دعا الكاتب والإعلامى بلال فضل وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد زكى بدر إلى فتح ملف المدارس الخاصة فى مصر، ومناقشة المهازل و"البلاوى" التى حولت المدارس الخاصة فى مصر إلى مستوطنات داخل الدولة، وتساءل فضل قائلاً لماذا لا يتعرض القائمون بالعمل فى المدارس الخاصة للتفتيش المفاجئ؟، أم أن الأمر معنى فقط بالمدارس الحكومية؟. جاء ذلك خلال فقرة "على الرصيف" فى البرنامج الأسبوعى "عصير الكتب"، والتى استضاف فيها فضل الدكتورة هناء وهبة، والتى تحدثت عن كتابها "لا تربية ولا تعليم"، والتهديدات التى تلقتها بعد صدور الكتاب من أصحاب المدارس الخاصة، حيث قام البعض بمقارنة شخصيات كتابها بمدراء المدارس، فأرسلوا يسألونها عن هذا التطابق. وأكدت وهبة فى حديثها على أن التعليم الخاص فى مصر يدعو الطلاب للاستسهال وعدم الالتزام، وهذا ناتج عن شعورهم بأنهم سيحصلون على ما يردون مقابل ما يدفعونه للمدرسة. وأوضحت وهبة أن كتابها هو رصد لمشاهدات وتحليل لشخصيات عاينتها من واقع عملها مفتشة تربية وتعليم. وفى فقرة "المختصر المفيد" استضاف فضل الكاتب الدكتور أحمد زكريا شلق والذى تحدث عن كتابه "طه حسين جدل الفكر والسياسة" والصادر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذى يتناول فيه عددًا من الدراسات التى تسلط الضوء على ملامح مسيرة د.طه حسين السياسية والفكرية التى تعكس رؤاه واتجاهاته من خلال كتاباته ومواقفه العملية. وقال شلق إنه اهتم فى هذا الكتاب بإبراز جانب خفى فى شخصية الأديب الراحل طه حسين، وهو الجانب السياسى والفكرى فيه بالإضافة لرؤيته لبلده فى تلك الفترة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن طه حُسين عُرف كأديب فقط لكن كان له العديد من المواقف السياسية والتى بدأت بعد انفصاله عن حزب الأحرار الدستوريين الذى اتسم وقتها بالأرستقراطية، وكان يطلق عليه حزب الصفوة وعندما اندمج فى قضايا العامة، وبدأ ينشغل بحقوق المواطن البسيط ويدافع عنه، وذلك لأنه كان مؤمنا دائمًا بأن الأدب جزء لا ينفصل عن الحياة العامة ويعبر عن كل ما فيها سواء كانت قضايا سياسية أو اجتماعية أو ثقافية. وقال فضل إن مشكلة المثقفين فى مصر أنهم يكتفوا بالقراءة عن الكتاب فقط ويتسرعون فى إطلاق الأحكام على صاحبه وضرب فضل المثل فى ذلك مستشهدًا بما حدث مع كتاب "مستقبل الثقافة فى مصر" والذى أُتهم طه حسين بسببه بأنه يدعو للتغريب ومحو الهوية العربية على الرغم من أنه طالب فى كتابه بأهمية أن نتعلم من الحضارة الغربية ونستفاد منها على أساس أنها حضارة إنسانية أولاً وأخيرًا وشارك فى تكوينها العرب. وفى فقرة الترشيحات نصح الروائى إبراهيم عبد المجيد الأجيال الجديدة بضرورة القراءة والاطلاع على اعتبار أن كل كتاب يمثل معرفة جديدة لصاحبه، كما أوصى بقراءة عدد من الكتاب والروايات، من بينها، رواية دار الغواية للكاتب عمرو عاشور والصادرة عن دار ميريت، مؤكدًا على أن عاشور لم يكتب هذه الرواية إلا بعدما عرف ماهية الرواية، ورواية 2006 لنائل الطوخى، وأبدى عبد المجيد إعجابه بلغة الرواية الجريئة ودقة الألفاظ وبراعة التصوير، وأكد عبد المجيد فى ترشيحه لقراءة إحدى رواياته على أن رواية طيور العنبر من أهم الروايات التى كتبها، والتى يفضلها عن روايته "لا أحد ينام فى الإسكندرية"، لما لها من رصد لأهم مرحلة فى فترات الإسكندرية، ورصدها لعلاقة الأجانب مع أهالى الإسكندرية. ودعا فضل القراء إلى الاهتمام بقراءة "بريد القراء" نافيًا الانطباع السائد بأن "بريد القراء" مساحة للشكاوى فقط، وأشار الشاعر والناقد شعبان يوسف فى فقرة "سور الأزبكية" إلى أسماء العديد من كبار الأدباء والكتاب، ممن كانوا كتابًا فى بريد القراء، ومنهم الأديب الكبير خيرى شلبى فكان يكتب فى مجلة الشهر، وأمل دنقل ومحمود عبد الرحمن، يوسف إدريس الذى بدأ مترجمًا كقارئ فى مجلة قصص للجميع، وترجم حينها قصة الصيدلى لأنطوان تشيكوف، ونجيب سرور أيضًا فى مجلة الرسالة الجديدة. واختتم فضل الحلقة بإعلان أسماء الفائزين بجوائز مسابقة المقالات النقدية، وتوجه خلالها بالشكر للقسم الثقافى بجريدة اليوم السابع برئاسة الشاعر "وائل السمرى" بعد إعلانه عن رغبته فى نشر المقالات الفائزة بالموقع الإليكترونى للجريدة، كما صرح فضل أنه سيتم تجميع تلك المقالات فى كتاب نقدى يصدر قريبًا بالتعاون مع دار نهضة مصر للنشر.