هيئة بحرية بريطانية: غرق سفينة بعد استهدافها بزورق مفخخ يوم 12 يونيو    قائمة بيراميدز في مواجهة بلدية المحلة    انتشال جثة شاب غرق بمياه نهر النيل بالعياط    الجيش الإسرائيلى: تمت المصادقة على خطط الهجوم على لبنان    أكثر من 28 ألف زائر للأهرامات و3700 للقلعة فى عيد الأضحى حتى اليوم    بطريرك السريان يزور الكردينال جان مارك رئيس أساقفة أبرشية مرسيليا    المبعوث الأمريكي إلى لبنان: وقف الحرب بغزة ينهي التصعيد بين لبنان وإسرائيل    نتنياهو: بلينكن أكد سعي أمريكا لإلغاء قيود تقديم السلاح لإسرائيل    مقتل وإصابة 23 شخصا وفقدان 20 جراء انهيارات أرضية في الإكوادور    سرب نحل يغزو ملعب ألمانيا ضد المجر قبل مباراة غد فى يورو 2024.. صور    دليلك الكامل ل بطاقة الخدمات المتكاملة 2024.. الاستعلام وشروط التسجيل والأوراق والمزايا    كولر: أرفض "التلقيح" حول علاقتي بموديست.. وترتيب المهاجمين مُتغير    أبرز تصريحات وزير المالية بشأن تخفيف الأعباء الضريبية| إنفوجراف    إنقاذ 61 حالة من الغرق وتسليم 87 طفلا تائها إلى ذويهم برأس البر    مساعد وزير الداخلية الأسبق: الجرائم تكتمل بمجني عليه «جاهل طماع» ومتهم «ذكي محتال»    البحيرة: وصول 103 آلاف شجرة بالمرحلة الثانية ل "المبادرة الرئاسية"    «المنشاوي» يشيد بالعمل المتواصل بجامعة أسيوط من أجل بيئة أفضل    أحلام تطمئن الجمهور على حالتها الصحية قبل حفلها في الكويت (فيديو)    تفاصيل أكبر حفل جماهيري لتامر حسني في عيد الأضحى 2024 (صور)    تناولها من النهارده، أطعمة تخلصك من وزنك بعد الفتة والرقاق    بيت الزكاة والصدقات يستعد لتوزيع 300 طن لحوم على المستحقين غدا    عاجل.. إيقاف قيد الزمالك رسميا    «ري كفر الشيخ»: متابعة مناسيب المياه بالترع والمصارف على مدار الساعة    دليلك الكامل للالتحاق ب مدارس التمريض 2024.. شروط التسجيل والأوراق المطلوبة والمزايا    دار الإفتاء عن حكم التعجل في رمي الجمرات خلال يومين: جائز شرعا    الصحة: ترشيح 8 آلاف و481 عضو مهن طبية للدراسات العليا بالجامعات    لسهرة مميزة في العيد، حلويات سريعة التحضير قدميها لأسرتك    مطران مطاي يهنئ رئيس مدينة سمالوط بعيد الأضحى    13 ذو الحجة.. جدول المصحف المرتل بإذاعة القرآن الكريم غدا    «دعم اجتماعي ومبادرات خيرية» كيف غيّرت قصة بائع غزل البنات من حياته؟    أخبار الأهلي : تصنيف "فيفا" الجديد ل منتخب مصر يفاجئ حسام حسن    عودة الاقتصاد المصرى إلى مسار أكثر استقرارا فى عدد اليوم السابع غدا    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج إنتاج وتكنولوجيا القطن بزراعة سابا باشا جامعة الإسكندرية    إسماعيل فرغلي يكشف عن تفاصيل إصابته بالسرطان    "تخاذل من التحكيم".. نبيل الحلفاوي يعلق على أزمة ركلة جزاء الزمالك أمام المصري    «البيئة» توضح تفاصيل العثور على حوت نافق بالساحل الشمالي    جدول مباريات ريال مدريد بالكامل فى الدورى الإسبانى 2024-2025    الجارديان: حل مجلس الحرب سيدفع نتنياهو لمواجهة الفشل وحده    «الصحة» تقدم نصائح لتجنب زيادة الوزن في عطلة عيد الأضحى    هل يؤاخذ الإنسان على الأفكار والهواجس السلبية التي تخطر بباله؟    مجدي يعقوب يشيد بمشروع التأمين الصحي الشامل ويوجه رسالة للرئيس السيسي    تفاصيل جديدة في واقعة وفاة الطيار المصري حسن عدس خلال رحلة للسعودية    تنسيق الأزهر 2025.. ما هي الكليات التي يتطلب الالتحاق بها عقد اختبارات قدرات؟    