أكد الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، أن التربية هي أساس بناء الوطن وشخصية المواطن فبالتربية تبنى الأمم وبالتربية تنهض الأمم، قائلاً: "إن التربية هي التى تشكل وعي واتجاهات وقيم المواطن وهي التي تغرس قيم المواطنة بمفهومها الإنساني الواسع أو ارتباطها بالوطن الذي يعيش فيه المواطن، كجزء أساسي من وطننا العربي، ومن العالم بأسره". وأضاف الوزير، خلال كلمته في مؤتمر "التربية على قيم المواطنة العالمية" أن مصر والوطن العربي والعالم يحتاج إلى مواطنة إنسانية، عالمية تكسر جمود العنصرية البغيضة وتحرر الإنسان من قيوده التي تدعو إلى التمييز وعدم تقبل الآخر، قائلاً: نحتاج إلى هذه المواطنة فى عالم يموج بالتمييز والعنف وعدم تقبل الآخر.
وأشار الرافعي، إلى أن المواطنة ليست مجرد كلمة تعني الانتماء إلى الوطن، المواطنة مسئولية وشرف لايمكن بأي حال من الأحوال التهرب منها أو إدعاؤها دون تحمل ما تعنيه من معاني كاملة.
وأكد الوزير، أن الولاء للوطن يعني الولاء للأرض لتعميرها، وللقوم بالإحسان إليهم، وللقانون الالتزام به، وللسلطة بعدم الخروج عليها.
كما أشار الرافعي، إلى أننا لكي نكون مواطنيين حقيقين علينا أن نقوم بواجبنا تجاه وطننا، ومن أولى تلك الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره ومكتسباته، علينا أن نثبت أننا نستحق هذا الوطن، وما فعله من أجلنا عبر عقود ممتدة من الزمن.
وأضاف وزير التربية والتعليم، أن الوطن العربي يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى جهودنا وعزئمنا، لإعادة بناء شخصية الإنسان العربي، وإعادة تشكيل ثقافته، بما يتوائم مع عادتنا وقيمنا وأخلاقنا من ناحية، وبما يتناسب مع مستجدات العصر الذي نعيشه وسيطرة العولمة عليه من ناحية أخرى.
وأضاف الوزير، أن المواطنة تقتضي المسئولية، والمسئولية تقتضى الوطنية، والوطنية تقتضي العمل وإرضاء الضمير، مشيرا إلى أن المدرسة تنفرد عن غيرها بمسئولية كبيرة في غرس الشعور بالمواطنة، وتشكيل شخصية المواطن، وذلك من خلال كل ما يتصل ويتعلق بالعملية التربوية من مناهج ومقررات دراسية، وهو ما يجعل من المواطنة موضع التقاء لكل التوجهات والأفكار والآراء التي تعكس التعددية الثقافية والفكرية في المجتمع، وهو ما يكون له دور في نشر ثقافة السلام والالتزام بمبادئ العدل والتسامح والاحترام بين أفراد المجتمع، وله دور كبير في ترسيخ حب الوطن والانتماء إليه لدى الطلاب.
ونوه الوزير إلى أن مناهجنا التعليمية في مصر تؤكد على المواطنة في كافة مراحل التعليم العام، إيمانا منا بأهمية تنمية مفاهيم المواطنة والسلام والتسامح ونبذ العنف والعيش المشترك كأساس لتنمية المواطنة العالمية.
وقدم الوزير الشكر خلال المؤتمر للدكتور حمد بن سيف الهمامي مدير مكتب اليونسكو الإقليمى للتربية ولجميع القائمين على هذا المؤتمر.
حضر المؤتمر الدكتورعباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والأنبا يوأنس، نائبا عن البابا تواضروس، والدكتور حمد بن سيف الهمامى مدير مكتب اليونسكو الإقليمى للتربية.