أكد أطباء قلب وتغذية، أن السمنة هى السبب الأول فى الإصابة بالجلطات القلبية، وأمراض الشرايين التاجية، والأورام وخاصة أورام الثدى، وأورام المبيض، ومرض السكر من النوع الثانى. يأتى ذلك بعد إعلان المسح الصحى للسكان ل2015 أن معدل انتشار السمنة فى مصر يبلغ 86% طبقا للتقرير الذى أعلنه وزير الصحة والسكان. وقال الدكتور محمد أبو الغيط، استشارى التغذية العلاجية، إنه للوقاية من أمراض القلب، يجب تجنب السمنة، موضّحًا أن السمنة هى وباء القرن ال21 طبقا لمنظمة الصحة العالمية، وتزيد بمعدل 1% بين الأطفال والكبار أيضًا. 80% من المصابين بالسكر يعانون من السمنة وأشار أبو الغيط، فى تصريحاتٍ له، إلى أن أضرار السمنة كبيرة جدا، ولها علاقة ببعض الأمراض، مثل مرض السكر من النوع الثانى، إذ أن أكثر من 80% من المصابين بالسكر مصابين بالسمنة، كما أن لها علاقة بالإصابة بأمراض القلب، وترتبط ارتباطا وثيقا بين أمراض أخرى، مثل سرطان البروستاتا، وسرطان القولون عند الرجال، وسرطان الثدى والمبيض بين السيدات، كما أنها أحد أهم العوامل المسببة لآلام المفاصل. فقدان الوزن ولو بمعدل صغير يحمى من أمراض القلب والسكر وأكد أن فقدان الوزن ولو بمعدل صغير، يحمى الناس من مخاطر السمنة، وكل كيلو يتم خفضه من وزن الجسم، يُخَفّض تحميل الأوان على الركبة بما يعادل 4 كيلو، وإذا تم خفض وزن الجسم بمعدل 4 كيلو تتحسن أمراض آلام الرأس، والرقبة، فأى إنقاص فى الوزن مفيد، وإذا تم خفض وزن الجسم الطبيعى من 10 إلى 15% يتم منع أمراض القلب والسكر. وأضاف أن بعض الذين يعانون من السمنة، يلجئون لل"رجيم" أو تناول الأدوية، موضّحًا أن هناك 5 أدوية تعمل على خفض الوزن، ولكن أغلبها لها مضاعفات، وقد يلجأ أصحاب السمنة المفرطة إلى عمليات إنقاص الوزن، مؤكدا أن بعض الناس تعتقد أن "المكرونة" أو الأرز من أهم مسببات السمنة، ولكن الحقيقة أن هذا الاعتقاد خاطئ، فالمشكلة الكبرى فى الزيوت والدهون والسمن. الأرز والمكرونة لا تسببان السمنة وإنما استخدام الزيوت المستخدمة فيها وتابع أن جرام الدهون يعطى 9 سعرات حرارية، واللحوم 3.7 والأرز أو المكرونة 4 سعرات حرارية فقط، مؤكّدًا أن تناول المكرونة أو الأرز بدون زيوت أو دهون لا تسبب السمنة. وتابع: "تغيير نمط حياتنا، سبب رئيسى فى إصابتنا بالسمنة، فلم نعد نتحرك كثيرًا وكل أجهزة الجسم فقدت القدرة على الحركة، بالإضافة إلى أن بعض الناس لديهم استعداد وراثى للتعرض للسمنة، وأمراض القلب" مشيرا إلى أن افضل الزيوت التى يمكن استخدامها فى الطعام، هى زيت الزيتون، والزيت الحار، ولكن لا يفضل وضعهما على النار. كلما بنينا عضلات كلما زادت معدلات الحرق فى جسمنا ولفت إلى أن الملح يعرض المريض لمشاكل فى القلب، ويمكن التقليل منه تدريجيا، والشطة بها مواد مفيدة للدورة الدموية، ويمكن استبدالها بالملح حيث تعمل على حرق الدهون، فأفضل وسيلة لحرق الدهون هى الحركة، والعضلات تساعد أيضًا فى عمليات حرق الدهون، مضيفًا: "كلما بنينا عضلات لأجسامنا، كلما زادت معدلات حرق الدهون" مشيرًا إلى أن الحرق، يزيد إذا كانت هناك كمية عضلات فى الجسم، لذلك فالرجل يحرق أكثر لأن بجسمه عضلات أكثر، وكلما زادت العضلات كلما حرق الجسم أكثر، قائلاً "ابنى عضلة تحرق أكثر.. فالشخص الذى لديه عضلات يمكن أن يحرق الدهون حتى أثناء النوم" المياه الباردة تساعد فى عمليات حرق الدهون وأكد أن أهم المشروبات التى تزيد من عمليات حرق الدهون، المياه الباردة، حيث يعمل الماء البارد، على أخذ الحرارة من الجسم، ما تزيد من حرق السعرات. العودة لنمط الحياة الصحى وتناول وجبة العشاء مبكرا ودعا استشارى التغذية العلاجية إلى العودة إلى نمط الحياة الصحى، الذى تَعَوَّد عليه الأجداد من تناول الإفطار مبكرا، والغذاء مبكرا، وتناول وجبة العشاء عند المغرب، فكل ذلك يساعد على عمليات حرق السعرات مبكرا، على أن يشمل الغذاء على الخضروات التى تساعد على الحرق، بالإضافة إلى تناول 5 وجبات أفضل من ثلاث. وأشار إلى أن الشاى الأخضر، والبن