تنسيقية الأحزاب: غلق باب التصويت في انتخابات النواب بالخارج باليوم الثاني    الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يواجه اضطرابات محتملة مع اقتراب اجتماعه الحاسم بشأن خفض الفائدة    النائب محمد رزق: تقرير «فيتش» يعكس ثقة عالمية في الاقتصاد المصري ويؤكد صلابة برنامج الإصلاح    ارتفاع البورصات الخليجية مع ترقب اجتماع الفيدرالي الأمريكي    جيش الاحتلال يقتحم قرية المغير برام الله ويحتجز فلسطينيين    تصاعد حدة القتال بين تايلاند وكمبوديا على طول الحدود المتنازع عليها    مصر تخسر بثلاثية أمام الأردن وتودع كأس العرب من الباب الصغير    نائب برشلونة عن مواجهة الريال والسيتي: جوارديولا يعرف ما يجب عليه فعله    الحكم بإعدام المتهم بواقعة التعدي على أطفال مدرسة الإسكندرية خلال 10 أيام    فرقة نويرة تحتفى بفيروز على المسرح الكبير بدار الأوبرا    مستشار وزير الصحة: ننقل خبراتنا الطبية إلى جامبيا عبر المركز الطبي المصري    بنك مصر يدعم 5 مستشفيات حكومية ب 67.5 مليون جنيه    فرق البحث تنهى تمشيط مصرف الزوامل للبحث عن التمساح لليوم الخامس    «فيتش» تمنح الاقتصاد المصري ثقة دولية.. من هي هذه المؤسسة العالمية؟    وتريات الإسكندرية تستعيد ذكريات موسيقى البيتلز بسيد درويش    رئيس جامعة العاصمة: لا زيادة في المصروفات وتغيير المسمى لا يمس امتيازات الطلاب (خاص)    500 قرص كبتاجون و2 كيلو حشيش و20 جرام بانجو.. مباحث بندر الأقصر تضبط عنصر إجرامي بمنشاة العماري    محافظ المنوفية: استحداث وحدة جديدة لجراحات القلب والصدر بمستشفى صدر منوف    تركيا تدين اقتحام إسرائيل لمقر أونروا في القدس الشرقية    القومي للمرأة ينظم ندوة توعوية بحي شبرا لمناهضة العنف ضد المرأة    "مصر للصوت والضوء" تضيء واجهة معبد الكرنك احتفالًا بالعيد القومي لمحافظة الأقصر    استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم لليوم الرابع في العصامة الجديدة    محافظ القليوبية يشارك في احتفال الرقابة الإدارية باليوم العالمي لمكافحة الفساد بجامعة بنها    10 سنوات مشدد لبائع خضروات وعامل.. إدانة بتجارة المخدرات وحيازة سلاح ناري بشبرا الخيمة    كوارث يومية فى زمن الانقلاب… ارتباك حركة القطارات وزحام بالمحطات وشلل مرورى بطريق الصف وحادث مروع على كوبري الدقي    شتيجن يعود لقائمة برشلونة ضد فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا    كييف: إسقاط 84 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    القاهرة الإخبارية: قافلة زاد العزة ال90 تحمل أكثر من 8000 طن مساعدات لغزة    لا كرامة لأحد فى زمن الانقلاب.. الاعتداءات على المعلمين تفضح انهيار المنظومة التعليمية    وفاة شخص صدمته سيارة بصحراوي سمالوط في المنيا    شباب الشيوخ توسع نطاق اختصاصات نقابة المهن الرياضية    بدء تفعيل رحلات الأتوبيس الطائر بتعليم قنا    وزارة الرياضة توضح تفاصيل إصابة لاعب أثناء مباراة الدرجة الرابعة بمغاغة    نيللي كريم: مبقتش أعمل بطولات وخلاص عشان أثبت إني ممثلة كبيرة    منافس بيراميدز المحتمل - مدرب فلامنجو: نستهدف المنافسة على اللقب    متحدث «الأوقاف»: مصر قرأت القرآن بميزة «التمصير والحب» لهذا صارت دولة التلاوة    الأعلى للإعلام يستدعى المسئول عن حساب الناقد خالد طلعت بعد شكوى الزمالك    غدًا.. فصل الكهرباء عن قريتي كوم الحجنة وحلمي حسين وتوابعهما