قال الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن التراث كالميراث فمن يرمى تراثه يوصف بالمجنون ومن يبدده أحمق، ومن ينميه ويحافظ عليه هو العاقل، فنجيب محفوظ فى بداية حياته قال ليس لدينا خيار إما أن نعيش تراثنا أو أن نواكب العصر ولا يوجد حل يجمع بين الخيارين، إما التخلف أو الحضارة ولكنه تحول فى نهاية حياته 180 درجة وقال فى أحد لقائتى به: "الأزهر شرف لكل مسلم". وأضاف زقزوق خلال محاضرته بالرواق العباسى بالجامع الأزهر، بعنوان: "علاقة العقل بالنقل: نظرة جديدة"، لسنا مع الاستغناء عن التراث وتبديده ولكننا نريد أن ننمى التراث كما يفعل العاقل، وهناك طرف آخر يريد أن يلغى التراث تماما، فنحن لو احتفظنا بالتراث دون إضافة فنحن بذلك نحنطه كما نحنط الأموات. وتابع: "التراث به علم غزير ولكن به جوانب سلبية وليس هناك عيب فى ذلك، فلابد أن يكون هناك نظرة علمية فاحصة، فنظرتنا للتراث يجب أن تكون متوازنة، ويجب أن نتعامل معه بالطريقة الصحيحة، مضيفا أن هناك أزمة فى الفكر الإسلامى، أحد أوجهها هو تعاملنا مع التراث فلا يوجد هناك تبديد والتبديد كفر وخروج عن الإسلام. وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، نبهنا إلى التجديد فقال إن الله يبعث على رأس كل 100 سنة للأمة من يجدد لها دينها، فالبعض يدعى أن التجديد يعنى فقط إحياء السنن وإماتة البدع، وهذا غير متصور لأنه لم يكن فى عهد الرسول قد اندثرت السنن وانتشرت البدع، فالتجديد هو ما يضمن استمرار الحياة.