رسم فيلم knight of cups خطا جديدا فى صناعة الأفلام السينمائية، وهو أحد الأفلام القلائل التى تلمس الواقع لدرجة الانصهار فيه، حيث اعتمدت أغلب مشاهده على الارتجال والانفعالات الصادقة وابتعدت تماما عن أنماط حفظ السيناريو التقليدية التى تتبعها أغلب الأفلام، فطريقة تصوير الفيلم العفوية جعلته أقرب إلى الواقع، وحيرة أبطاله فى ظل نقص السيناريو جعلتهم يبتكرون أسلوبا مختلفا للتعبير عن المواقف التى تحدث لهم. بدأ تيرنس فى تصوير الفيلم فى عام 2012 بدون أن ينتهى من السيناريو، وذلك لكى يكون هناك مساحة للارتجال، وتم عرض الفيلم فى الدورة ال65 من مهرجان th Berlin International Film Festival فى شهر فبراير الماضى، ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم جماهيريا فى شهر مارس 2016. وقال النجم العالمى كريستيان بيل، إن تيرنس ماليك لم يقل له أى شىء عن الفيلم سوى أنه شخص حقق كل طموحه وآماله، ولكنه ما زال يشعر بالملل والفراغ، مشيرا إلى أنه شعر فى ذلك اليوم بأنه لا يعرف ماذا يفعل، مضيفا أن تيرنس كان يعطى فريق العمل سيناريو المشهد، ولا يعطيه نسخة منه حتى يتفاجأ بكلامهم له ويتحدث بطبيعته بعيدا عن أى تكلف، وأنه كان يسترق النظر من وراء أكتاف الممثلين ليعرف ما الذى سوف يقولونه له، لافتا إلى أن تصوير مشاهد الفيلم كانت فى أى مكان فى الشارع أو فى شاحنته الصغيرة بل وكان تيرنس أحيانا يعطيه الكاميرا ويقول له اذهب لتصوير المشهد، وتابع أن المخرج لم يكن له مطالب فى الفيلم لأنه كان يستمتع بمعرفة ما الذى سوف يحدث. وأضاف بيل عن شخصية «ريك» التى يجسدها بالفيلم أنه شخص لم يكن يعرف أنه بحاجة إلى مساعدة لأنه كان لديه كل شىء ناجح، فكان يقابل الناس الصحيحة وكان ناجحا جدا فى حياته، ولذلك كان دافعه لخوض مغامرة ليس لتحقيق النجاح، ولم يكن يعرف لماذا يقوم بها، ولكنه رغب بشدة فى القيام بهذه المغامرة، لافتا إلى أن النساء فى الفيلم كن مصدر الحياة الأول ل«ريك» وأنه مهما كانت طريقة تعامله معهن سواء جيدة أو سيئة إلا أنه شعر بأنه محاط بعدد كبير من الفنانات الذكيات واللاتى لديهن قدر كبير من الحنان. وقالت ناتلى بورتمان، إن فيلم knight of cups هو أول فيلم تقوم به بعد أن أنجبت ابنها، وإنها لا تحب أن تخلط بين شخصيتها الحقيقية والشخصيات التى تجسدها فى الأعمال الفنية، مضيفة أن المغامرة التى خاضها «ريك» انعكست من خلال تعرفه على عدد كبير من النساء والوقوع فى غرامهن، وشخصيته هى العكس تماما بالنسبة للشخصية التى جسدتها كيت بلانشت، حيث إنها امرأة كريمة ولديها روح رقيقة وتتمتع بحس إنسانى عالٍ، والذى ينعكس على كل تصرفاتها ولكن الواقع يضم الشخصيتين المتناقضتين معا، وهدف «ريك» هو أن يجد نفسه بين تناقضات الواقع، وأشارت إلى أن التعامل مع المخرج تيرنس جعلها تتذكر أن قوانين صناعة الأفلام ليست مهمة لأن تيرنس كان يعتبر كل مشكلة يتعرضون لها أنها فرصة جيدة للتصوير وكان يرحب بالاختلاف. وقالت المنتجة سارة جرين، إن العمل مع المخرج تيرنس يقتضى أن تكون سريع البديهة والحركة ومستعدا لأى شىء فى أى وقت، والطرق التقليدية فى التحضير والترتيب فى المشاهد لا تناسبه، وكانت روح الفيلم تشبه روح الطلاب المتحمسين لإنجاز فيلمهم الأول، وكان هناك شاحنتان وناس مخصصة على استعداد تام لالتقاط أى مشهد قد يحدث فور حدوثه. أحداث الفيلم تدور حول سيناريست يدعى ريك يجسده كريستيال بيل يعيش فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدةالأمريكية يحاول أن يضع منطقا لكل الأحداث الغريبة التى تحدث من حوله، ورغم أنه ناجح فى عمله إلى درجة كبيرة فى هوليوود فإن حياته الشخصية فارغة ومملة، خاصة أن علاقته بوالده متوترة بعد وفاة شقيقه، ومضطرب فى علاقته العاطفية حيث ينخرط فى الكثير من العلاقات مع إيموجين بوتس وفريدا بينتو وتيريزا بالمر وكيت بلانشيت وناتالى بورتمان وإيزابيل لوكاس، وتجعل كل واحدة منهن أيامه أفضل وتشكل علاقتها به جزءا فى حياته يشبه قصة أحد أوراق التاروت- ولذلك جاء بوستر الفيلم عبارة عن 4 ورقات تاروت متتالية- ولكنه يستمر فى الشعور بالألم من أجل اكتشاف نفسه ومكانته فى العالم. وتلقى الفيلم العديد من ردود الأفعال الإيجابية من قبل النقاد الفنيين، حيث امتدحت الناقدة جيسيكا كيانج كون فريق العمل يشارك بفاعلية مع الأحداث التى تظهر حولهم وأنهم ليسوا ملتزمين بسيناريو معين، كما أشادت بالموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم، ولحظات الصمت التى وضعها المخرج تيرنس ماليك فى الفيلم، والنظرة الفلسفية به، كما اتفق معها الناقد جوستين تشانج فى أن الموسيقى التصويرية كانت تعبر بدقة عن حالة أبطال العمل، فأحيانا تكون صاخبة وأخرى تكون صامتة تماما. عنوان فيلم knight of cups مأخوذ عن أسطورة تقول، إن هناك ملكا أرسل ابنه الأمير ذات مرة فى رحلة إلى مصر ليحضر له لؤلؤا، ولكن بعدما وصل الأمير إلى مصر جعله السكان يشرب من كأس معين فنسى الأمير أنه ابن الملك وأنه جاء ليحضر اللؤلؤ ودخل فى نوم عميق.