فى ظل هذه الأجواء بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة والأزهرية والفنية وباقى الأنواع المختلفة من الدرجات المؤهلة لدخول الجامعة، وبين ترقب الأهالى للكلية التى يتمنوها لأبنائهم وبين مشاعر الأبناء للحصول على الكلية التى يريدونها. تقف لحظة تتطلب منا جميعًا النظر وهى سنة أولى جامعة.. تلك السنة التى تشغل وجدان الشباب من مختلف الطبقات ومختلف الأفكار وأهمية تلك السنة ليست كونها تعقب الثانوية العامة بصولاتها وجولاتها وعدد الضحايا والناجين من تلك المرحلة الطاحنة ولكن تقف هذه السنة فى وجدان كل طالب فتجد هذا الطالب أو الطالبة بعد شهور من دخوله الجامعة قد تغير سلوكه أو أفكاره من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بل وقد يتحول من طالب متفوق وحاصل على أعلى الدرجات إلى طالب متعثر بالجامعة. وقد رصدت طيلة السنوات الماضية بحكم عملى بالجامعة وطالب نشاط سابق هذا التحول والتغيير وقد يكون هذا التغيير المفاجئ بسبب اننا لم نؤهل الطالب لمرحلة الجامعة وما يسمى بسنة أولى جامعة. ننشد للشباب كل خير كل وسطية فى الفكر كل طموح وتغيير وتطوير وابتكار وبرغم أننا ننشد ذلك ولكننا لا ننظر لأول مرحله فى تشكيل الوجدان إلا وهى سنة أولى جامعة. تعانى مصر الآن بين طرفى نقيد من التطرف والإرهاب وبين التفريط والضياع والإدمان والإلحاد وبنظرة سريعة نجد أن الفئة العمرية هى فئة الشباب الجامعى أو الخريجين الجدد. الفكرة ببساطة تتلخص فى مجموعه من الشباب اتخذوا قرار أن يجمعوا أفكارهم لتدشين مبادرة تحت اسم سنة أولى جامعة ببساطة عبارة عن ورش عمل للتنمية البشرية لتحسين مهارات التواصل لدى الشاب والفتاة الجامعية ولقاءات مع رجال الدين أصحاب الفكر الوسطى يناقشون بصراحة ما هى الجامعة ما هذا المجتمع الجديد كيف يضع نفسه على الطريق الصحيح دون التطرف ودون الانزلاق فى مشكلات الجامعة من زواج عرفى وسرى وإدمان وعلاقات محرمه وتحرش خارج أسوار الجامعة كيف يكون إضافة للجامعة ولوطنه ولأسرته. المبادرة بدأت بالفعل والآن يتعاونون مع مختلف الأعمار من الشباب من خريجى الجامعات وأعضاء الاتحادات الطلابية لتدشين برنامج لتجربته بعدد من الجامعات كمرحلة أولى ويساهم فى رسم أول خطوط الفكر والمعرفة لديهم. هل يُمكن لهذه المبادرة أن تسهم فى انضباط الفكر بعيدًا عن الإفراط والتفريط. وفى الآخر هى دى سنة أولى جامعة.