اعتبرت شبكة BBC الإخبارية أن نشاط الرئيس مبارك الأخير قضى على شائعة مرضه، لكنها أشارت إلى أن هذا لا ينفى وجود تساؤلات عدة حول قدرة شخص يبلغ من العمر 83 عاماً على امتلاك النشاط الكاف لتحمل الدور القاسى المتمثل فى إدارة دولة ضخمة وواعدة، فى الوقت الذى تختمر فيه العديد من الأزمات بالمنطقة. وقالت الشبكة فى تقرير أعده مراسلها فى القاهرة جون لين إن جدول الرئيس مبارك المكثف يعد دليلا على أن الشائعات التى انتشرت حول حالته الصحية لا أساس لها من الصحة، وفقا لما يقوله مساعدوه، ويرصد التقرير نشاط مبارك خلال الفترة الماضية بقوله "إن مبارك استقبل العاهل السعودى الملك عبدالله بنفسه فى المطار- على غير العادة- فى حين ظهر فى باقى الصور التى عرضت على القنوات التليفزيونية جالسا أثناء لقائه بالملك عبد الله"، وأضاف لين أن مبارك بدا هزيلاً ولكن فيما عدا ذلك بدا جيداً. وأشار لين إلى أن الشائعات حول صحة الرئيس تزايدت بعدما سافر إلى ألمانيا فى مارس الماضى لإجراء عملية جراحية بالمرارة، وقد عادت تلك الشائعات للظهور مرة أخرى بعد تأجيل عدة لقاءات كان من المفترض عقدها بين مبارك وعدد من قادة الدول، حتى إن مبارك لم يذهب إلى القمة الأفريقية التى انعقدت فى كمبالا بأوغندا خلال الأسبوع الماضى، ولكن مساعديه برروا ذلك بأن مبارك لم يعتد على حضور تلك القمة، إلا فى الحالات التى تنعقد فيها بمصر. ويضيف لين أن مسألة صحة الرئيس تعتبرها السلطات المصرية "قضية حساسة جداً"، ورغم ظهور مبارك كثيراً فى استعراضات عسكرية وهو واقف لمدة طويلة لتحية الخريجين أو لأسباب أخرى، إلا أنه ليس من الصعب معرفة أسباب ظهور تلك التقارير حول صحته، رغم محاولات المسئولين نفى تلك التقارير، فمبارك حكم مصر طوال 29 عاماً، ولم يقم بتسمية نائب رئيس لذلك لا يوجد خليفة له. ويقول التقرير إنه رغم وجود تكهنات حول تولى جمال مبارك للحكم من بعد والده، إلا أن مبارك لا يدعو لذلك بشكل مفتوح، بالإضافة إلى أن العديد من المصريين يرون أن جمال "مرشح غير شعبى" لعدد من الأسباب، حيث يرى النقاد أنه يتمتع منذ طفولته بامتيازات خاصة، بالإضافة إلى أنه يملك صلات وطيدة مع جماعات من رجال الأعمال الموالين للغرب، كما أن المؤرخين أوضحوا أن كل الرؤساء المصريين الذين تولوا السلطة بعد ثورة 1952 كانوا عسكريين، وأن خلفية جمال المدنية قد تسبب له مشكلة فى محاولة الحصول على دعم تلك الفئة بالدولة. وأشار لين إلى أنه سيتحتم أخذ قرار بهذا الشأن العام القادم، خلال الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها فى أواخر 2011، وأشار أن الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم كان قد أعلن أنه سيعلن عن اسم مرشحه خلال شهرى يونيو أو مايو 2011.