سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. المنمنمات الصغيرة تصنع فنًا عظيمًا.. هكذا تكلم الفنان الكبير طه حسين فى معرض "نبضات".. طارق الكومى: اللوحات تصور صفاءه الوجدانى..ومدير جاليرى المسار:أعماله تتميز بالأصالة وتعكس ثقافته الواسعة
كانت ليلة دافئة يملؤها الحب والعرفان، وتغطى فيها الضحكات والمداعبات على ما عاداها من أحداث، تحلق الأحباب حول الفنان الكبير طه حسين أحد أكبر فنانى مصر التشكيليين فازدانت قاعة جاليرى "المسار" بالحضور المتميز، بعد أن ازدانت بلوحات الفن الرفيع لفنان دخل عامه السادس والثمانين وهو مازال متمتعا بروح الشباب وعنفوانها. الفنان الكبير طه حسين ومعه الفنان أحمد فريد ومصطفى الرزاز "نبضات" هذا هو العنوان الذى اختارته قاعة المسار لتعنون به المعرض الذى افتتح مساء أمس، كان المعرض عيد صغير لمحبى الفنان الكبير، كما كان أيضا مناسبة للاحتفال ببلوغ فنان الحس الصوفى عامه السادس والثمانون، بحضور عدد كبير من الفنانين التشكيلين، ومحبى أعمال الدكتور طه حسين. الدكتور طه حسين المعرض كما قال عنه الفنان التشكيلى طارق الكومى فى تصريح هاص لليوم السابع انعكاس لخبرة الفنان الكبيرة طه حسين، التى لعبت دورًا مهمًا فى إخراج لوحاته بشكلها الحالى، حيث تجلت خبرته فى إحساسه بالضوء، والظل، وتوزيع الألوان، وكذلك حسه الفنى الذى تظهر فيه حالة من الصفاء الروحانى والوجدانى المنعكس على لوحاته. لوحة فنية للدكتور طه حسين وأضاف الفنان طارق الكومى، أن الفنان طه حسين اعتمد فى أعماله الفنية على التفاصيل البسيطة والمنمات، والوحدات الصغيرة، لتكوين عمل فنى كبير، مشيرًا إلى أنه رغم بلوغ الفنان طه حسين سن السادسة والثمانون، إلا أنه مازال بنفس الحيوية والطاقة، وإحساسه بالعمل والفن إحساس شاب. أما المعرض من وجه نظر الفنان ذاته فهو "نبضات..وضربات قلب مصر" إذ يؤرخ هذا المعرض لما بين عامى 2013 - 2015 فنيا، حاملا مشاعر الإنسان المصرى وأحاسيسه، وهموم الحياة المعاصرة والأحزان اليومية، الفنان وليد عبد الخالق، مؤسس جاليرى المسار، قال فى تصريحه لليوم السابع إنه لم يطلق على الجاليرى اسم "المسار" صدفة، وإنما لسحره بالتواصل الفنى من عقد إلى عقد، ومن سنة إلى أخرى، وأن هذا التواصل فى العمل الفنى هو أهم ما يميز أعمال الفنان الكبير طه حسين، ومساره الإبداعى والفنى المتسق، الذى يعد من أقوى الأعمال التى تتمتع بالمسار القوى منذ بداية السستينيات إلى اليوم. وأضاف الفنان وليد عبد الخالق، أن الإرث الفنى للفنان طه حسين، يتميز ببصمة خاصة، ومدرسة خاصة، وبالأصالة، فهو الذى درس فى ألمانيا وتاثر مدرسة البوهاوس، فى تكوين لوحاته الفنية، وتأثر بالتراث الإسلامى فى وجهة نظره الفنية، وخلق لديه أصاله فنية، ومدرسة خاصة به وحده، وأوضح الفنان وليد عبد الخالق، أن الفنان طه حسين يتميز بثقافته الكبيرة والواسعة جدًا، التى تظهر فى أعماله الفنية. شهادات محلية وأخرى عالمية، كلها تؤكد أننا أمام حالة فنية كبرى، وقامة فنية نادرا ما تتكرر، فقد قال الناقد الفنى الألمانى فريه أيلجن عن تجربة "طه حسين" أن الفنان شخصية قيادية للفن الحديث بمصر، بعد مرحلة التشخيص لديه بالخمسينيات، ووجد طه حسين مساره فى الفن عام 1980م، بينما كان يبدع لوحات مستوحاه من فهمه الفقهى العميق للصوفية، مستمدًا ايحائه من الطبيعة فى هذا الوقت، من هندسة بناء الأحجار، والمياه والنباتات. وأضاف الناقد الفنى الألمانى فريه أيلجن، أنه بالسادسة و الثمانون من