رغم وجود بعض الشوائب في علاقات دول مثل: إسرائيل, إيران, تركيا, وقطر, إلا أن هناك حلف مصالح لكل الأطراف تتناقض صوره بين مستترة وواضحة, فقد نجد علاقات قوية وواضحة للغاية بين دول مثل إسرائيل وتركيا, سواء علي المستوي الاستخباراتي, العسكري, الاستراتيجي, الاقتصادي, والسياحي ودائما هناك تنسيقات متبادلة بينهم فيما يخص الشرق الأوسط. وحيث إن إسرائيل تريد استغلال أي علاقة بين دولتين لتحقيق مصالحها فإن المصالح وصلت بين البلدين للصناعة العسكرية, فهناك برنامج شراكة للتصنيع العسكري بين أنقرة وتل أبيب, بعلم وإشراف الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما سبق وأعلنت تركيا, إتمام التطبيع مع الكيان الصهيوني إسرائيل في اتفاق مصالحة ضم العديد من البنود, تمثلت في أن تدفع إسرائيل لتركيا تعويضات بقيمة20 مليون دولار لأسر ضحايا ومصابي أسطول مرمرة التركي; لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب وإعادة السفراء في البلدين, كما يلتزم البرلمان التركي بإسقاط كل الدعاوي القضائية ضد الضباط والجنود الإسرائيليين في حادث أسطول مرمرة. وتضمنت أيضا تخلي تركيا عن حركة حماس بطرد القيادي الحمساوي صالح العاروري من تركيا وتحجيم أنشطة حماس بها بشكل كامل..ثم يأتي التعاون في مجال الغاز الطبيعي, حيث تشتري تركيا الغاز من الحقول الإسرائيلية في البحر المتوسط. ولم يكن قرار التطبيع بين تركيا وإسرائيل مفاجئا, بل سبقته عدة شواهد دلت علي سعي الطرفين إلي عودة العلاقات مرة أخري بصورة رسمية, رغم أن هناك العديد من المجالات لم تنقطع العلاقات فيها, مثل العلاقات العسكرية بين البلدين, حيث أفادت تقارير إسرائيلية بعد حادث سقوط الطائرة الحربية الروسية سوخوي24, بأن المسئول عن صيانة الطائرات بسلاح الجو التركي هي إسرائيل, وفقا لاتفاقيات سابقة, فإن التقنيات التي استخدمت لإسقاط الطائرة, هي بالأساس تقنيات إسرائيلية. وهناك بعض الأسباب التي أدت إلي عقد اتفاق للتصالح بين الطرفين منها سعي إسرائيل لبيع الغاز الطبيعي حيث تلقت تل أبيب صدمة كبيرة باكتشاف حقل الغاز المصري ضهر قبالة سواحل البحر المتوسط, حيث إن مصر كانت مضطرة لاستيراد الغاز من إسرائيل, حتي ظهر الحقل المصري ودمر آمال تل أبيب في بيع الغاز للقاهرة, ما دفع إسرائيل إلي شراء كميات من الغاز, المفترض استخراجه من شرق المتوسط. ولم تجد تل أبيب مشتريا للغاز إلا تركيا, التي تعتمد صناعتها علي الغاز الطبيعي, فسعت تل أبيب للتقرب إلي أنقرة, باتفاق مصالحة لتطبيع العلاقات مرة أخري, يتم في إطاره مناقشة التعاون في مجال الغاز الطبيعي, وفقا لما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية. وحرصت إسرائيل علي استغلال السعي التركي للعثور علي مصدر غاز طبيعي بديلا لروسيا بعد أن أدي حادث إسقاط الطائرة الروسية من قبل سلاح الجو التركي, إلي توتر كبير بين موسكووأنقرة, أقر خلاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, حزمة من العقوبات الاقتصادية علي تركيا, أتت في ظل العلاقات التجارية بين البلدين, ما أدي إلي توتر تركي تجاه قطع الغاز الروسي, لتسعي تركيا إلي العثور علي مصدر للغاز الطبيعي بدلا من الغاز الروسي, لتجد في إسرائيل الحل المثالي لها. وقد سعي رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, إلي إكمال مشروع الغاز الطبيعي الخاص به, الذي كان يعتمد علي مصر كمشتر له, إلا أن اكتشاف الحقل المصري, دفعه لاختيار تركيا بديلا لمصر, لعدم إحراجه أمام الجمهور الإسرائيلي, بخاصة وأن هناك العديد من المعارضين لهذا المشروع, وبالفعل اعتمد رئيس الحكومة الإسرائيلي مخططه للغاز الطبيعي الذي ستسلكه إسرائيل الفترة المقبلة خاصة بعد إكتمال التحالف الرباعي في المنطقة بين كل من تركيا- قطر- إيران- وإسرائيل.