سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"مصحف فاطمة".. أسطورة شيعية وتكذيب سنى.. يستدلون بنزول وحى على مريم وآسيا لإثبات نزوله على الزهراء.. وأهل السنة يردون: باطل.. والطاهر الهاشمى: مصحفنا ليس فيه من مصحفكم حرف.. وسلفى: دين الشيعة يهودى
مصحف فاطمة هو كتاب ينسبه الشيعة إلى فاطمة بنت محمد عليه السلام، وقد اختلف بشأن ما يحتويه، ويعتقد الشيعة الإثنى عشرية بأنه كتاب أملته الملائكة على فاطمة، وأنه كان موجودًا لدى أئمتهم الإثنى عشر، متناقل لديهم حسب ما دلت عليه الروايات المروية عنهم، أى أنه الآن عند المهدى ولا يملكه أى أحد آخر، أما أهل السنة والجماعة فلا يعترفون بوجوده. يعتقد علماء الشيعة أنه كتاب مستقل، وليس بقرآن، فهو تفسير لبعض الأحكام، وليس مصحفًا من مصاحف القرآن أملاه النبى محمد صلى الله عليه وسلم على الإمام على كرم الله وجهه، وقد ورد ذكر مصحف فاطمة فى أكثر من موضع فى كتبهم، ككتاب الكافى، وبحار الأنوار، والتفسير الصافى، وتفسير نور الثقلين وغيرها. وبعض الإمامية يقولون إن جبريل نزل على فاطمة الزهراء بعد وفاة أبيها ليعزيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه، وما سيحل بأبنائها وذريتها من بعدها، وأخبرها كذلك بجميع الحوادث الخطيرة الآتية، خصوصًا ما سيواجه ذريتها من المصائب والبلايا، وأيضًا الانتصارات، ويشتمل على أسماء جميع الملوك والحكام إلى يوم القيامة. ويعتقد بعض الشيعة كذلك أن مصحف فاطمة ثلاثة أضعاف القرآن، وليس فيه من القرآن شىء، أو ليس فيه من القرآن حرف واحد وفقًا لما قاله «الكلينى» فى كتابه «الكافى»، ويقال إن على بن أبى طالب، زوج فاطمة الزهراء، هو من قام بتدوين أحاديث جبريل، بل هو صاحب فكرة تدوين الكتاب أصلاً، فقد جاء فى «بحار الأنوار»: «وخلفت فاطمة مصحفًا، ما هو قرآن، ولكنه كلام من كلام الله، أنزله عليها، إملاء رسول الله، وخط على»، حيث يقول بعض علماء الشيعة إن المقصود بالرسول هنا هو جبريل، ويستشهدون بآيات من القرآن، مثل «قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا.. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا»، حيث إن المقصود بالرسول فى هذة الآية هو جبريل. رأى أهل السنة فى مصحف فاطمة يرفض أهل السنة والجماعة القول بنزول جبريل على أحد بعد النبى محمد، ويرفضون هذا الكلام، ويعتبرونه باطلًا من أساسه، لأن الأحداث التى سوف تحدث من الأمور الغيبية التى لا ينبغى أن يعلمها أحد إلا الله، وكذلك أسماء الحكام، وكل تلك الأمور الغيبية، فهذا مُنافٍ لعقيدتهم. ويرد عليهم الشيعة أن مريم ابنة عمران وآسيا وكثير من الأشخاص نزل عليهم الوحى، كما أن الله يؤتى علمه من يشاء، فالقرآن الكريم غيب علمه الله تعالي لنبيه، وهو بدوره علمه لأصحابه، قال الله تعالي: «وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْب بِضَنِينٍ»، وشرحت فى كثير من تفاسير أهل السنة ب«إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمدا، فبذله وعلمه ودعا إليه، والله ما ضن به رسول الله صلى الله عليه وسلم». ويقول العديد من أهل السنة إن الشيعة لا يعترفون بالقرآن الكريم، وإنهم أبدلوه بمصحف فاطمة الذى هو «قرآن ثان» عندهم، ويزعم الشيعة أن تلك شائعة أطلقت منذ زمن الدولة الأموية. المصحف لا يشتمل حتى على آية واحدة من آيات القرآن الكريم، كما هو المستفاد من الأحاديث