العمر، يدفع الفنان ابداعاته لأفق آخر من التجريد القوى والديناميكى، اللوحات التى يقدمها تحت عنوان "نبضات" تبدو مبنية على مجموعة أعماله السابقة المسماه "بسملة". لوحة فنية للفنان طه حسين بضربات فرشاه عنيفة تشير من بعد لمعطيات من الكتابة العربية، ولذا أرى أن هذه الأعمال ما هى إلا ستمرارية جبرية لقوى نبضات الحياة و الطبيعة، والمكونات الفضفاضة والقوية تعطى الإنطباع بأن التكوين فى حالة من الذوبان أو العكس. وقالت الفنانة داجمار تيسنج، مديرة قاعات الفنون بريجل كيزرشتول فى ألمانيا، أن فن طه حسين خلق مساحة من التآلف للعلاقة الدقيقة الموجودة بين المجتمعات الشرقية والغربية، التى تم تسليط الضوء عليها من ثقافات أخرى منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001م، و أيضاً من خلال الحراك الثورى بالبلاد العربية منذ 2011 و التى سُميَتْ بالربيع العربى، ولذلك فن طه حسين بما يميزه من التفاعل بين محتوى فن التصوير، وبناء العمل الفنى خلقت بقوة معنى سياسى جديد. الدكتور طه حسين مع أصدقائه ومحبيه وأضافت الفنانة داجمار تيسنج، هكذا أصبحت أعمال الفنان الأخيرة المسماه "نبضات" من الأهمية لكونها الشاهد المعاصر لهذه الأحداث: ويبدو أن الفنان طه حسين يوصف من خلال أعماله انطباعه الخاص عن الأوضاع الثورية بمصر خلال البضعة سنوات الماضية. وأوضحت أنه بتأمل أعماله الأخيرة نجد أن بداخلها قدر هائل من التركيز وضغط للعناصر المرسومة المتميزة بألوان ذات القوة فى التعبير، أما العناصر التجريدية المنمنمة والتى أصبحت مميزة لأعمال طه حسين منذ الثمانينيات، بانتشارها على سطح العمل مستحضرة لنبض وايقاع لبناء العمل الفنى لديه، وفى نفس السياق تمثله العناصر التشكيلية والمفردات المكتوبة كنصوص ولكن برؤية فنية خاصة جداً به. وأكدت أنه فى هذه المجموعة حقق الفنان ديناميكية تكاد تستشعرها بحواسك عند تأمل هذه الأعمال التى تخلق مناخاً مشحوناً بأضطراب و تمرد كالنبض ذاته، مما يعبر عن ترددات ضربات القلب، مما يعكس الأضطرابات السياسية بالعالم العربى، وبالأخص الصحوة المصرية. وحضر افتتاح المعرض الفنانين "مصطفى الرزاز، مصطفى عبد المعطى، حازم طه حسين، كريم القريطى، محمد مندور، أحمد فريد، زينب سالم، ثرية صدقى، مجدى عبد العزيز، ثروت البحر، هيثم نوار، ضياء داوود، إبراهيم غزالة، وطارق الكومى". لوحة للفنان طه حسين جدير بالذكر أن الفنان طه حسين ولد بحى الجمالية فى 14 فبراير 1929م، عاش فى مناطق ذات تاريخ، التى تشمل محيط الأزهر، ومساجد سيدنا الحسين، ساهمت هذه الأماكن المنفردة فى العالم العربى فى عمق أعماله الفنية، وقد برع فى الرسم فى المدرسة، وكسب ألقاب متميزة مثل "معلم الرسم". وبدأ مساره الفنى الذى لم ينتهى حتى الآن، فى مرسمه حول الخضرة والمناظر الطبيعية مع الإستمتاع بنسيم الجو اللطيف الذى يشحن روحه، وغادر طه حسين مصر إلى دوسلدروف فى عام 1957 لمتابعة دراسته فى الفنون مع زملاء آخرين مثل آدم حنين، والمهندس المعمارى أحمد عبدون، والفنان ماهر رائف وغيرهم. بعد انتهائه من دراسته العليا حصل على شهادة الدكتوراه فى عام 1963من جامعة كولن بألمانيا، وبدأ تجربته الفنية فى التجريد منذ نحو الخمسون عاماً، وكان يستخدم فى لوحات فن التشخيص خطوط كثيفة تتميز بنموذج الحياه الريفية، ثم إنتقل مساره الفنى إلى رحلة مستمرة فى فن الخط الذى يزال يمارسه حتى اليوم. موضوعات متعلقة.. النمنم والمستشار الثقافى الفرنسى يبحثان إقامة معرض عن السريالية فى مصر بباريس