لا تزال الصورة النمطية للخادمة التى تعمل فى بيوت أثرياء مصر، تحمل العديد من العادات والتقاليد التى ارتبطت بالشخصية المصرية، فبينما يفضل البعض الخادمات الصغار فى السن لسرعتهن فى أداء الشئون المنزلية، وطاعتها للأوامر بدون أية نقاش، تفضل بعض العائلات الأخرى الخادمات الكبار لقدرتهن على إدارة المنزل بخبرة وحنكة تمكنهن من السيطرة على مجريات الأمور فى ظل غياب ربة المنزل الأساسية المنشغلة فى وظائف أخرى. إلا أن الخادمة الريفية تظل سيدة الموقف فى عالم الخادمات المحلية، إذ انها غالبا ما تكون غير متعلمة ولكنها تجديد وبحرفية تامة إدارة شئون البيت، وذلك على عكس المتعلمة التى أحياناً ما ترى أنها تتفضل على خدمة من تقوم بخدمتهم فى المنزل التى تعمل به، ومن ثم تشعر بشىء من الغيرة. اليوم السابع دخل عالم الخادمات المحليات فى مصر لمعرفة من هى الخادمة المثلى التى تفضلها أكبر العائلات. قال العمدة باهى عبد العزيز الباسل من أكبر عائلات الفيوم، إن عائلته تفضل الخادمات الكبار فى السن نظراً لتوافر الخبرة وإمكانية إدراكها لخبايا الأمور، إنما الخادمة الصغيرة فمن الممكن أن تتسبب فى إثارة المشاكل فى المنزل ومن الممكن جداً أن تختلق صراعات مع أبناء العائلة ممن فى مثل سنها وتقارن نفسها بهم، مضيفا أنه لن يقبل إطلاقا بخادمة من المدينة لأنها من الممكن أن تكون متعلمة ف "تتفزلك"، بينما الريفية ستكون على سجيتها. بينما نفى المهندس صلاح شرف الدين أمين تنظيم الحزب الوطنى بدمياط سابقاً، توفر خادمات صغار الآن، وأرجع ذلك إلى ظن الناس أن مهنة الخادمات عيب ومهينة، وبالتالى فالأب أو الأم تفضل تعلم ابنتها عن الخدمة فى البيوت، وأكد شرف الدين أن الخادمة الصغيرة لم تعد تصلح للخدمة فى البيوت هذه الأيام على غرار الماضى. وتابع شرف الدين، قائلاً "حالياً تجد ربة المنزل تعمل وليس لديها الوقت الكافى لإدارة المنزل، لذا فهى تفضل الاعتماد على خادمة كبيرة واعية وتعرف أن تدير أمور المنزل بحنكة وحكمة". وتحكى زينب السويدى (91 عاماً)، من عائلة السويدى بالشرقية عن قصتها مع خادمتها "حبشية"، قائلة عنها "كانت تكبرنى فى السن عندما جاءت للعمل فى المنزل، إذ كنت أبلغ الثمان سنوات بينما هى عشرة سنوات، وهذا أفاد فى عمل صداقة مبكرة بيننا، فكانت هى بمثابة منبع أسرارى، باعتبار أننى لم أكن أخرج من البيت كثيراً، وإذا خرجت فلا أخرج بدونها، فكانت بمثابة وصيفتى، وكثيراً ما كانت تدافع عنى أمام أهلى إذا شاب سلوكى شائبة ما وهذا كان كثيراً ما يحدث لأننى كنت أحب الخروج باستمرار، فضلاً عن تدخينى المبكر من وراء أهلى ثم عندما علموا بالحقيقة، أصبحت أدخن بشكل طبيعى أمامهم، فكانت حبشية تخفى هذه الأسرار عن أهلى حتى لا يعلموا بها ويعاقبوننى". وعند سؤالنا لإحدى مكاتب تشغيل الخادمات، نفى مكتب "سلمى للتوظيف"، أن يكون من بين عامليه خدمات أقل من 18 سنة، مؤكداً أن الطلبات تكثر على الخادمات الكبار فى الأساس، نظراً لتوافر الخبرة لديهن وقدرتهن على إدارة شئون المنزل بما يحويه من تنظيف وطبخ وغسيل ورعاية أبناء إلى آخره، فيما تزداد مشاكل الخادمات الصغار الذين ربما يكونون فى سن المراهقة ويسببون الكثير من المشاكل، خاصة إذا تواجد أبناء ممن هن فى مثل سنهن ومن هنا تنشأ الغيرة.