قالت صحيفة واشنطن بوست، إن قيام المملكة العربية السعودية بخفض أسعار النفط تسبب فى تقويض صناعة النفط الأمريكية فى أهم لحظة فى تاريخها، فضلاً عن تكبيد واحد من أبرز رجال الأعمال الأمريكيين العاملين فى صناعة النفط، خسائر جمة. وتشير الصحيفة الأمريكية، فى تقرير الخميس، إلى أن وراء انخفاض سعر النفط منافسة تبلغ تريليونات الدولارات قادرة على تأرجح ميزان القوى الجيوسياسى. وتضيف أن كلاً من صناعة النفط الأمريكية وهارولد هام، رائد اكتشاف إحتياطات النفط الصخرى الأمريكى ومؤسس عملاق النفط كونتيننتال ريسورسيز، واجها أزمة خلال الأشهر الماضية. وقد فقد "هام" حوالى 6.5 مليار دولار، أى حوالى ثلث صافى ثروته، حيث كانت صناعة النفط فى الولاياتالمتحدة تواجه أكبر اختبار لها فى سباق محموم للبقاء على ربحيتها بينما عملت المملكة العربية السعودية على خفض أسعار النفط، ما عمل على تقويض صناعة النفط الأمريكى فى أهم لحظة فى تاريخها. وتضيف أن بالنسبة لرجال النفط الأمريكيين فإن النفط الصخرى تحول إلى ثروات تبلغ عشرات المليارات من الدولارات وربما يعد بإنهاء الأيام "الكارثية" حيث سيطرة السعودية على سوق النفط فى العالم. ومن جهة أخرى فإن السعوديين وحلفائهم فى منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، يحاولون كبح تنامى القوى النفطية للولايات المتحدة والحفاظ على هيمنتهم المستمرة منذ 40 عامًا. وقد أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، الشهر الماضى، أنها ستواصل ضخ 30 مليون برميل نفط يوميا، على الرغم من استمرار خفض الأسعار، باعثة رسالة قوية لمنافسيها فى الولاياتالمتحدة ألا خطط لديها لرفع الضغط عن الأمريكيين. وتقول واشنطن بوست إن هناك ضغوطًا جديدة تواجه النفط الأمريكى، وتوضح أن قرار التوصل إلى إتفاق نووى مع إيران، التى لديها المزيد من الاحتياطات النفطية التى تتجاوز احتياطات بعض دول الأوبك، يعنى إطلاق العنان للنفط الإيرانى لخوض أسواق النفط. ويتوقع محللون أن تضخ إيران مليون برميل يوميًا، ونتيجة لذلك قاد الأتفاق أسعار النفط لمزيد من التراجع فى الأسابيع الأخيرة.