بالصور والفيديو.. إسرائيل تتشح ب"السواد" فى ذكرى قتلاها "المجرمين".."اليوم الأسود" على دولة الاحتلال يذكرهم بمقتل الآلاف من جنودها خلال معاركهم مع مصر والعرب..وصافرات الإنذار تدوى بالشوارع ل"الحداد"

اتشحت دولة الاحتلال الإسرائيلى بالسواد منذ مساء أمس، وحتى اليوم الأربعاء، خلال إحياء ذكرى قتلاها "المجرمين" الذين سقطوا بالآلاف فى معاركهم مع العرب خلال عدوانهم السافر لاحتلال الأراضى العربية قبل عام 1948 وحتى يومنا هذا، ويعتبر هذا اليوم بالنسبة للكثير من الإسرائيليين أقدس يوم فى العام، رغم أنه لا يعد عيدا دينيا ولم يتم ذكره فى "التوراة".
مراسم تأبين قتلى جيش الاحتلال بحضور نتانياهو والرئيس الإسرائيلى
ومع إطلاق صوت "صافرات" الإنذار بصوت عال ومدوى فى جميع شوارع المدن الإسرائيلية فى تمام الساعة الثامنة مساء أمس، بدأت تكتسى دولة الاحتلال بالحزن والأسى والوقوف دقيقة صمت حدادا فى ذكرى أولئك الذين قتلوا وهم يغتصبون الأراضى العربية دون وجه حق بمساعدة الدول الاستعمارية الكبرى فى ذلك الوقت.
القوات المصرية فى حرب أكتوبر كبدت دولة الاحتلال آلاف القتلى
وبعد دقيقة الصمت حدادا على قتلى جنودهم المحتلين الذين سقط الجزء الأكبر منهم خلال معاركهم مع القوات المسلحة المصرية الباسلة التى لقنتهم درسا موجوعا فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 لتحرير أرض سيناء من قبضتهم المغتصبة لها، ألقى العديد من قادة جيش الاحتلال والمسئولين السياسيين خطابات حماسية لمواطنيهم تلهب مشاعرهم وتذكرهم بعدوهم الرئيسى وهم العرب، وتستمر تلك المراسم حتى غد الخميس، وهو اليوم الذى ترفع فيه الأعلام الإسرائيلية مجددا على الصوارى لتحتفل دول الاحتلال بما تدعيه ب"يوم استقلالها" وهو اليوم الذى احتلت فيه الأراضى العربية عام 1948.
ومنذ عام 1951، تقرر أن يكون ذكرى "يوم القتلى" قبل يوم من "يوم الاستقلال" – يوم الاحتلال للأراضى العربية – حيث أقيمت فى السنوات الأولى بعد إقامة دولة الاحتلال المراسم فى اليوم نفسه، بشكل مواز للاحتفالات، ويهدف التجاور بين اليومين إلى التأكيد على الثمن الذى دفعه جنود الاحتلال منذ إقامتها لاستمرار وجودها على جثث الشعوب العربية.
وقدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن نحو مليون ونصف إسرائيلى أى حوالى 18% من الإسرائيليين سيذهبون إلى المقابر العسكرية للمشاركة فى مراسم تأبين قتلى جيش الاحتلال والذين سقط الجزء الأكبر فى حروبهم مع مصر.
سرد قصص المعارك والحروب للأطفال لغرس عقيدة القتال فيهم
وأقيمت فى جميع المدارس الإسرائيلية وأيضا بروضات الأطفال مراسم تأبين لذكرى قتلاهم، وذلك بقراءة أسماء من قتلوا على يد الجيوش العربية والقوات المسلحة المصرية، وسرد قصص الحروب والمعارك التى خاضتها دولة الاحتلال المغتصبة للأراضى العربية، وتجبر الصافرة، التى يتم سماعها صباح اليوم أن يوضح للأطفال منذ سن صغيرة دلالة هذه الحروب والمعارك، وتنطلق فى الهواء أجواء احتفالية ومتوترة مشبعة بالكثير من الفجيعة والألم والحسرة.
إشعال شعلات النار خلال مراسم التأبين
السواد يسيطر على وسائل الإعلام وإطلاق الأغانى الحزينة
وتحيى وسائل الإعلام وقنوات الإذاعة والتليفزيون أيضا ذكرى قتلى جيش الاحتلال ببث الموسيقى الإسرائيلية الحزينة، حيث تبث مختلف القنوات الكثير من الأغانى التى كُتبت على مدى السنين عن الجنود الذين قتلوا وعن الحروب التى خاضوها لاحتلال الأراضى، كما تتشح قنوات فضائية أخرى بالسواد حدادا على هؤلاء القتلى المغتصبين.
وزير الدفاع الإسرائيلى: الذين سقطوا دافعوا عنا وملتزمون ببناء جيش قوى
وخلال تلك المراسم التأبينية قال وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون، فى سياق كلمته بهذه المناسبة بمقبرة "كريات شاؤول" العسكرية، إن الجنود الذين سقطوا قتلوا للزود والدفاع عننا، متعهدا باستمرار بناء جيش قوى للحفاظ على أمن إسرائيل.
