سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التطبيع بين تركيا وإسرائيل على حساب حصار غزة.. أردوغان يضحي بالفلسطينيين ويوافق مقابل شراء الغاز الصهيوني.. بعد أزمته الأخيرة مع روسيا.. وفتح المفاوضات مع نتنياهو لإعادة العلاقات
أعرب العديد من المسئولين الإسرائيليين عن تفاؤلهم في تقدم المباحثات بين الجانبين الإسرائيلي والتركي من أجل تطبيع العلاقات تمهيدا لتوقيع صفقة غاز إسرائيلي إلى تركيا، بعد تأزم الوضع بين هذه الأخيرة وموسكو، المصدر الرئيسي لها في الغاز. وبين مسئولون أن هناك مؤشرات جيدة لعودة العلاقات بين البلدين بعد خلافات استمرت خمس سنوات، وعلى رأسها حدوث تقدم سريع في محادثات لاستيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل، وهي صفقة تصل قيمتها إلى عدة مليارات من الدولارات. ونقلت شبكة "رويترز" الأمريكية عن مسئولين إسرائيليين أن اتفاقا لتطبيع العلاقات جاء بعد محادثات ثنائية رفيعة المستوى في سويسرا، حيث أكد مسئول تركي المحادثات، قائلا: إنها مستمرة في اتجاه إيجابي، لكنه نفى التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن. وكثفت تركيا -التي تعتمد كثيرا على الاستيراد في سد احتياجاتها من الطاقة- جهودها لإيجاد مصادر جديدة للغاز الطبيعي في ظل تدهور العلاقات مع روسيا بعد إسقاط القوات التركية لطائرة حربية روسية كانت تشارك في قصف مواقع للمعارضة في شمال سوريا قرب الحدود التركية الشهر الماضي. اتصال أردوغان بنتنياهو لتطبيع العلاقات طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية في 14 ديسمبر الجاري، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه ينبغي التوصل إلى علاقات طبيعية مع إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق حول الغاز، بحسب موقع "ديبكا" الإسرائيلي. وأشار الموقع إلى أن أردوغان أجرى مكالمة إلى نتنياهو أمس الإثنين للتباحث في عودة العلاقات من أجل التوصل لاتفاق لشراء الغاز الإسرائيلي الذي تم اكتشافه حديثا في البحر المتوسط، وقال أردوغان خلال المكالمة: "المنطقة سوف تكسب كثيرا من تطبيع العلاقات الإسرائيلية التركية، وذلك بعد انطلاق المحادثات بين الطرفين لشراء تركيا الغاز الإسرائيلي". وبين الموقع أن اردوغان يطمح الآن في زيادة العلاقات مع إسرائيل نظرا لحاجة تركيا الطارئة للغاز الإسرائيلي. ونقل الموقع عن تقرير لصحيفة تركية أن رئيس الموساد الجديد يوسي كوهين يدخل في مفاوضات شديدة مع أنقرة من أجل التوصل لاتفاق حول الغاز. بدء إنشاء خطوط أنابيب وقال مصدر تركي قريب من المحادثات لرويترز إنه حتى أثناء الخلافات لم يتم تعليق خطط لبناء خط أنابيب واستيراد الغاز الطبيعي من حقل لوثيان الإسرائيلي الشاسع في شرق البحر المتوسط. وأضاف المصدر "حتى السلطات السياسية لم ترغب في تعليق المحادثات.. كنا نعرف أنه ما إن يتم التغلب على الخلاف السياسي.. ستتحرك باقي العملية بسرعة". ترحيب في إسرائيل بالتطبيع الجديد ورحب المسئولون الإسرائيليون إلى حد بعيد بالاتفاق على عودة العلاقات لكنهم قالوا إن إسرائيل يجب أن تتمسك بحق التحرك عندما يتعلق الأمر بأمنها وبالحد من نشاط بعض أعضاء حركة حماس مقيمين في تركيا.. وتسيطر حماس على غزة. وقال زئيف إلكين الوزير في الحكومة الإسرائيلية لراديو الجيش الإسرائيلي "الاتفاق المتوقع.. الذي لم يتم وضع اللمسات النهائية عليه بعد.. يعطينا ما طالبنا به -تقييد شديد لنشاط حماس في تركيا"، مضيفا: "يجب ألا نتراجع.. يجب ألا نتنازل.. يجب أن نبقى حازمين بشأن مصالحنا". وأصدرت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية التي نظمت القافلة إلى غزة في 2010 والتي اقتحمها الكوماندوس الإسرائيليون بيانا من 13 نقطة على تويتر قالت فيه إنها لا علم لها بأي اتفاق بين تركيا وإسرائيل. وقالت "نعتقد أن اتفاقا بين تركيا وإسرائيل سيكون ضد تركيا والشعب الفلسطيني وشعوب الشرق الأوسط".. وأضافت أنه لا تغيير في موقفها من حصار غزة والسفينة مافي مرمرة. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن تطبيع العلاقات مع تركيا له أهمية كبيرة سواء لتطوير حقل لوثيان أو إعادة شركات الطاقة العالمية إلى إسرائيل للبحث عن حقول غاز جديدة. وقال لراديو تل أبيب 102 إف إم "أعتقد أن هناك فرصة جادة ومفيدة لتحسين وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا.. أعتقد أيضا أن هذا دليل على القيمة الدبلوماسية للغاز ومشروع الغاز". وتتفاوض شركات إسرائيلية منذ وقت طويل مع شركات تركية على خط أنابيب لنقل الغاز من لوثيان. - هل "الدم الفلسطيني" مهم لأردوغان؟ تحول الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان إلى بطل في العالم العربي والإسلامي في فلسطين بعد قيامه بخفض العلاقات مع إسرائيل، عقب هجوم القوات الإسرائيلية على سفينة إغاثة تركية كانت في طريقها لتقديم المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة. قبل الأزمة، كانت العلاقات التركية الإسرائيلية، من أقوى العلاقات الدولية في المنطقة، وصلت إلى تعاون عسكري واستخباراتي وتسليحي واسع، شمل مساعدة تركيا لإسرائيل في الكشف عن جواسيس لإيران ضد إسرائيل والعكس أيضا، ولكن هل اعتداء عام 2010، قد حول مسار هذا التحالف بين البلدين؟ نتيجة استنكار اردوغان على هذا التعدي، لاقى رئيس الوزراء التركي حينها دعما شعبيا منقطع النظير، الأمر الذي جعله يستمر في استغلال ذلك من أجل أن يصبح البطل الذي يفقده العالم العربي والإسلامي في هذه الفترة. وبحسب موقع "ديبكا" الإسرائيلي، فإنه رغم أن اردوغان قد أكد أن اتفاق الغاز ينبغي أن يرافقه دفع تعويضات لضحايا سفينة مرمرة التركية، ورفع الحصار عن الفلسطينيين، إلا أن ذلك ليس مهما، فهي شعارات سياسية، والرئيس التركي سوف يغلب مصلحته، وسيقبل بعودة التطبيع واستيراد الغاز الإسرائيلي. وأشار الموقع إلى أن صفقة عسكرية اجريت بين القوات البحرية التركية ونظيرتها الإسرائيلية منذ قريب، ورغم ذلك فقد قبلت تركيا ضمنيا الحصار على غزة مقابل تنازلات صغيرة من قبل إسرائيل.