من تابع تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسى على هامش مشاركته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الأخير من سبتمبر الماضى، سيجد أن الجانب الاقتصادى أخذ حيزاً مهماً فى لقاءاته مع قادة ورؤساء العالم، فهو لم يترك مناسبة إلا وتحدث عن الفرص الاستثمارية التى توفرها الدول، انطلاقاً من مبادرة «الأمل والعمل من أجل غاية جديدة» التى طرحها أثناء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتى تهدف إلى صياغة برامج مشتركة للدعم المتبادل فى المجالات التى تسهم فى استغلال الموارد والطاقات البشرية، لاسيما على مستوى توظيف وعمالة الشباب، بحيث لا تنحصر فحسب على مجال التشغيل، ولكن أيضاً فى مجالات التدريب والتثقيف والفنون والتعليم، مع حشد الإرادة الدولية من أجل توفير الدعم المالى والمادى اللازم لتنفيذ البرامج المشتركة ضمن إطار المبادرة القائمة على مسؤولية الحكومات عن التنفيذ والإشراف. قناة السويس الجديدة التى تم افتتاحها فى 6 أغسطس الماضى بحضور دولى رفيع المستوى كانت نقطة الانطلاق فى حوارات السيسى الخاصة بالاستثمارات الجديدة، وكان لقاؤه مع رئيس بنما «خوان كارلوس فاريلا»، هو الأهم فى هذا الإطار، حيث ستنتهى بنما من أعمال توسعة قناة بنما خلال العام المقبل، وهناك تعاون بين هيئة قناة السويس وقناة بنما، وذلك فى ضوء الخبرات التى تتمتع بها بنما فى مجال الملاحة البحرية وإدارة الموانئ والمناطق اللوجستية، وهنا جرى الحديث حول تبادل الخبرات بشأن إنشاء المناطق اللوجستية فى قناة السويس، أسوة بما يتم فى قناة بنما، أخذاً فى الاعتبار مشروع التنمية فى منطقة قناة السويس الذى سيساهم فى تحويل منطقة القناة إلى مركز صناعى ولوجستى عالمى، وربما تكون الدعوة التى وجهها «فاريلا» للسيسى لزيارة بلاده فرصة ليطلع رئيس مصر عن قرب على التجربة البنمية. الحديث عن قناة السويس كان أيضاً محور اللقاء مع رئيس أورجواى جوزيه ألبرتو كوردانو، حيث عرض السيسى الفرص الاستثمارية التى يمكن لأوروجواى الاستفادة منها ولاسيما فى مجال تقديم الخدمات اللوجستية، ومنها مشروع المركز اللوجستى العالمى لتخزين تبادل وتجارة وتداول الحبوب، وهو ما رد عليه رئيس أوروجواى بالتأكيد على اهتمام بلاده بالعمل والاستثمار فى مصر، فى ضوء خبرة أوروجواى بمجال تقديم الخدمات اللوجستية التى جعلت منها مركزا لوجستيا لدول تجمع «الميركسور»، التجمع الاقتصادى لدول أمريكا اللاتينية. ما حدث مع رئيس أورجواى تكرر مع رئيسة كرواتيا التى أعربت عن تطلع بلادها لتعزيز التعاون بين قناة السويس وبين الموانئ الكرواتية الواقعة على البحر الأدرياتيكى، وهو ما يؤكد وجود رغبة مصرية للاستفادة من كل الخبرات العالمية فى مجال الممرات المائية والموانئ، وأن السيسى لم ولن يترك فرصة إلا ويستغلها لتحقيق هذا الغرض حتى يكون مشروع محور تنمية قناة السويس مبنيا على أسس عالمية.