شد الحبل وكراسى موسيقية وبالونات.. مراكز شباب الأقصر تبهج الأطفال فى العيد.. صور    خبير سياحي: الدولة وفرت الخدمات بالمحميات الطبيعية استعدادا لاستقبال الزوار    الصحة: فحص 14 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى.. «اللهم إياك أرجو ولك أدعو»    البحيرة تنظم رحلات نيلية وكرنفالات وعروض فنية احتفالا بعيد الأضحى    دار الإفتاء: ترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    بعثة الحج: إعادة 142 حاجًا تائهًا وحالة مفقودة    الاتحاد الأوروبي والصين يعقدان الحوار ال39 بشأن حقوق الإنسان والعلاقات المشتركة    الحرس القديم سلاح البرتغال في يورو 2024    "سويلم" يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة للاطمئنان على حالة الري خلال عيد الأضحى    هل يجوز للزوجة المشاركة في ثمن الأضحية؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    عبد الله غلوش: «إفيهات» الزعيم عادل إمام لا تفقد جاذبيتها رغم مرور الزمن    مدرب بلجيكا: لم نقصر ضد سلوفاكيا ولو سجلنا لاختلف الحديث تماما    العثور على جثة شخص بجوار حوض صرف صحى فى قنا    مصرع شخص وإصابة 5 فى حادث تصادم بالدقهلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى حوار المفاجآت الجديدة.. أسرار اللحظات الأخيرة لنظام مبارك.. د. حمدى السيد: التقيت مبارك قبل 25 يناير ب3 أسابيع واشتكيت له من عز وصفوت الشريف وزكريا عزمى.. وقال لى: "غدا كل شىء سيتغير"


نقلا عن العدد اليومى..
خلال 30 عاماً، شغل الدكتور حمدى السيد، نقيب أطباء مصر الأسبق، أكثر من منصب، وجلس على أكثر من كرسى، فهو من ناحية قيادى بالحزب الوطنى المنحل، وهو أيضًا رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب، وهو نقيب الأطباء الأسبق المقرب من جماعة الإخوان، أبرز منافسى النظام فى هذا التوقيت، وبالتالى سمحت له مواقعه المتعددة بين الأطراف المتنافسة أن يرى التاريخ من زاوية مختلفة.
وكانت لحمدى السيد علاقات متعددة، سواء مع النظام الحاكم، بدءًا من الرئيس مبارك ورجال الحزب الوطنى وقيادات فى الدولة، وفى الوقت نفسه كان قريبًا من قيادات التيار الإسلامى، وعلى رأسهم أعضاء جماعة الإخوان، وتوسط بين الجماعة والنظام الحاكم فى أكثر من مناسبة، لذا فلدى نقيب الأطباء الأسبق العديد من الأسرار والمعلومات، يكشفها فى هذا الحوار:
فى البداية، كيف ترى مجمل الأوضاع فى مصر منذ ثورة 25 يناير حتى الآن؟
- ثورة 25 يناير بدأت بتعبير عن عدم رضا قطاعات من الشباب عن الأوضاع السابقة لها، وعندما تأكد للإخوان أن هؤلاء الشباب مصممون على أن يحدث تغيير، جهزوا أنفسهم لركوب الموجة، بحيث تصبح ثورة الإخوان المسلمين، وليس ثورة شباب مصر، والإخوان كعادتهم كانوا يحرصون على عدم الاصطدام بالدولة والأمن، فخافوا أن ينزلوا فى أول يوم، وعندما سألت عصام العريان، يوم الخميس 27 يناير قبل جمعة الغضب بيوم، وقلت له «أنتم فين؟»- أى الإخوان- فرد علىّ قائلًا: «نحن لا نريد أن نغضب الشرطة مننا، ولم نرد التنكيد عليهم بمناسبة عيدهم السنوى».
الثورة كان أحد أهم أسبابها تزوير انتخابات 2010، وسبق لك أن اشتكيت من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2010 ضدك لمبارك؟
- اتهمت كلًا من أحمد عز، وصفوت الشريف، وحبيب العادلى، وزكريا عزمى- رغم أنه كان صديقى جدًا- بالتزوير ضدى فى الانتخابات، وهؤلاء الأربعة هم من كانوا يجهزون كى يكون البرلمان به 99% من الحزب الوطنى، بحيث يكون من السهل ترشيح جمال مبارك فى الانتخابات الرئاسية، وحدث أن قدمت لنا الرئاسة بعد الانتخابات دعوة لحضور حفل منح الدكتور مجدى يعقوب قلادة النيل، وشاركت بصفتى نقيب الأطباء، وكذلك حضر رؤساء الجامعات وعمداء الكليات، وكان الحفل فى القصر الرئاسى بمصر الجديدة، وألقى «مبارك» خطبة جميلة، وكانت زوجته حاضرة أيضًا.