وأشار يعالون إلى التغيرات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، زاعما بأن المنظمات المسلحة الإرهابية لا قيود لها وحلت محل الجيوش النظامية، وأن إيران أصبحت دولة إرهاب تهدد وجود إسرائيل، وبالتالى فإن هذه التطورات تلزم إسرائيل بالحفاظ على جيش قوى، على حد قوله.
الوقوف دقيقة حدادا خلال مراسم التأبين
407 "درزى" قتلوا خلال قتالهم فى صفوف جيش الاحتلال
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه قد مثل الحكومة الإسرائيلية مساء أمس فى مراسم إحياء الذكرى التى أقيمت فى مقبرة "عسفيا" العسكرية وزير الاستخبارات يوفال شتاينيتس، مشيرة إلى أن عدد القتلى من أبناء الطائفة الدرزية الذين حاربوا فى صفوف جيش الاحتلال بلغ 407 قتلى.
المراسم الرئيسية تنطلق من القدس المحتلة اليوم
وجرت المراسم التأبينية الرئيسية بعد ظهر اليوم الأربعاء، فى مدينة القدس المحتلة، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وغيره من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية وأبناء عائلات الجنود القتلى.
وتحدث نتانياهو خلال كلمته التأبينية التى ألقاها خلال المراسم عن اللحظة التى تم إبلاغه فيها بمقتل شقيقه الأكبر يوناتان فى "عملية عنتيبى" الشهيرة عام 1976 وعن اضطراره لإبلاغ والديه بهذا الخبر المفجع، قائلا "إن هذه الجروح لن تلتئم أبدا، وأن كل من عاش ويلات الحرب وعانى آلام الثكل لا يمكنه أن يرغب فى القتال ولكن إذا لم يكن هناك مناص فيجب خوض المعركة من أجل الدفاع عن أنفسنا"، على حد قوله.
مقبرة جندى إسرائيلى لاقى حتفه فى إحدى المعارك
وانتشرت شرطة الاحتلال بقوات معززة فى محيط المقابر العسكرية وعلى امتداد الطرق المؤدية إليها، خوفا من أى عمليات مسلحة تستهدفها.
وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، إنه بعد انتهاء مراسم وفعاليات يوم إحياء ذكرى القتلى ستبدأ مساء اليوم الاحتفالات ب"عيد الاستقلال" ال 67 لقيام دولة الاحتلال الإسرائيلى.
الصمت يسود شوارع تل أبيب خلال مراسم التأبين
وكان قد تم تدشين المراسم مساء أمس فى بيت "ياد لبانيم" فى القدس المحتلة، وبعد ذلك فى باحة حائط الغربى للمسجد الأقصى، وأقيمت الساعة الثامنة مساء مراسم إيقاد المشاعل، وتحدث الرئيس الإسرائيلى رؤوبين ريفلين قائلا "الدفاع عن وجودنا لا يزال خيار حياتنا، والتزامنا هو معرفة أننا نفعل كل ما فى وسعنا للتوضيح لأعدائنا بأننا إذا اضطررنا للحرب فسنكون قادرين عليها"، حسب قوله.
الحزن والأسى يرتسم فى وشوش الإسرائيليين خلال مراسم التأبين
23320 قتيلا سقطوا خلال معارك دولة الاحتلال مع العرب
الجدير بالذكر أنه بمناسبة حلول ذكرى قتلى حروب ومعارك إسرائيل مع العرب، نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية تقريرا حول عدد قتلى الجيش الإسرائيلى والمدنيين فى جميع الحروب السابقة موضحة أنهم بلغوا 23320 قتيلا حتى الآن، مشيرة إلى أنه قد ارتفع عددهم خلال العام الماضى ب116 منهم 67 جنديا سقطوا خلال عملية "الجرف الصامد" فى قطاع غزة.
الوقوف حدادا على ذكرى قتلاهم
توقف حركة المرور والسيارات بالطرق خلال إطلاق الصافرات
الوقوف حداد بالطرق خلال سماع الصافرات لتأبين قتلى جيش الاحتلال
وزير الدفاع الإسرائيلى خلال مراسم التأبين
البكاء والحزن والأسى بوجوه جنود الاحتلال
أسماء قتلى جيش الاحتلال الاسرائيلى
وسائل الإعلام الإسرائيلية تتشح بالسواد
جنود الاحتلال خلال تأبين زملائهم القتلى
إسرائيلى يقف حدادا فى عرض الطريق خلال مراسم التأبين
جانب من مراسم التأبين
موضوعات متعلقة
- إسرائيل تتذكر قتلاها.. وقادتها يطلقون تصريحات عدائية ضد المنطقة
- صحيفة يسرائيل هايوم: 23320عدد قتلى إسرائيل فى جميع حروبها مع العرب