ببيلا في كفر الشيخ    ارتفاع ضحايا زلزال شرق اليابان إلى 50 شخصا.. وتحذيرات من زلزال أقوى    ليوناردو دي كابريو يهاجم تقنيات الذكاء الاصطناعي: تفتقد للإنسانية وكثيرون سيخسرون وظائفهم    المشاط تتسلم جائزة «القيادة الدولية» من معهد شوازيل    جامعة قناة السويس تقدّم خدمات علاجية وتوعوية ل711 مواطنًا خلال قافلة طبية بحي الأربعين    مدبولي يتفقد مشروع رفع كفاءة مركز تكنولوجيا دباغة الجلود بمدينة الروبيكي    حزب الاتحاد: لقاء الرئيس السيسي مع حفتر يؤكد حرص مصر على استقرار ليبيا    مراسلة قطاع الأخبار بالرياض: الأعداد تتزايد على لجان الانتخاب في السعودية    رياضة النواب تهنئ وزير الشباب بفوزه برئاسة لجنة التربية البدنية باليونسكو    صلاح وسلوت.. مدرب ليفربول: أنا مش ضعيف وقلتله أنت مش هتسافر معانا.. فيديو    قرار عاجل لمواجهة أزمة الكلاب الضالة في القاهرة    وزارة الاستثمار تبحث فرض إجراءات وقائية على واردات البيليت    رنا سماحة تُحذر: «الجواز مش عبودية وإذلال.. والأهل لهم دور في حماية بناتهم»    البابا تواضروس الثاني يؤكد وحدة الكنيسة خلال لقائه طلاب مدرسة مارمرقس بسيدني    فحص 7.4 مليون تلميذ ضمن مبادرة الكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم»    غدا.. بدء عرض فيلم الست بسينما الشعب في 9 محافظات بأسعار مخفضة    رئيس اللجنة القضائية: تسجيل عمومية الزمالك يتم بتنظيم كامل    وزير الثقافة يلتقي نظيره الأذربيجاني لبحث التعاون بين البلدين    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ماذا تعمل ?!    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    هل يجوز إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات أوالزكاة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحلام.. بين الطب والدين والفهلوة..تفسير السقوط من أعلى والصراخ المكتوم وفستان الزفاف وخلع الأسنان والضروس..الجندى: تفسير الأحلام وكتب ابن سيرين والنابلسى «فهلوة» وبلا أصل شرعى
نشر في اليوم السابع يوم 05 - 02 - 2016

«حلمت حلم وحش أوى النهاردة.. خير اللهم أجعله خير» جملة تتردد كثيراً.. كما أنك أحيانا تستيقظ من النوم مفزوعاً أو فرحاً.. مستبشراً أو قلقاً متوجساً ومنتظراً لحدث سيئ، وكثيراً ما يكون ذلك بسبب «حلم».
وكثيراً ما نحلم أحلاماً تؤثر على حالتنا المزاجية ويعتقد البعض أن هذه الأحلام مؤشر يبشر بالأحداث السعيدة أو ينذر بالأحداث المؤسفة، وأحيانا تسيطر بعض أحلامنا علينا وعلى تصرفاتنا وحياتنا تأثيراً كبيراً، وهو ما جعل الكثيرين يحترفون تفسير الأحلام وصدرت العديد من الكتب فى هذا الصدد.
لكن هل للأحلام علاقة بعلم النفس؟ وهل تتأثر حياتك ويومك بما تراه من أحلام؟ وهل تختلف تفسيرات الأحلام باختلاف الشخص الحالم؟ وهل هناك أشخاص يمكن لأحلامهم أن تتنبأ بما سيحدث فى الواقع؟ وهل تخيلت يوما أن بإمكانك التحكم فى حلمك؟ وما تفسير الأحلام الشائعة التى يراها الكثيرون؟ وما رأى الدين فى تفسير الأحلام وما هو الفرق بين الحلم والرؤية؟ تتداخل وتختلف الإجابات على هذه الأسئلة بين أطباء علم النفس وعلماء الدين ومفسرى الأحلام، الأطباء يرجعون الأحلام إلى وضغوط نفسية وعضوية يعانى منها الإنسان، أما المفسرون فيعتمدون على علامات ورموز ثابتة لأشياء وسمات شخصية للفرد، ويختلف رأى علماء الدين عن هذا وذاك.. فى السطور التالية نحاول الإجابة على هذه التساؤلات.
