قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد لنظيره الإندونيسى صباح اليوم عن تقدير مصر لمواقف إندونيسيا الداعمة والمساندة لخيارات الشعب المصرى وإرداته الحرة، مشيرًا إلى تجربة إندونيسيا فى التحول الديمقراطى وإمكانية الاستفادة من خبرتها فى هذا الصدد. كما أعرب عن تقدير مصر لموقف إندونيسيا المؤيد لحصول مصر على عضوية مجلس الأمن لعامىّ 2016/2017. وصول الرئيس لجاكرتا وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى وصل بعد ظهر اليوم إلى جاكرتا فى زيارة رسمية إلى إندونيسيا. وقد توجه مباشرة إلى القصر الجمهورى، حيث كان فى استقباله الرئيس الإندونيسى "جوكويو ويدودو" وأجريت مراسم الاستقبال الرسمى واستعراض حرس الشرف، وتم عزف السلام الوطنى للبلدين، فضلاً عن إطلاق المدفعية ترحيبًا بالرئيس. وقد عقد الرئيس لقاءً ثنائيًا مع الرئيس الإندونيسى، أعقبه اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين. وقال إن الرئيس الإندونيسى رحب بالرئيس مشيرًا إلى أن مصر كانت فى طليعة الدول التى اعترفت بإندونيسيا عقب استقلالها، ومؤكدًا على عمق العلاقات التاريخية والصداقة الوثيقة التى تجمع بين البلدين وشعبيهما. كما أعرب عن تطلع بلاده لتعزيز هذه العلاقات وتنميتها فى كافة المجالات. اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية بين البلدين وأضاف المتحدث الرسمى، أن الرئيس أكد اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين، مؤكدًا على أن زيارته إلى إندونيسيا، وهى أول زيارة لرئيس مصرى منذ عام 1983، تؤكد عزمنا الصادق على إعطاء دفعة قوية لتلك العلاقات، خاصة فى ضوء مساحة التفاهم الكبيرة بين البلدين إزاء مختلف الموضوعات الإقليمية والدولية. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس نوّه إلى التحديات التى تواجه العالميّن النامى والإسلامى، وفى مقدمتها التطرف والإرهاب، مؤكدًا ضرورة الارتقاء بمستوى التعاون بين مصر كدولة رائدة فى محيطها الإقليمى، وبين إندونيسيا بثقلها فى العالم الإسلامى لمواجهة تلك التحديات. وأشاد الرئيس بمستوى التعاون الثقافى والدينى بين الدولتين، مؤكدًا حرص مصر على استمرار دور الأزهر الشريف فى إندونيسيا كمنارة لنشر القيم السمحة للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله. الجهود الإندونيسية لمكافحة الإرهاب وفى سياق متصل، أكد الرئيس اهتمام مصر بتعزيز الجهود الدولية. وفى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مقدرًا الجهود الإندونيسية المبذولة فى هذا الصدد. وأشار الرئيس إلى أن مصر الجديدة تبنى سياستها الخارجية على أسس من الانفتاح على الجميع، وفى هذا الإطار يبرز اهتمام مصر بالقارة الآسيوية وبدولها الصديقة، ومن بينهم إندونيسيا، مشيرًا إلى آفاق التعاون الاقتصادى الواعدة ليس فقط بين البلدين ولكن أيضا مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان". أهمية التعاون بين مصر وإندونيسيا من جانبه، أعرب الرئيس الإندونيسى عن اتفاقه فى الرؤى مع الرئيس حول أهمية إيضاح الروح الحقيقية السمحة للدين الإسلامى وتفعيل قيمه السامية لتساهم فى مكافحة الإرهاب والتطرف والراديكالية، مؤكدًا أهمية التعاون بين مصر وإندونيسيا من أجل تحقيق هذه الأهداف. ونوّه الرئيس إلى تطلع مصر لتدعيم العلاقات التجارية مع إندونيسيا. وفى هذا الصدد، أكد الرئيس الإندونيسى اعتزاز بلاده بأن تكون مصر أكبر شريك تجارى لها فى شمال إفريقيا، معربًا عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الإندونيسية فى مصر. وفى هذا الإطار، دعا الرئيس الإندونيسى الحكومة المصرية إلى تقديم المساعدة والرعاية للمستثمرين الإندونيسيين وكذا للرعايا الإندونيسيين سواء من الطلبة أو العاملين فى مصر. وقد أكد الرئيس على أن جميع المقيمين فى الأراضى المصرية يتمتعون بكافة حقوقهم وينعمون بالأمن والاستقرار شأنهم فى ذلك شأن المواطنين المصريين. ووجه الرئيس الشكر للرئيس الإندونيسى على إيفاده مبعوثًا شخصيًا للمشاركة فى حفل افتتاح قناة السويس، مستعرضًا الفرص الاستثمارية الواعدة التى سيتيحها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وكذا المشروعات الوطنية الأخرى الجارى تنفيذها فى مصر. وفى ذات السياق، أشار الرئيس إلى الاجراءات والتشريعات التى تتخذها وتصدرها مصر من أجل تهيئة مناخٍ جاذبٍ للاستثمار، منوهاً إلى الفرص التصديرية المتاحة أمام المنتجات التى يتم تصنيعها فى مصر فى أسواق الدول المجاورة لاسيما فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية. وعلى الصعيد الإقليمى، استعرض الرئيس تطورات الأوضاع فى المنطقة وما تعانيه عدة دول فيها من ويلات الإرهاب والتطرف، مؤكدًا أهمية أن تتم مكافحة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على المواجهات العسكرية والأبعاد الأمنية ولكن تمتد لتشمل كافة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية. وأكد الرئيس أن مصر تؤيد الحلول السياسية لهذه الأزمات بما يساهم فى الحفاظ على كيانات ومؤسسات هذه الدول ومقدرات شعوبها. القضية الفلسطينية ستظل محتفظة بمكانتها المتقدمة وأوضح الرئيس أن القضية الفلسطينية ستظل محتفظة بمكانتها المتقدمة على قائمة أولويات السياسة الخارجية المصرية، منوهاً إلى أنه يتيعن تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يوينو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وفى هذا الصدد، أشار الرئيس الإندونيسى إلى أن بلاده تؤيد إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة. وقد أعرب الرئيس الإندونيسى عن أهمية قيام الدول الإسلامية بالتباحث فى المشكلات والأزمات التى تواجهها منطقة الشرق الأوسط للبحث عن حلول لها وتدارك آثارها الإنسانية السلبية على شعوب دول المنطقة، ومن بينها تزايد أعداد اللاجئين والهجرة غير الشرعية وما يترتب عليها من تداعيات مأساوية. وقد رحب السيد الرئيس بتلك الفكرة منوهاً إلى أهمية بلورتها وإعدادهاً جيداً لتحقق أهدافها المرجوة. وفى نهاية المباحثات، وجه الرئيس الدعوة للرئيس الإندونيسى لزيارة بلده الثانى مصر، وهو ما رحب به الرئيس الإندونيسى معرباً عن تطلعه لإتمام هذه الزيارة . وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على مذكرتى تفاهم فى مجال التدريب والتعليم الدبلوماسى، وفى مجال إعفاء حاملى جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة من تأشيرات الدخول.