة المركز الإقليمى- هو المصالح الاقتصادية، متابعا: "بدا واضحًا أن التوتر فى العلاقات مع موسكو فرض خسائر عديدة للاقتصاد التركى بسبب تراجع السياحة الروسية وتقييد استيراد المواد الغذائية من تركيا، فى الوقت الذى عانى فيه الاقتصاد من مشكلات عديدة، لا سيما فى ظل تكرار وقوع عمليات إرهابية فى الفترة الأخيرة". ونوه المركز إلى أن أنقرة تسعى إلى البحث عن مصادر جديدة لاستيراد الغاز الطبيعى، موضحا أنه رغم تحسن علاقاتها مع موسكو، إلا أن ذلك لا ينفى أنها سوف تستثمر التطبيع مع إسرائيل من أجل توقيع صفقات لاستيراد الغاز الإسرائيلى فى الفترة المقبلة، خاصة فى ظل إدراكها أن روسيا دائمًا ما تحاول استثمار صادراتها من الغاز لممارسة ضغوط على الأطراف التى تتباين مصالحها معها فى بعض الملفات. وتابع المركز قائلا: "فيما يعد ملف "الأكراد" دافعا ثالثا لتطبيع أنقرة علاقتها مع موسكو وتل أبيب، حيث سعت أنقرة من خلال تقليص حدة التوتر فى العلاقات مع موسكو، إلى فرض مزيد من الضغوط على الأكراد، فى ظل الصراع المتصاعد بين الطرفين، سواء بسبب اتهام تركيا للأكراد بممارسة أنشطة إرهابية، أو بسبب مخاوفها من احتمالات تعزيز دورهم فى سوريا فى ظل الدعم الدولى الذى تحظى به بعض الميليشيات الكردية بسبب دورها فى الحرب ضد تنظيم "داعش"، والذى مثل بدوره محورًا للخلاف مع بعض القوى الدولية، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى ترى أن الدور الذى تقوم به الميليشيات الكردية حيوى فى إلحاق أكبر قدر من الخسائر فى صفوف التنظيم". وذكر المركز أن تلك المخاوف كانت سببًا فى الجهود الحثيثة التى بذلتها أنقرة من أجل منع الأكراد من المشاركة فى المفاوضات التى تجرى بين النظام السورى ووفد المعارضة فى جنيف للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، والتى توقفت فى الفترة الحالية بسبب استمرار الملفات الخلافية العالقة بين الأطراف المعنية بالأزمة. موضوعات متعلقة.. - المعارضة السورية تطالب الاتحاد الاوروبى بمعاقبة موسكو لانتهاكها وقف النار