منذ أيام شاهدت على التلفاز حواراً بين المذيع الأستاذ وائل الإبراشى والصحفى العراقى الأشهر منتظر الزيدى، والذى أصبح أشهر صحفى عربى فى الفترة الأخيرة بعد أن قام برمى الحذاء على الرئيس الأسبق جورج بوش.. فى الحقيقة لقد زاد احترامى لمنتظر كثيراً بعدما رأيته وهو يتكلم بكل حماس وحب لبلده العراق. هذا الصحفى الذى لم أكن أعرفه جيدا.. فقد أيقنت أن الدافع فى رمى الحذاء لم يكن أبداً نوعاً من النجومية كما قد يعتقد البعض.. وإنما هو بدافع من القهر والذل.. وما أصبح عليه العراق من دولة كانت فى مصاف الدول العربية الأولى، وكان الجميع يعمل لها ألف حساب.. إلى دولة محطمة.. الأنقاض فى كل مكان.. الأرامل والأطفال اليتامى.. النفوس الحزينة.. الأمل المفقود.. كل هذا دار فى رأس الصحفى العراقى.. قبل أن يقوم برمى الحذاء على الرئيس الأمريكى.. حقيقة أجد نفسى متضامناً معه خصوصاً بعدما رأيته فى هذا الحوار الممتع.. ومن سخرية القدر أن منتظر الزيدى نفسه قد تعرض لنفس الحادث تقريبا، حيث كان فى مؤتمر صحفى فى فرنسا، وفوجئ بصحفى عراقى أيضاً يرميه بالحذاء.. ولست أدرى لماذا الإصرار فى استخدام الحذاء فى التعبير. الخوف كله أن يتزايد استخدام الحذاء، خصوصاً فى المؤتمرات الصحفية.. وساعتها أتخيل أن المنظمين لأى مؤتمر سيجبرون الأعضاء والضيوف على خلع أحذيتهم وتركها خارجاً قبل الدخول ومعهم فى ذلك كل الحق.. من يدرى ربما يتحول الأمر إلى معركة حامية الوطيس، وساعتها كل يستخدم حذاءه فى الدفاع عن نفسه وعن توضيح فكرته.. والاهتمام الآن بشراء الأحذية تتعدى كونها أداة لحماية القدم فقط بل أصبح الحذاء أداة للدفاع عن النفس.. أنصحك عزيزى القارئ أن تحرص كل الحرص، وأنت تشترى حذاء جديداً.. فلا أحد يعلم ما قد تتطور إليه الأمور غدا.. لذا فالأفضل أن تشترى حذاء متينا يصلح لكل المناسبات حتى ولو لم تكن صحفيا فقد ينفعك فى التعبير عن رأيك فى أى مناسبة قد تستلزم ذلك.. لا أستبعد صدور قوانين فى المستقبل القريب تمنع الدخول بالأحذية هذا طبعا غير القوانين التى سوف تصدر بخصوص بائعى الأحذية، وسوف يكون البيع بفواتير مختومة ومسجلة ضمانا لما قد يحدث فيما بعد بهذا الحذاء.. ربما يستخدم فى إحداث جريمة، وهنا سيكون أول سؤال يوجه للمجرم أنت اشتريت الحذاء ده منين وفين فاتورته.. وياويلك لو كنت ماشى بالحذاء ومش معاك الفاتورة بتاعته تبقى ساعتها رحت فى أبوبلاش..