إن العالم الآن يشهد تغييرا ملحوظا فى السياسات بين الدول بعضها البعض ولأن الشرق الأوسط دائما وأبدا يمثل نقطة هامة ومحورية فى هذا الاتجاه، فتجد الكثير من علامات الاستفهام التى تم ملاحظتها بعد ثورة 30 يونيو وتغير موقف الدول حتى أصبحت الدول العربية الآن تمارس نشاطا غير مسبوق لحماية أمنها القومى وهذا ناتجا عن المعرفة العميقة لما يحاك بالأمة العربية من مؤامرات ولذلك اتجهت أمريكا لتغير موقفها وسياستها تجاة الشرق الأوسط، خاصة دول الخليج ووجدت أن مواقفها السابقة تحتاج إلى تغير شامل لكيفية التعامل مع الموقف الجديد فى ظل توغل الإدارة الروسية بعمق وبناء علاقات قوية لها ببعض دول الشرق الأوسط وخاصة إيران، وفى نفس الوقت تقوم إيران بدورها بنشر المذهب الشيعى ومد انصارها بكافة الأسلحة للهيمنة على بعض الدول ذات التأثير على أكبر الدول العربية مصر والسعودية من خلال اليمن، وبذلك استطاعت إيران أن تلعب دورا مختلفا بعد فشل تركيا فى فرض هيمنتها على دول الشرق الأوسط من خلال الإخوان، فتجد التدخل الإيرانى ملحوظ فى العراق وسوريا والآن باليمن، وفى الفترة الأخيرة قويت العلاقات بين روسيا ومصر وهذة العلاقة تشجعت لها مصر من أجل الخروج من عباءة أمريكا وخاصة بعد موقف( الطائرات اف16)، حيث تعلم القيادة المصرية أن التقارب الروسى هذا له نتائج مقلقة من حيث الضغوط، التى ستحاول روسيا ممارستها على مصر بشأن الدفع نحو التقارب المصرى الإيرانى ومن هنا جاءت لقاءات التفاهم بين السعودية ومصر بشأن معرفة موقف الدولة المصرية من الحوثيين باليمن ومدى تأثير ذلك عليها وعلى قناة السويس بمصر وكان اختيار مصر هو العروبة وحماية الدول العربية من خطر الهيمنة الإيرانية عليها وعلى باقى دول الجوار وفى خلال هذة الفترة كانت اللقاءات السرية بين الإيرانيينوالأمريكان بشأن الوصول إلى اتفاق بخصوص المفاعل النووى الإيرانى وكيفية مساعدة إيران للوصول إلى الهدف المخطط لها وهو زرع فتيل الانشقاق والحروب فى المنطقة بغرض الدين، والغريب من هذا هو الموقف الروسى الغير واضح بشأن هذا التقارب وموقفها ضد الحرب التى تقودها السعودية ومصر ضد الحوثييون والواضح من هذا أنه الآن يوجد تقارب ملحوظ بين هذه الدول روسياوأمريكاوإيران بشأن السيطرة على المنطقة مثلما حدث بالعراق وخوض أمريكا وحلفائها حربا شاملة على العراق وتم تعيين وتولى الشيعة أمور البلاد هناك فإنها سياسة المصالح العليا للبلاد بغض النظر عن موقف كلا منهما من الاخر والذى يؤكد ذلك هو ما نشر بأحد المجلات الأمريكية بشأن خريطة الشرق الأوسط التى توضح كيفية تقسيم خمس دول إلى أربع عشرة دولة، هذه التقسيمات اعادت إلى الإذهان شبح تقسيمات سايكس بيكو1960 وقد تكون ذهبت إلى أبعد من ذلك ولكن هناك فرق بين هذة التقسيمات القديمة بقيادة روسيا وفرنسا وإنجلترا وبين التقسيمات التى من المحتمل أن تحدث والفرق هو أن التقسيمات المعاصرة ستكون بأيدى العرب انفسهم لجر المنطقة لحروب مذهبية شيعية وسنية لا يعلم مداها إلا الله، ولذلك تفهمت الدولة المصرية ذلك والآن تسعى بكل قوتها لاخماد هذة الفتنة قبل أن تشتعل بحربها ضد الحوثييون فى اليمن وضد الإرهابيين فى ليبيا والسعى لحل الازمة السورية، الآن هناك جهد عظيم تقوم به مصر ضد ما يحاك بالدول العربية وهذا ما تتفهمه معظم دول الخليج الآن وسيشهد هذا العام تغييرا كبيرا بالمنطقة للتدخل، الذى يحدث من روسيا وامريكا وإيران بالمنطقة، وفى حالة عدم التوافق بين تلك الدول ستبدأ حالة التوتر بينهم والصراع للحصول على المكاسب من الدول العربية ولذلك يجب على الشعوب العربية أن تعلم جيدا ما يحاك بهم والعمل وبكل قوة على وحدة الصف والوقوف ضد هذة التقسيمات والتهديدات التى تؤدى بنا إلى غيابات الجب.