ببطء شديد استحوذ الفيلم الأيسلندى "فيوسى" على إعجاب الحضور بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، حيث عرض الفيلم بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، فى إطار المسابقة الرسمية، حيث تبدأ أحداث الفيلم لنرى حياة رتيبة يعيشها بطل الفيلم "فيوسى" ذو ال44 عاما وهو رجل سمين للغاية يعيش مع والدته وعشيقها، بتفاصيل حياة يومية رتيبة، فلا توجد لديه تسلية سوى أن يلعب "ألعاب حربية" سواء مع نفسه أو مع صديقه الوحيد. الربع ساعة الأولى من العمل لا تعرض سوى تفاصيل حياة مملة لبطل الفيلم، سواء فى المنزل أو فى مقر عمله بأحد المطارات، ونرى زملاءه يسخرون منه ومن وزنه، وهو لا يرد عليهم بل يسامحهم على ذلك، وتبدأ الأحداث فى التغير تدريجيا عندما يتلقى "فيوسى" من عشيق والدته هدية عبارة عن اشتراك فى معهد للرقص، وهناك يتعرف على فتاة متوسطة الجمال "ألما"، وتعانى من مشاكل كثيرة فى عملها وتتركه، لتعمل فى مصنع لتجميع القمامة. "فيوسى" الطيب يشعر بأن القدر يجمعه تدريجيا بهذه الفتاة، ولأول مرة تصبح له رفيقة، لكنها لا تبادله نفس المشاعر، وفى نفس الوقت لا تكرهه، وترفض دعوته للسفر إلى مصر لقضاء فترة إجازة، حيث إنهما ليسا حبيبين وهى لا تريد أن تكون علاقتهما كذلك. يتغير الأمر بعد أن تصاب الفتاة بحالة اكتئاب شديدة وتحبس نفسها داخل دولاب فى شقتها، لكن "فيوسى" يقف بجانبها دائما، ويعد لها الطعام الذى ترفض أن تأكله، بل ويذهب بدلا منها إلى مناوبتها فى العمل حتى لا تتعرض للطرد، وهنا تبدأ فى الخروج من حالة الاكتئاب، وفجأة تشعر بالحب تجاهه، وبدون أى مقدمات تمارس علاقة حميمة معه. العاشقان الجديدان يقضيان أوقاتا سعيدة معا، وتطلب الفتاة من "فيوسى" أن ينتقل للعيش معها بمنزلها، وعلى الرغم من تردده فى البداية إلا أنه يوافق بعد ذلك بثوان قليلة، وأثناء نقله متعلقاته إلى منزلها، وكما شعرت بالحب فجأة تجاهه تتغير مشاعرها وتخبره بأنها تعجلت فى الأمر، ليعود "فيوسى" إلى حياة الملل مرة أخرى. مشاهد نهاية الفيلم المتتابعة تأتى صامتة لتصور أن "فيوسى" عاد مرة أخرى إلى حياة الملل، ويركز هنا مخرج العمل داجور كارى على أن يعيد نفس تفاصيل بداية الفيلم فى المنزل والعمل، حتى يقرر فيوسى أن يقوم بالرحلة إلى مصر بمفرده لعله يجد حياة جديدة. الفيلم من بطولة "جونار جونسون" الذى جسد دور "فيوسى" ببراعة شديدة فهو صامت أغلب الوقت وكلماته مقتضبة لكن ملامح وجهه تعبر عن مدى البؤس الذى يصل إلى حد اللامبالاة ، ويشارك فى بطولته "إيلمور كريستجانسدوتير" و"سيجوروجون كاجارتنسون". ولعبت الموسيقى التصويرية فى الفيلم دورا كبيرا فى التعبير عن حالة الوحدة التى يتعيش فيها "فيوسى"، وتتبدل نغماتها حينما يشعر بالحب تجاه "ألما" أو يشعر بالغضب من أصدقائه.