رأى العلم فى الحلم
يؤكد الدكتور أحمد عبدالله، مدرس الطب النفسى بجامعة الزقازيق، أن الحلم ظاهرة نفسية تعبر عن الصراعات الداخلية التى يعانى منها الإنسان، وتعكس ما يرغب فيه وما يتمناه ولا يستطيع تحقيقه فى الواقع، ففى الحلم يتصل الإنسان بعوالم أخرى مرتبطة باللاوعى لديه، تتأثر سلبا أو إيجابا بحالته النفسية الواقعية، فالأحلام تعكس رواسب يعانى منها الفرد فى الماضى.
ويرى بعض الأفراد الذين يتمتعون بموهبة تفسير الأحلام أنها قد تتنبأ بالمستقبل، وفى هذا الإطار يوضح الدكتور أحمد عبدالله أن الإنسان يتذكر فقط 1? من أحلامه الحقيقية، مؤكدا أن ما يتذكره مجرد أوهام وتخيلات فقط فى رأسه ومن تأليفه، فالإنسان بعد أن يستيقظ من نومه لا يتذكر الحلم إلا بنسبة قليلة جدا.
وأضاف أنه ثبت علميا أن الأشخاص الذين لا يحلمون يعانون من أمراض مثل: العصبية والتوتر وعدم التركيز، ويعتبر ذلك نوعا من الأمراض النفسية التى تعرف باسم «اضطرابات النوم».
وأوضح أن للنوم أهمية كبيرة تؤثر على نفسية الفرد، ففى فترة النوم يقوم الإنسان بعمل «ريستارت وفرمطة للدماغ» لذلك يجب الالتزام بمواعيد محددة ومنتظمة فى النوم، وعدم التفكير فى المشاكل والأشياء المزعجة قبل النوم مباشرة.
كوابيسك.. سببها أكلك وضغوطك وتعب جسمك
الكثير من الأفراد يعانون الكوابيس التى تعكر صفو نومهم وتصيبهم بالخوف والقلق وتعتبر نوعا من أنواع اضطراب النوم.
وفى هذا الشأن أكد الدكتور شريف درويش، استشارى الأمراض النفسية والعصبية أن المشاكل وضغوط الحياة تعتبر أحد أسباب الكوابيس، لكنه قال إنها ليست السبب الوحيد، فالآلام العضوية التى يعانى منها جسم الإنسان قد تكون سببا فى الكوابيس، محددا أنواع الطعام التى يمكن أن تسبب الكوابيس، وعلى رأسها الأكل الدسم والثقيل المستخدم فيه الزبد والسمن والزيوت فى مواعيد متأخرة أو قبل النوم مباشرة.
وطالب «شريف» بضرورة تسجيل الحلم وكتابته بعد الاستيقاظ مباشرة لأن هذا دائماً ما يساعد الفرد الذى يعانى من مشكلة نفسية على حلها والوصول لسبب المشاكل والاضطرابات التى يعانى منها.
وأضاف: «لكى يتجنب الإنسان الكوابيس والأحلام المزعجة عليه ممارسة التأمل والاسترخاء، وهى من أبسط التمارين التى لها تأثير قوى على النفس، وكل ما يتوجب على من يريد خوض التجربة هو الجلوس ليلا بعد معاناة يوم كامل بملابس مريحة وعدم ارتداء حذاء فى القدم والاستلقاء أرضا والاستمتاع بالتنفس بشكل منتظم مع غلق العينين ومحاولة إخراج كل الطاقات السلبية من داخله.
تفسير الأحلام موهبة أم فهلوة
وإذا كان ما سبق هو تفسير علم النفس للأحلام من ناحية الأطباء فإن لمفسرى الأحلام رؤية أخرى، فالدكتورة صوفيا زاده، مفسرة الأحلام، أكدت أنها جمعت بين القرآن والسنة وعلم النفس فى تفسيرها للرؤى والأحلام وعلم الإشارات الكونية، مؤكدة أن تفسير الأحلام موهبة من عند الله، مشيرة إلى ذكر الأحلام فى القرآن فى 22 سورة و55 آية، و1300 حديث نبوى.
