سطرت الإمارات قيادة وشعباً أروع الأمثلة لتلاحم الشعب مع القيادة، ووحدة الصف حين المصاب بين الشعب وشيوخهم الكرام فى إماراته السبع. وقد ظهر ذلك جليًا فى حادثة استشهاد كوكبة من أبناء الإمارات فى اليمن، وهم يؤدون واجب الوطن والعروبة لإعادة الشرعية لهذا البلد العربى الذى يعانى من تدخلات دول أقليمية فى مسيرته السياسية. وقد طالعنا الإعلام علي مدي الأيام الماضية لزيارات أصحاب السمو الشيوخ الكرام لدواوين أهالى الشهداء لتقديم واجب العزاء لأبناء وطنهم، ومواساتهم فى مصابهم. وهذا إن دل فإنما يدل علي التكاتف والتلاحم بين القيادة والشعب، والتى رسم خطاها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وسار علي نهجه خير خلف سيدى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وسيدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى وأصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء العهود. فكان لهذا التلاحم مع شعبهم أثر طيب وملموس فى تخفيف المصاب علي ذوى الشهداء، الذين شعروا أن أبناءهم أبناء الشعب كله، والمصاب مصاب الجميع. فكانت الإمارات منذ القدم ومازالت سنداً للأمة العربية والإسلامية فى مناصرة قضاياه، ولاعب أساسى فى المنطقة لتحقيق الأمن والأمان علي أعلي مستواه. ويبذل أبناؤها كل غالى ونفيس لخدمة وطنهم وعروبتهم، ويقدمون أرواحهم رخيصة فى سبيل عزة ورفعة وطنهم وأمتهم، ليعيش من يأتى بعدهم فى أمن وسلام وهدوء واطمئنان. ولم يزدهم هذا المصاب الجلل إلا قوة وإصراراً علي المضى قدماً فى تنفيذ ما رسمته لهم قيادتهم الحكيمة. فالإمارات مثال يحتذي به، ونموذج دولة يسعي الكثيرون للوصول إليه. حفظ الله قيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه ورحم الله شهداءها وجعل مثواهم الفردوس الأعلى.