شهدت ندوة حوارية فى مركز أبحاث أمريكى الجمعة، أول لقاء بين مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين منذ الهجوم على أسطول "سفن الحرية" وما نتج عنه من مقتل ناشطين أتراك نهاية مايو الماضى، وضم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلى، دان مريدور، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات. وشدد الطرفان على أن المباحثات بينهما ليست شكلاً من أشكال التفاوض الرسمى، واقتصر النقاش على كيفية السير بعملية السلام فى الشرق الأوسط، وانتهى الحديث بإعادة تأكيد كل طرف على موقفه من مختلف القضايا المطروحة، دون تسجيل تقدم جديد. وجرى اللقاء بتنظيم من مؤسسة "المعهد الدولى للسلام" المخصصة للدراسات والأبحاث، وذلك فى مدينة نيويوركالأمريكية. وشدد عريقات على أن الجانب الفلسطينى مستعد للعودة إلى طاولة المفاوضات، ما أن تقوم إسرائيل بتجميد الاستيطان فى الضفة ومواصلة التفاوض من النقطة التى كان انتهت عندها المباحثات مع الحكومة السابقة بقيادة أيهود أولمرت نهاية عام 2008. بينما أعرب مريدور عن التزام تل أبيب بحل الدولتين، ولكنه اتهم الجانب الفلسطينى بالتعنت واعتماد استراتيجية "كل شيء أو لا شيء،" والتقصير فى اتخاذ ما وصفها ب"الخيارات الصعبة". ورد عريقات بعرض التناقضات السياسية الإسرائيلية فى الحديث عن مستقبل الأوضاع مع الفلسطينيين، واتهم إسرائيل بالتصرف بعنصرية فى الضفة الغربية، بينما رد مريدور بأن رفض الجانب الفلسطينى لاستيطان اليهود فى الضفة هو الأمر العنصرى. واتفق الطرفان على أن الخلاف بينهما ليس دينياً، وبالتالى لا بد من البحث عن حل سياسى له، وقال مريدور إن المفاوضات هى الدليل على انتفاء الصبغة الدينية عن الصراع، معتبراً أن "الله لا يساوم" بحسب تعبيره، وقد وافقه عريقات بالقول إن "الله ليس وكيلاً عقارياً". وسارع مريدور إلى التذكير بما قاله البابا الراحل، يوحنا بولس الثانى، إن القدس مهمة للمسيحيين والمسلمين واليهود، ولكن الله لم يعد يمنحها إلا لليهود، وهو أمر أثار ردود فعل علنية بين الحضور، فى حين وضع عريقات يده على جبينه تعبيراً عن إحباطه جراء الملاحظة الإسرائيلية. وأقر الجانبان بأهمية البعد الأمنى للعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، فقال مريديور إن هناك "مئات الصواريخ الموجهة على إسرائيل فى قطاع غزة" بينما رد عريقات بوصف نفسه بأنه "أسوأ المفاوضين حظاً" باعتبار أن الدبلوماسية ستنتهى بالفشل إن لم تكن مدعومة بالقوة، دون تقديم المزيد من التوضيحات.