وأكدت الدكتورة صوفيا أن هناك العديد من الشروط والقواعد للرؤى والتى تختلف تماما عن الأحلام، ومن أهم هذه الشروط التذكر الجيد للحلم عند الاستيقاظ وصلاح الشخص الحالم وقربه من الله أو رؤية الصالحين والأنبياء والأموات أو رؤية النجوم والسحاب والأشياء الكونية.
وأشارت إلى أن التفسير عند نجوم مفسرى الأحلام فى البرامج والقنوات الفضائية يعتمد على صوت المتصل وطريقة وأسلوب ونوعية الكلام أثناء حديثه عن الحلم.
وأضافت أن الإنسان يمر بأربعة مراحل فى نومه تكون الأحلام فى المرحلتين الأولى والثانية بينما الثالثة والرابعة هما مرحلتا النوم العميق، التى ينهمك بها المتعب والمريض وتكون الأحلام هلاوس وتخاريف وليس لها تفسير.
وأضافت: «هناك مواقيت معينة للرؤى والأحلام، فالرؤية تكون فى أى وقت عدا المغرب أى قبل وبعد غروب الشمس، مؤكدة أن كل ما يشاهده الإنسان فى نومه خلال هذا الوقت يكون مجرد تخاريف وليس له تفسير.
فستان الفرح وخلع الضرس والسنة
هناك مجموعة من الرموز فى الأحلام لها تفسيرات ثابتة ذكرتها الدكتورة «صوفيا زاده» منها مثلاً أن خلع الضرس فى الحلم يشير إلى موت رجل وخلع السنة ينبئ بموت امرأة، وإذا كان هناك دم أثناء خلع الضرس أو السنة فإن هذا يعنى الحصول على إرث كبير.
وخلافاً للشائع حول أن فستان الزفاف فى الحلم يعنى الوفاة وارتداء الكفن أكدت «صوفيا زادة» أن ارتداء الفستان الأبيض أو فستان زفاف له تفسيران، الأول: إذا كانت الحالمة متزوجة فيعنى أنها سوف ترزق بمولود جديد أما إذا كانت «آنسة» فيعنى أن هناك عريساً سوف يدق بابها.
ونفت ما يؤكده عدد من مفسرى الأحلام باعتبار فستان الزفاف رمزا للكفن أو أن هناك شخصا قريبا سيفارق الحياة.
وأكدت أن رؤية الأموات فى الأحلام تعبر عن خير وصلاح الشخص الحالم، فالأموات فى دار الحق قد يظهرون فى الأحلام حتى تطمئن عليهم ويطمأنوا عليك، وقد يحذرونك من أشياء بعينها ويدلونك على الطريق الصواب.
عمرك حلمت إنك بتقع من مكان «عالى»؟!
ومن الأحلام المتكررة والمنتشرة «السقوط من مكان عالٍ والعجز عن الصراخ والجرى وأحد يطاردك» وهذه جميعاً - كما تقول صوفيا زادة - رمزيات لصراعات يعانى منها الفرد فى حياته، موضحة أن حلم السقوط من مكان عالٍ وفقاً للأطباء يعكس الخوف من الفشل أو الوقوع فى مشكلة يعجز الإنسان عن حلها، وبالتالى تنعكس على الأحلام وتترجم فى اللاوعى بهذا الحلم.
وهناك تفسير مختلف عند مفسرى الأحلام يرى أن السقوط يعكس غضبا من الله على العبد ووجود ذنب ما يمارسها فى حياته، فيما يفسر الأطباء العضويون نفس الحلم بأنه ناتج عن انقباضات فى أعضاء وجسم الإنسان.
وعن حلم الجرى وعدم القدرة على المواصلة تقول «صوفيا» إنه يعكس رمزية للتأخر فى الإنجاز ويتبلور ذلك بشكل رمزى وفقا لأطباء الطب النفسى، أما المفسرون فيعتبرونه شيطان النوم الذى يعرف باسم «الجاثوم» ويزور الإنسان عندما ينام على غير وضوء أو لا ينام على جانبه الأيمن.
خالد الجندى: مفسرو الأحلام يعتمدون على الفهلوة
ويخالف رأى العديد من رجال الدين التفسيرات السابقة للأحلام، حيث أكد الدكتور خالد الجندى، الداعية الإسلامى، أن تفسير الرؤى والأحلام لا أصل له، وأن كل من يدعى التفسير يعتمد على الدجل والفهلوة والحدس فى بعض الأحيان، مؤكدا أن كتب ابن سيرين والنابلسى لتفسير الأحلام لا تستند لعلم ثابت وصحيح وجميعها تعتمد على خيالات وتخمينات الكاتب.
