الحب فى زمن الحرب له قوانينه المختلفة.. الشعور بالأمان فيه قليل.. لكن مهم رغم قلته.. تحمل المخاطر فيه أصبح شيئا عاديا.. ربما فيه فقدت إحساسك بالاستقرار.. لكن فيه ينمو إحساسك بالتحدى.. فى زمن الحرب.. سرعان ما ينكشف الكلام المعسول.. فتنكشف رجولة الرجال.. وكذلك الجبناء.. فى زمن الحرب.. الحب فيه كاشف لمعانى الوفاء والتضحية.. فيها لن تعيش الحب فى أغنية.. لكن فى مواقف حياة متوالية.. قد تجد من يفر من جانبك من أول تحدى.. لا تحزن عليه.. بل واجه وحدك.. وربما وجدت شجاعة كنت تظنها غير ذلك . الحب فى زمن الحرب بها قليل من الكلمات الرومانسية.. فقدت بريقها فى أحداث الحرب المتوالية.. فى صراع تلبية الاحتياجات الضرورية.. وفى إلقاء الأعباء والمسئولية.. وفى البحث عن حلول للمشكلات المستعصية.. أصبحت الكلمات الرومانسية وحدها لا تكفى.. ولا تكفى الوعود.. فالاحتياجات الحقيقية.. تحتاج إلى تلبيات حقيقية.. لا وعود .. حينها أصبح الحب امتحان حقيقى لكل محب.. فيه يعشق العاشق حبيبه الحقيقى.. لا حبيبه الذى يتمناه.. حبيبه الذى ثبت وقت الأزمة ولم يهتز.. وتمسك بحبه رغم كل الصعوبات.. وتحمل معه منع الاحتياجات.. وتمسك بحبيبه رغم كل الإغراءات . فى زمن الحرب تجد معانى الحنان الحقيقية.. ربما وجدت حبيب معه القليل من الماء لكن يسقى حبيبه أولا.. ربما وجدت الصبر والتحدى فى صمود الحق فى الأنفس الضعيفة.. وحنان من الله على قلوبهم يعطيهم قوة أمام كل مواقف الحياة.. فى زمن الحرب تجد معنى الحب يظهر فى أبسط المواقف.. مواقف لا تحتاج إلى كثرة نفوذ أو مال.. ربما كلمة طيبة فى وقت الأزمة يعبر بها القلب المحال.. ويتغير بها الحال. فى زمن الحرب هناك العديد من الصراعات الصامتة.. لا تصدق الابتسامات الرائعة.. فقد تخفى صراع صبر طويل.. ولا تمل من أوقات الصمت المملة.. فقد تصمت لتخفى الأنين.. فى زمن الحرب العديد من الإصابات الخفية.. العديد من القلوب لازالت تنزف من كلمات قاسية.. قيلت فى لحظة غضب ولم تهدأ لحظة رغم السنين الماضية.. فحين ترى القلوب المصابة.. لا تستغل إصابتها لتزيد الجروح.. بل تعامل معها برفق.. حافظ على ما بقى من الروح.. ففى زمن الحرب كثير من القلوب تلملم آلامها وترفض أن تبوح بآلامها.. فتعامل بشرف مع مصابى القلوب.. فمن استغل ضعف القلوب ليس بغالب بل هو المغلوب .