حذرت صحيفة "شينخوا ديلى تليجراف" الصينية فى إطار متابعة الإعلام الصينى لمشكلة توزيع حصص مياه النيل الدائرة حاليا بين دول المنبع ودولتى المصب (مصر والسودان)، من أن تلك المشكلة مرشحة للتفاقم بعد إجراء الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، حيث من شأن هذا الاستفتاء أن يضيف دولة جديدة لدول الحوض ، الأمر الذى قد يزيد الأمور تأزما وتعقيدا . واعتبرت الصحيفة الصينية - فى تقرير نشرته اليوم الخميس - أن كيفية التعاطى والتعامل مع قضية اقتسام مياه النيل المثارة حاليا ، تتراوح بين التهدئة والتصعيد خاصة فى ضوء الزيارة التى قام بها للقاهرة الأسبوع الحالى على حدة كل من رئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا ورئيس وزراء كينيا رايلا أودينجا. وأوضحت أن الزيارتين حققتا نتائج إيجابية ملموسة وساهمتا فى تقريب وجهة النظر حول مسألة اقتسام المياه بين اثنتين من دول المنبع السبع وإحدى دول المصب وهو ما قد ينعكس على مواقف بقية دول المنبع. ونقلت الصحيفة عن بعض الخبراء تأكيدهم أن التقدم الذى تم إحرازه خلال هاتين الزيارتين يمثل دليلا على إمكانية حل مشكلة اقتسام مياه النيل من خلال الحوار والتفاوض والفهم الصحيح لمتطلبات كل طرف والتعاون المشترك فى سبيل تحقيق زيادة إيرادات حوض النيل من خلال إقامة المشروعات المشتركة بما يصب فى صالح الجميع . ورأى فريق آخر أنه لم يحدث أى جديد بشكل لافت وأن كل ما حدث هو تخفيف حدة الاستقطاب بين المجموعتين المختلفتين دول المنبع ودولتى المصب، مع التأكيد على إبقاء استمرار مسار التحاور والتعاون على أمل التوصل إلى اتفاق ما، وأنه رغم اللقاءات والتصريحات الودية من جانب بعض الأطراف وخاصة الكونغو وكينيا، فما زال كل من الطرفين يصر على موقفه ويتمسك به بل ويحاول التشدد لأقصى درجة للحصول على أكبر مكاسب ممكنة.