وأضاف الجندى أن «المنامات» سواء كانت حلما أم رؤية لا يمكن تفسيرها أو التفرقة بينهما، فلا أصل أو مرجعية لتفسير الأحلام فى القرآن أو السنة، رغم اجتهاد بعض رجال العلم والدين فى محاولة الفصل بين الرؤية والحلم وإيجاد تفسيرات لها، مشيرين إلى أن للرؤية شروطا كثيرة لعل أهمها صدق قول صاحبها وتذكر كل التفاصيل وإلا يشمل الحلم أى أحداث أو علامات تخص الحياة الشخصية أو المشاكل الحياتية لأن هذا يعنى أنها تعكس أوهاما وآثارا نفسية يعانى منها الفرد، ولا تحمل الرؤية أى أحداث مستحيلة غير واقعية أو خارقة للعقل، أما الحلم العادى الذى يخالف تلك الشروط فيجب عدم سرده على أى أحد.
وتابع قائلاً: «سيدنا يوسف عليه السلام امتلك قدرة وموهبة فى التفسير كانت تنزل عليه كالوحى من عند الله ليفسر المنامات للآخرين، وكان يستطيع التفرقة بين الحلم والرؤية وإذا كان صاحب الحلم على حق أم يدعى ويكذب، فالرؤية من عند الله والحلم من الشيطان».
وأشار «الجندى» إلى أن الحلم هو حالة نفسية تخص صاحبها فقط وهو من يستطع تحليلها وتفسيرها وفقا لواقعه، فظهور الأسد فى منام محاسن الحلو مدربة الأسود المشهورة يعتبر طبيعيا لأنها معتادة عليه فى واقعها، أما ظهور الأسد لأى شخص عادى فى المنام ليس طبيعيا، وكذلك الكلب فى حلم راعى الصحراء أمر طبيعى فى واقعة بينما سكان الزمالك والمهندسين لم يعتادوا على ظهور الكلاب لهم فى الطرقات والشوارع، مؤكداً أن الشخص مهما كانت درجة إيمانه يمكن أن يتحقق حلمه فالكافر والملحد قد يتحقق حلمه كما حدث مع فرعون، مؤكداً عدم القدرة على تفسير الأحلام تفسيراً صحيحاً بعد الاستيقاظ، ولكن يمكن إدراك ذلك بعد تحققه على أرض الواقع. ونصح الداعية الإسلامى بعدم رواية الحلم على أى شخص وصلاة ركعتين لله بعد الاستيقاظ وإذا كان الحلم مزعجا يجب النفخ ثلاث مرات على الجانب الأيسر.
وهناك العديد من الأحلام والرؤى التى أثرت فى العالم وتعتبر من أشهر الأحلام فى التاريخ وغيرت مجرى الكثير من الأحداث وبدلت أوضاع بلاد وشرعت قوانين وأعياد، ولعل من يتمتعون بموهبة التنبؤ بالمستقبل فى أحلامهم ورؤياهم لهم قدرات خاصة.
وانقسم العديد من العلماء فى تفسير تلك الظاهرة، وظهر فريق يؤكد أنها لا تخرج عن المصادفة نتيجة تفاعل العقل الإنسانى مع البيئة المحيطة به والتأثر بالعقل الجمعى وتوارث خبرات وتجارب عديدة.
وهناك فريق فسر التنبؤ بالمستقبل فى الأحلام، والأحداث والوقائع التى سبق أن شاهدتها فى أحلامك على أن العقل الباطن للإنسان قد يلاحظ أشياء فى الواقع لا يدركها العقل الواعى فيخزنها ويستعيدها وقت النوم عن طريق الأحلام والرؤى وقد شملت كتب التاريخ عددا كبيرا من هذه الأحلام التى تنبأت بأحداث ووقائع قبل حدوثها.