الأخضر، يساعدان فى عملية الحرق، ولابد من ممارسة أى حركة فى الحياة اليومية مثل صعود السلالم بدلاً من الاعتماد على المصعد، والمشى بدلاً من ركوب السيارة، "فليس بالضرورة الاعتماد على الرياضة فقط، إذا كنا منشغلين باستمرار، ولكن يمكن الاعتماد على أى حركة فى حياتنا، لحرق كميات السعرات الحرارية التى نستهلكها" الأم مسئولة عن إصابة طفلها بالسمنة أثناء الحمل وأوضح أن الأم مسئولة عن سمنة طفلها أثناء الحمل، فلابد أن تقوم بعمل "رجيم" خلال فترة الحمل بتنظيم الطعام، والابتعاد عن الدهون، وأن تحافظ على الرضاعة الطبيعية، لأن السكر الموجود فى لبن قليل، وأن زيادة السكر للطفل أثناء الرضاعة، تجعله مستعدًا للسمنة، والعودة إلى النمط الغذائى القديم المعتمد على الحركة، وتناول الخضروات والفاكهة، ومنع الوجبات السريعة، ولتكن تناولها مرة واحدة فى الأسبوع، لتجنّب الإصابة بالسمنة. شرب الماء ضرورى وينصح الدكتور أبو الغيط، بضرورة الاعتماد على شرب الماء بكميات كبيرة خلال اليوم، بمعدل من 6 إلى 8 أكواب، وعدم استبدالها بالعصائر أو المشروبات، وضرورة الحرص على فقد سمنة البطن، لأنها السبب الرئيسى فى الإصابة بالنوع الثانى من السكر، ولتجنب سمنة البطن، يجب الإكثار من الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة، والعيش الأسمر. احذرِ تناول الأدوية والأعشاب لخفض الوزن وتعرّفِ على أدوية إنقاص الوزن وحذر الأخصائى من تناول الأدوية، والأعشاب التى تعتمد على خفض الوزن، موضّحًا أن أغلبها لها آثار جانبية خطيرة، وبعد اكتشاف مخاطرها تم تداولها على شكل مكملات غذائية، وهى تمثل خطورة شديدة على المرضى، وخصوصا الصينى منها، والتى تسبب الأورام. وقال إن من الأدوية التى تم الموافقة عليها عقار "فنترمين" والمسموح باستخدامه فى الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط، وعقار ال"أورلى ستات" وهو لا يشتغل على الشهية وآمن وموجود فى مصر، ولكنه يعتمد على عدم امتصاص الدهون الموجودة فى الوجبة، ويقلل من امتصاص الدهون ولا يحرقها. وأشار إلى أنه فى 2014 تم طرح عقار ال"فيكتوزا" وهو لعلاج مرض السكر، وثبت أنه يعمل على خفض الوزن أيضا لدى مرضى السكر، ما دفع الشركة المنتجة له إلى طرح عقار ال"سكسندا" ولكن بجرعات عالية للتخلص من السمنة، ويعمل على خفض الوزن للذين يعانون من السمنة فقط، وليس كعلاج لمرض السكر، محذرًا السيدات من استعمال عقار ال"متفورمين" لخفض الوزن، باعتباره من أدوية السكر، فيستخدم فقط من قِبَل السيدات اللاتى يعانين من تكيسات المبايض، والتى تسبب السمنة. السمنة السبب الرئيسى فى الإصابة بالجلطات وأمراض الشرايين التاجية الدكتور أيمن صالح، أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس، قال إن أمراض الشرايين التاجية، تنتشر بين المصريين وتُعَد من أمراض القلب الرئيسية المسببة للوفيات على مستوى العالم، وأمراض الشرايين التاجية فى مصر، القاتل الأول للمصريين، طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية. وأشار إلى أن السمنة تنتشر فى مصر بشكل مخيف طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية وأن 76% من المصريات مصابات بالسمنة، و61% بين الرجال، ما يمثل خطورة على صحة المصريين، وتجعلهم أكثر عرضة لأمراض تصلب الشرايين، وأمراض الشرايين التاجية، وارتفاع نسبة الكولسترول والإصابة بضغط الدم، والإصابة بالسكر من النوع الثانى. الهرمونات الأثوية تحمى من أمراض الشرايين التاجية وأكد أن الوجبات السريعة المليئة بالدهون، بالإضافة إلى الملح يُعدَّان من الأسباب الرئيسية للإصابة بالسمنة، مؤكّدًا أن السمنة تفقد السيدة الحماية من الهرمونات الأنثوية. وتابع أنه من المعروف أن السيدات يصبن بأمراض الشرايين التاجية فى المتوسط من 5 إلى 10 سنوات بعد الرجال، للحماية التى تمنحها لهن الهرمونات الأنثوية فى فترة الإنجاب، والإصابة بالسمنة والتدخين يعملان على فقدان هذه الهرمونات، ما يعرض السيدات للإصابة بأمراض الشرايين التاجية.
