قال الدكتور حمد بن سيف الهمامى مدير مكتب اليونسكو الاقليمى ان موضوع التربية والقيم الانسانية المشتركة والمواطنة يكتسب اهمية خاصة فى ظل الصراعات المذهبية والطائفية وانتشار العنف فى العالم، لاسيما فى كثير من الدولة العربية، حيث اصبح التنوع الزاهر فى منطقتنا مصدر للتوتر والنزاع ويرجع ذلك فى بعض اسبابه الى عدم توفر الجهود والآليات والمؤسسات الداعمة للتربية والنشئ على قيم التسامح وتقبل الاخر والعيش المشترك والحب والوئام. جاء ذلك خلال المؤتمر الدولى"التربية على قيم المواطنة العالمية" بقاعة المؤتمرات بالأزهر، بحضور الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم، وعباس شومان وكيل الأزهر والدكتور حمد الهمامى مدير مكتب اليونسكو، والدكتورة جيهان كمال مدير مركز البحوث التربوية وعدد من مشايخ الأزهر والأوقاف ونائبا عن البابا تواضروس. وأضاف نحن بحاجة الآن اكثر من الماضى الى تحديث مضامين وطرائق التعليم والتعلم لاعطاء المتعلمين المعارف والادوات الازمة لبناء مهارات تعزز قيم الاحترام والتفاهم وبناء اسس العيش المشترك ليحقق الاستفادة العظمى من التنوع باشكاله المختلفة وتسخيره من اجل البناء والتنمية، ونحن بحاجة الى تربية جديدة لزمن وظروف جديدة تعيشها المنطقة حيث يكون للمؤسسات التربوية جميعا دورا فى غرس قيم العيش المشتركة وبناء الشخصية الوطنية الصالحة بدلا من الاكتفاء بنقل المعلومات والمعرفة فقط. ولا يمكن تحقيق ذلك باجراء بعض اضافات وتعديلات هنا وهناك ولكن بتغيير شامل فى الطرائق التدرسية ومنظومة التعليم وعمليات التقويم. وأوضح الهمامى ان قيم المواطنة لا يمكن ان تدرّس كغيرها من موضوعات مدرسية اخرى عن طريق الكتب وحدها لكن الاهم هو وجود القدوة والممارسة العملية داخل وخارج المدرسة ولايمكن للمدرسة ان تقوم بهذه المهمة دون التنسيق مع جهات ومؤسسات رئيسة مؤثرة فى الارتقاء بمنظومة القيم والمبادئ مثل وسائل الاعلام المختلفة ودور العبادة والنوادى الرياضية والمراكز الثقافية التى يمكن ان توجه رسائل ايجابية تعزز فى غرس سلوكيات وممارسات قيم التسامح والمحبة واحترام الاخر. وأشار لابد من تنسيق كامل بين دور المؤسسات الدينبة والمؤسسات التربوية لبناء قيم المواطنة على اسس انسانية ودينية نظرا لتاثير الفكر الدينى فى المنطقة العربية. ان دور الامام والواعظ فى المسجد والكنيسة لا يقل عن دور المعلم، ومن اجل ذلك حرصنا فى هذا المؤتمر ان نجمع المهتمين فى المؤسسات الدينية والتربوية. وأختتم الهمامى كلمته قائلاً اسمحو لى ان اشيد بدور الازهر الشريف والكنيسة المصرية لقيادة مبادرة العائلة المصرية وانشطتها المختلفة وكذلك جهود وزارة الأوقاف المصرية والأزهر الشريف ووزارة التربية المصرية لمراجعة المناهج المدرسية وتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية لتجديد وتحديث الخطاب الديني. موضوعات متعلقة.. - انطلاق أعمال ورشة عمل للنهوض بحقوق الأشخاص فى وضعية إعاقة بدول المغرب العربى