أحلام.. غيرت العالم
من أشهر هذه الأحلام التى غيرت مجرى التاريخ حلم فرعون بميلاد موسى حيث رأى فرعون فى منامه أن نارا تزحف من بيت المقدس حتى مصر ولحقت بجميع أهل مصر عدا بنى إسرائيل، وفسر الكهنة والسحرة هذا الحلم بأن غلاما من بنى إسرائيل فى مصر سوف يولد ويسلب منه الحكم ويبشر بدين جديد ويخرجه وأهله من الأرض، فصعق فرعون لهذا التفسير وأمر بقتل كل طفل يولد من بنى إسرائيل لكن إرادة الله فوق كل جبار وولد موسى وحكم مصر، وتحققت رؤية فرعون.
وكذلك حلم سيدنا يوسف حيث رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر تسجد له، وفسر أبوه الحلم بأنه سوف يكون له شأن عظيم ويتولى الحكم وبالفعل مرت الأيام وكبر يوسف عليه السلام وتحققت رؤياه وحكم مصر ودخل عليه أبوه وإخوته ساجدين. وهناك أيضا رؤيا سيدنا سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل، حيث فدى الله إسماعيل بكبش عظيم، ومن يومها أصبح هذا اليوم عيد الأضحى الذى يحتفل به المسلمون.
ومن أشهر الأحلام التى تشابهت فيها الرؤى والأحلام بين أكثر من شخص، ما حدث فى عهد الرسول قبل أن يشرع الأذان، حيث رأى سيدنا عمر عليه السلام فى منامه أحدا ينادى فى المسلمين بكلمات الأذان، ورأى عبدالله بن زيد نفس الرؤيا، وعندما قصا الرؤيتين على الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من بلال أن يؤذن فى الناس ويناديهم للصلاة بنفس الكلمات، ومن هنا شرع الأذان برؤية عمر وعبدالله.
حلم إديسون ومخترع الإنسولين
ذكر «سيجموند فرويد» مؤسس التحليل النفسى فى كتابه أن «إديسون» رأى فى منامه حل الدورة الكهربائية واستطاع إضاءة المصباح وبالفعل استيقظ من نومه ليطبق ما رآه فى المنام ليتوصل للحل الذى استفادت منه البشرية.
وفسر «فرويد» حلم إديسون بأنه من كثرة تعلقه وشدة تفكيره فى هذا الموضوع حلم به، فالحلم هو الشىء الذى يهتم به المرء بصورة كبيرة، وكذلك ذكر «فرويد» فى كتابه أن «فريدريك غرانت» مخترع الإنسولين قد سبق وأن حلم به فى منامه قبل اختراعه، كل هذا يؤكد نظرية فرويد وأن الحلم قد يعكس ويتنبأ أشياءً وأحداثا يهتم بها الشخص.
- الإنسان يقضى..6 سنوات فى الأحلام
تشغل الأحلام جزءا كبيرا من حياة الإنسان وتفكيره، وقد أجريت العديد من الدراسات العلمية على الأحلام ومدى تأثيرها فى حياة الإنسان.
وفى هذا الإطار أثبتت النظريات العلمية أن الإنسان يقضى حوالى 6 سنوات من عمره وهو يحلم، وذلك حسبما نشر الموقع الأمريكى موقع dream dictionary، فإن الإنسان يحلم من ثلاثة إلى سبعة أحلام يوميا، ويقضى أكثر من 3 ساعات من نومه وهو يحلم، ولا يبدأ فى مرحلة الأحلام إلا بعد 60: 90 دقيقة من نومه، وعند استيقاظه لا يتذكر إلا القليل من الأحلام التى شاهدها فى منامه ولا يتذكر منها إلا القليل.
ويعتمد تذكر الإنسان لأحلامه على الراحة النفسية والجسدية للنائم، ولا يزال عالم الأحلام يشغل الكثيرون ومازالت الدراسات والأبحاث تكشف المزيد.
وأكدت العديد من الدراسات أهمية الأحلام للإنسان فهى بجانب أنها تساعد على راحة كل أعضاء الجسم والتنفيس عن الضغوط التى يعانيها الإنسان، ولها القدرة على نمو العقل وترسيخ المعلومات وتنمية المهارات الذهنية والمكتسبة للفرد، كما أن الأحلام تجنب الإنسان الشعور بالتعب والإجهاد وتحافظ على الصحة النفسية، فهى تعتبر المتنفس الذى يخرج فيه العقل بعيدا عن ضغوط الحياة فى محاولة لإعادة شحنه وتنشيط الجسم، كما تساعد على التقليل من حدة التوتر والعصبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.