قصة تطور الفوط الصحية الحديثة.. الاختراع "هندى" الأصل بدأ بأنبوب وكرة

طوال خمسة أيام كاملة جرب الهندى "أروناكالام موروغاناناثام" أن يرتدى فوطة صحية نسائية، مع كرة قدم مملوئة بدم حيوان، ربطها فى منطقة الحوض وأوصلها بأنبوب يتدفق الدم من خلاله من خلال ضغطه أثناء الحركة، ولم يكن يعلم آنذاك أن هذه التجربة الغريبة ستكون هى نواة البداية لثورة الفوط الصحية النسائية فى العالم.
هذه التجربة المجنونة لم تكن أعراضًا لغرابة أطوار هذا الشاب حديث الزواج البالغ من العمر 29 عامًا آنذاك بل كانت بداية لثورة فى صناعة الفوط الصحية النسائية فى بلاده التى كان ثمنها مرتفعًا للغاية حتى أن النساء القرويات لم يكن قادرات على توفير ثمنها دون أن يؤثر ذلك على ميزانية الأسرة.
ولم يكن "أروناكلام" يعرف شيئًا عن هذا الوضع حين تزوج واكتشف أن امرأته تستخدم الأقمشة القديمة أيام الدورة الشهرية، وحين سألها عن السبب أخبرته عن حقيقة أسعار الفوط الصحية، فقرر أن يصنع بنفسه فوطًا صحية محلية لم يجد من يختبرها عليه سوى نفسه.
وبعد تجربة الأيام الخمسة وشعوره بشعور مشابه لما تمر به المرأة أيام دورتها الشهرية يقول "أروناكلام" أنه أصبح يود لو ينحنى احترامًا لكل امرأة لما تشعر به خلال هذه الأيام من إحساس بالبلل والفوضى والقذارة.
اكتشف "أروناكلام" أيضًا بعد هذه التجربة أن الفوط الصحية ليست مصنوعة من القطن كما يزعم مصنوعها بل مصنوعة من مواد خاصة مستخلصة من خشب الصنوبر التى تحتاج لمصنع يكلف الملايين من الدولارات لإنشائه، فاستغرق الأمر منه 4 سنوات ليبتكر آلة خاصة تصنع الفوط الصحية بتكلفة منخفضة جدًا.
والآن بعد مرور قرابة العشر سنوات على ابتكاره تمكن "أروناكلام" من تركيب 630 ماكينة لصناعة الفوط الصحية محلياً فى 23 ولاية وستة بلدان وأحدث ثورة فى صناعتها جعلتها منخفضة التكاليف لحد كبير وفى متناول جميع النساء فى الهند.
هذه التجربة الملهمة حكى عنها "أورناكلام" بنفسه على منصة "تيد بنغالور" فى الهند عام 2012.