يشتاق الكثيرون من جيل السبعينيات إلى مظاهر الحياة التى شهدتها مصر فى تلك الحقبة التاريخية فى العصر الحديث، ويتمنى أبناء الأجيال التى جاءت فيما بعد، الغوص فى هذه الفترة، ليذوقوا طعمها الخاص ويسبحون بخيالهم فى ملامحها البديعة، ويرون بأنفسهم عن بُعد اضطراباتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. هذه الأجواء وأكثر ستجدها فى كتاب «كنت صبيًّا فى السبعينيات» الذى يصدر عن دار الكرمه، للناقد والأديب محمود عبد الشكور، وهو عبارة سيرة ثقافية واجتماعية تجسد فترة السبعينيات التى شهدتها الكثير من الأحداث والملامح والمظاهر ابتداء من ارتداء الفساتين القصيرة، ومقتل سلوى حجازى، مرورا بحرب أكتوبر، ووفاة فريد الأطرش وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وانتشار أفلام بروس لى والكاراتيه، وانتهاء بخطاب السادات فى الكنيست، وفوازير نيللى، وتوقيع معاهدة السلام واغتيال السادات. ويجسد هذا الكتاب الحياة المصرية خلال الفترة من عام 1970م، حيث وفاة الزعيم جمال عبد الناصر وحتى اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى 1981م، حيث شهدت مصر والعالم فى تلك الحقبة تحولات مهولة، فقد انقلبت السياسية وتبدل الاقتصاد وتطورت التكنولوجيا، فتبدلت حياة الأسرة المصرية. ويقول الناقد السينمائى والثقافى محمود عبد الشكور فى تصريحات خاصة ل«اليوم السابع» :« هذا الكتاب قطعة من حياتى وزمنى كتبتها بصدق وسعادة، آمل ايضا أن تصل للناس بالحماس الذى كتبت به». وأوضح عبد الشكور أن كتابه «كنت صبيًّا فى السبعينيات- سيرة ثقافية واجتماعية» يحتوى على ما يزيد عن 70 صورة شخصية وعامة عن أثرى فترة فى عمره، قائلا:«هذه الفترة التى صنعتنى رغم كنت ما زلت صبيا، أحكى عن أبى وأمى وبلدى والمجتمع والناس والسياسة والفن والاقتصاد والرياضة والموت والحياة والبنات الحلوة وبيتنا فى شبرا وبيتنا فى الصعيد». وتابع: «كما أحكى عن أول فيلم وأول كتاب وأول مرة أمسك فيها القلم، وأكتب عن ناصر والسادات وهتشكوك وثومة وحليم وفريق الأبا وجماعة التكفير والهجرة وبنطلونى الشارلستون وقمصانى الملونة وجوز عمى الشهيد فى حرب أكتوبر والمدافع المضادة للطيارات فوق كوبرى نجع حمادى، وأتطرق إلى ساندويتش الطعمية بالفلفل الأخضر التى التهمتها قبل أول مرة أدخل فيها السينما، ومازال طعمه على لسانى.. أحاول أن أسترد معكم ذكريات لم تمت أبدا». أما عن أسلوب الكاتب، فهو اسلوب ممتع وشيق، يبتعد عن الحديث الأكاديمى الجاف للتاريخ، ويعتمد على السرد الحى والجذاب لسيرته الثقافية والاجتماعية، ومن ثم يُمكّن القارئ من العيش معه خلال طفولته ومراهقته بين القاهرة وصعيد مصر، ويجعله يسبح وسط أجواء عائلة مصرية تُعد نموذجا للكثير من الأسر المصرية التى عاشت فى فترة السبعينيات. جدير بالذكر أن الناقد محمود عبد الشكور من مواليد ديسمبر 1965م، وتخرج فى كلية الإعلام قسم الصحافة عام 1987م، وقد عمل فى مكتب جريدة «الأنباء» الكويتية، ونشرت مقالاته فى عدد كبير من الجرائد والمجلات العربية والمصرية، ويشغل حاليا منصب نائب رئيس تحرير مجلة «أكتوبر»، وصدر له مؤخرا كتاب «يوسف شريف رزق الله.. عاشق الأطياف».