الكثيرة، كما أنه ليس من قبيل القرآن، ولا يشبهه من ناحية المحتوى أصلاً، فقد ورد فى أحاديث الشيعة عن على بن سعيد عن أبى عبدالله أن مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن، كما ورد عن على بن الحسين عن أبى عبدالله قوله: «أما والله ما فيه حرف من القرآن»، وورد عن عبدالله بن جعفر عن موسى بن جعفر عن الوشاء عن أبى حمزة عن أبى عبدالله قوله: «مصحف فاطمة ما فيه شىء من كتاب الله»، كما أن عنبسة بن مصعب قال: «كنا عند أبى عبدالله ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن». أما عن الحديث الذى ينص على أن المصحف «فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات»، فالظاهر أن المقصود أنه كذلك من ناحية الكمية وحجم المعلومات، لا من حيث المحتوى، كما أن المستفاد من أحاديث كثيرة أن مصحف الزهراء ليس فيه شىء من الحلال والحرام أصلاً، ومن تلك الأحاديث قول أحد المحدثين: «أما إنه ليس من الحلال والحرام». الطاهر الهاشمى: لا توجد منه نسخة لأنه مع المهدى المنتظر يقول القيادى الشيعى الطاهر الهاشمى إن روايات أئمة أهل البيت المعصومين- بحسب وصفه- أن كلمة مصحف لا تعنى قرآنًا، ولكن تعنى كتابًا يتضمن محتواه- حسبما ورد فى الروايات- أخبار البلاد والحكام، وهذا الكتاب ليس فيه تشريع نهائيًا، هو فقط فيه أخبار الحكام، وذرية آل البيت. وأضاف فى تصريحات ل«اليوم السابع»: «مصحف فاطمة لا يطلع عليه أحد سوى المعصومين، ومعنى هذا أنه الآن مع صاحب العصر والزمان الإمام المهدى عجّل الله فرجه الشريف، بحسب قوله، وعندما يظهر الإمام المهدى سيظهر هذا الكتاب فهو ليس له وجود خارج يد المعصوم، فلدينا روايات فقط عنه، فكل إمام معصوم كان يسلمه للإمام الذى بعده وهو غير متداول فى يد أحد، ولا توجد منه نسخة واحدة». وكان الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف، قد برأ فى تصريحات سابقة له المسلمين فى إيران مما نسب لهم على مدى سنوات طويلة من أن لديهم مصحفًا خاصًا يسمى ب«مصحف فاطمة»، أو اعتبارهم لسيدنا على بن أبى طالب رابع الخلفاء الراشدين، وابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنه إله من دون الله، مشددًا على أنه تأكد من ذلك بنفسه عندما تجول فى مساجد ومكتبات إيران. وأكد كريمة أنه لا يوجد ما يسمى ب«مصحف فاطمة» فى إيران، موضحًا أن الشيعة 60 فرقة، والسبب فى تفتيتهم هو عبدالله بن سبأ عندما أراد تفجير المجتمع المسلم من الداخل، وادعى على معاوية بن أبى سفيان، وقال فى شخصه «فيه وفيه وفيه»، وقام باختراع فرية معينة لكل اتجاه، وهو من افترى بأن الشيعة يؤمنون بأن سيدنا على إله، ولفت إلى أن المذهب الشيعى أصله ليس إيران وليس العراق، فشيعة إيران جعفرية، أما فى اليمن من الزيدية. من جانبه قال ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف «أحفاد الصحابة وآل البيت»، إنه لا يوجد أى دليل من القرآن الكريم أو السنة النبوية على وجود هذا المصحف المزعوم، فهو مجرد أكذوبة يرددها الشيعة، مشيرًا إلى أن مؤسس دين الشيعة- بحسب قوله- هو عبدالله بن سبأ اليهودى، مشيرًا إلى أن اليهود يعملون على تخريب الدين الإسلامى بشتى الطرق، ومن تلك الطرق نشر معتقدات الشيعة، وهى التشكيك فى القرآن والسنة، مضيفًا أن الشيعة يزعمون أن مصحف فاطمة فى حوزة المهدى المنتظر، وأنه سيظهره بخروجه وسيفضح سيدنا أبى بكر وعمر، بحسب اعتقادهم.