أو حى الإسماعيلية على اسم من أنشأه الخديوى إسماعيل يمتلأ بالمبانى العريقة والميادين الجميلة، التى وضعت بها تماثيل رموز وقامات وطنية، ووسط البلد حين يكون رائقا خاليا من الزحام والباعة الثابتين (الجائلين) يكون مكانا جميلا يضاهى شوارع أوروبا بل أجمل ولكن للأسف هو ماض جميل يقبح الحاضر منظره الحضارى، إما بتعديل ديكور المحلات التجارية لواجهات العمارات بقبح معمارى لا يتناسب مع الفخامة والذوق القديم، وإما بالهدم والبناء الجائر، وإما بعرض المنتجات الاستهلاكية من ملابس وأحذية على التحف المعمارية للواجهات، أو تركها تتعفن دون نظافة أو دهان يحفظ لها رونقها ويظهرها فى أجمل صورة، بل على العكس يترك كل شخص ليصبغ البلكونات والواجهات الخاصة به بألوان غير متناغمة مع الروح المعمارية للعمارات القديمة، أو مواقف سيارات وميكروباصات تعكر صفو الشوارع، فى مشهد بالفيلم المأخوذ عن رواية يعقوبيان يجسد بطل الرواية وسط ميدان طلعت حرب هذا كله فى أربع كلمات "نحن فى زمن المسخ". هذه المبانى لم ننشأها ولكننا وجدناها. وقد أنفق من أنشأها الكثير، واستدانت مصر لتبنيها وقت كانت دول كثيرة بالعالم صحراء جرداء. فهل يعقل أن تصبح هذه الدول مليئة بالنظافة والحضارة وندمر نحن موروثنا الجميل من الحضارة بالقبح والإهمال؟ وسط البلد ومبانيه مرآة لمصر وبرواز للوحة فنية جميلة تذكرنا بالماضى كى نسير على خطاه ونحب الجمال فى كل شىء ونعيشه فى كل شىء، من واجهات المبانى.. للطرق.. للخدمات.. للتعليم والصحة لكل شىء جميل وحضارى بدأناه قبل العالم كله، ولا نعيشه اليوم.. ولكن للأسف نمشى على الجمال من أثار الماضى بممحاة تمحوه وتضع مكانه القبح.. ووسط البلد من مبانى كانت جميلة ولم نحافظ عليها شاهد علينا ويخبرنا أن من لا ماض له.. لا مستقبل له.. وسط البلد العريق كصور للشاب الذى أصبح عجوزا مليئا بالأمراض مهملا فى صحته.كلما تصفحها قديما وفكر فى حاله حديثا تحسر على نفسه وعلى شبابه.الذى أضاعه الإهمال والجهل والفقر والمرض عبر العصور.