أكد المبعوث الأمريكى للعلوم فى الشرق الأوسط والحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء، أحمد زويل، فى مقاله بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، أن أكثر ما يميز الولاياتالمتحدةالأمريكية ويكمن فى ريادتها مجالى العلوم والتكنولوجيا، وهما المجالان اللذان تستطع الإدارة الأمريكية من خلال تسخيرهما أن تخدم الدبلوماسية، وأن تستأنف من خلال ثقافتها الغنية وإرثها إقامة علاقات أفضل وأوسع نطاقا مع العالم الإسلامى وما ورائه. وقال زويل، فى مقاله المعنون "العلوم وسيلة لتشكيل الدبلوماسية الدولية": إنه عندما كان طالبا أجنبيا فى سبعينيات القرن الماضى فى الولاياتالمتحدة، وجد أن أكثر ما يلفت الأنظار إلى هذه الدولة، التى لا تزال مركزا عالميا للعلوم والتكنولوجيا، كان ثقافتها الفكرية المفتوحة، وجامعاتها العظيمة، وقدرتها على الاكتشاف والاختراع، مضيفا: "شعرت بهذه القوة الناعمة عندما أتيت إلى الولاياتالمتحدة من مصر، واكتشفت ماهية العلم كلغة عالمية قادرة على تشكيل الصلات بين الأفراد وفتح العقل للأفكار الخلاقة التى ربما لا تناقش فى الفصل الدراسى". ورأى زويل أن العلم يمثل، إلى حد كبير، القيم الأساسية التى وصفها مؤسسو الولاياتالمتحدة فى الدستور الأمريكى ب"بحقوق الإنسان"، وتنص على "حرية الاعتقاد وأن الخطاب ضرورة للتقدم الإبداعى فى مجال العلوم، والالتزام بتحقيق المساواة فى الحصول على الفرص، لأن الإنجاز العلمى لا يعرف العرق أو الجنس أو الخلفية الثقافية". وقال مبعوث الرئيس أوباما للعلوم فى الشرق الأوسط إنه بدأ فى يناير المنصرم، بعد أن تم تعيينه بهذا المنصب، جولة دبلوماسية ذهب خلالها إلى مصر وتركيا وقطر، وقابل المسئولين الحكوميين وغيرهم فى النظام التعليمى، والاقتصادى والإعلامى وبقدر ما كانت المعطيات التى توصل إليها خلال زيارته هذه تدعو للقلق، إلا أنها فى الوقت عينه حملت بين طياتها ملامح التفاؤل. ونبع الشعور بالقلق من تدنى مستوى التعليم فى الكثير من الدول التى تهيمن عليها الأغلبية الإسلامية، بالمقارنة بالمعايير الدولية، فضلا عن أن القصور التعليمى وانتشار الصعوبات الاقتصادية وندرة فرص العمل لجيل الشباب خلق نوعا من الإحباط واليأس فى العديد من المجتمعات الإسلامية، وأعزى زويل أسباب ذلك إلى الحكم الفقير وتفشى الفساد والانفجار السكانى. ورغم ذلك، هناك إشارات إيجابية كذلك، فالدول الإسلامية مثل ماليزيا وتركيا وقطر تتقدم بخطى ثابتة فى مجالى التعليم والتطوير الاقتصادى والتقنى، بينما تعتبر دول مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان والمغرب وأندونيسيا مثالا على غنى الدول بالمواهب الشابة. وأضاف زويل: "إنه بكل تأكيد فى مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن ترعى العلاقات مع الدول المعتدلة التى تجد نفسها غالبا هذه الأيام محجوزة فى الصراع مع الأقليات من المتعصبين. واقترح ثلاث نقاط أساسية لازمة لتعزيز النجاح فى هذا المجال، أولها يكمن فى حاجة الولاياتالمتحدة لسياسة شاملة ومتكاملة لمتابعة دبلوماسية العلوم مع الدول ذات الأغلبية المسلمة، ورغم جهود المنظمات العامة والخاصة، إلا أن مبادراتهما لا تزال مجزئة. ثانيا: التركيز على تحسين مستوى التعليم وتعزيز البنية التحتية العلمية والتكنولوجية، التى من شأنها تحقيق مكاسب اقتصادية حقيقية، وتقدم سياسى واجتماعى ملموس، ويمكن للولايات المتحدة أن تشجع وتدعم تجهيز معامل بسيطة فى المدارس الابتدائية، وتدريب المدرسين. ثالثا: هذه الجهود يجب أن تعزز ولا تستبدل جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية للترويج لحقوق الإنسان والحكم الديمقراطى فى العالم الإسلامى، كما يتعين عليها ملاحقة سلام الشرق الأوسط من خلال حل الدولتين لفض الصراع الفلسطينى والإسرائيلى والعمل على نزع أسلحة الشرق الأوسط النووية. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.