ودعانى الرئيس الأسبق لحفل شاى بعد الحفل، واقترب منى وقال لى «أنا شفت الكلام اللى إنت قولته، ولكن أنا مستغرب لأنى أعطيت تعليمات بعدم حدوث تزوير فى الانتخابات البرلمانية»، فقلت له: «يا أفندم يظهر إنهم سمعوا كلام حضرتك فى جميع اللجان، ولكن زوروا بشكل فاحش فى لجنتى رغم أننى لست من الإخوان ولا من الأعداء»، فقال لى: «صبرًا جميلًا، غدًا كل شىء سيتغير»، وكان هذا قبل 25 يناير بحوالى 3 أسابيع، ولا أعلم هل كان يتنبأ بشىء معين، أم لا، لكن من وجهة نظرى أنه كان قد بدأ يشعر فى ذلك التوقيت بردود الفعل السيئة التى حدثت فى أعقاب الانتخابات، وشعر بأنه عندما ترك كل شىء ساءت الأحوال، وأعتقد أنه إذا ظل فى منصبه شهرين أو ثلاثة لقام بتغيير كل الطاقم المحيط به.
كانت لك علاقات جيدة بقيادات الإخوان والحزب الوطنى، كيف كنت ترى تعاملهم مع الانتخابات؟
- فى كل موسم انتخابى كنت أرسل لقيادات الحزب الوطنى مذكرة أشرح لهم فيها طريقة الإخوان فى كسب المقاعد بمجلس الشعب، والاستفادة منها، ولم يهتم أحد بذلك، وكانوا يقولون لى «إحنا كويسين»، والحقيقة أنهم كانوا «كويسين» بالتزوير فقط.
الدكتور حمدى السيد، نقيب أطباء مصر الأسبق
عاصرت عهدى سيطرة كمال الشاذلى وأحمد عز على الحزب المنحل، ما الفارق فى طريقة تعاملهما فى الانتخابات؟
- الفرق كبير جدًا.. كمال الشاذلى كان يتصرف فى الحزب بمنطق العمدة ويعتمد على أصدقائه، دون ثقافة أو تفكير أو تنظيم حزبى، أما أحمد عز فكان يطبق النظام الإنجليزى فى العمل الحزبى بالحرف، وتمكن من استقطاب حوالى 500 شاب، وكان يمنحهم راتب تفرغ، وكان يجرى استطلاعات رأى فى الدوائر المختلفة لمعرفة المرشح الذى لديه فرصة فى النجاح، وحتى فى التزوير كان يستخدم طريقة علمية بعكس كمال الشاذلى الذى كان يزوّر بطريقة «بلدى».
وأذكر أنه فى أول سنة بعد تولى أحمد عز منصب أمين التنظيم بدلًا من كمال الشاذلى، قدم زكريا عزمى الحساب المالى للحزب، حيث تضمن فائضًا ماليًا وصل إلى 27 مليون جنيه، ويومها قال لى زكريا عزمى إن الفائض المالى فى السنوات الماضية كان صفرًا، بسبب أن كمال الشاذلى عين حوالى 50 عاطلًا من دائرته بالمنوفية مستشارين للحزب، وراتب الواحد فيهم 2000 جنيه شهريًا، ولم يكن أحد منهم يفعل شيئًا فى المقابل، فيما أنفق أحمد عز من جيبه ملايين على الحزب.
علاقتك بجماعة الإخوان سمحت لك بأن تقوم بالوساطة بينها وبين النظام؟
- عمر سليمان رحمه الله طلب منى أن أقوم بوساطة مع الإخوان عندما تولى منصب نائب رئيس الجمهورية خلال ال18 يومًا الأولى للثورة، حيث كان يجتمع مع ممثلى الأحزاب والقوى السياسية بهدف الوصول لحل سلمى، ووقتها اتصل بى حمدى خليفة، نقيب المحامين آنذاك، وقال لى إنه تواصل مع عمر سليمان، واتفق معه على أنه- أى خليفة- سيذهب معى للإخوان لإقناعهم بالمشاركة فى جلسات الحوار مع عمر سليمان، فقلت له: «أنا ماليش فى الكلام ده.. والإخوان حصلوا على فرصة عمرهم ولن يضيعوها»، ومع ذلك ذهبت معه لأننى «ماحبتش أكسفه»، وعندما وصلنا إلى مقر الإخوان بمنيل الروضة التقيت بعض الشخصيات الذين أعرفهم شكلًا، لكن لا أعرفهم بشكل شخصى، وقابلونا بغاية اللؤم، وتعمدوا مماطلتنا، ولم يعطونا جوابًا، وبعد اللقاء قلت لحمدى خليفة: «أنا قررت إنى ماليش دعوة بالموضوع ده تانى، وأنا بعتذر لك وبعتذر للراجل اللى باعتك».
فى التسعينيات ذهبت لمبارك شخصيًا لكى تتوسط للإخوان.. ما تفاصيل هذه الواقعة؟
- فى منتصف التسعينيات جاء لى عصام العريان، وقال لى: «نريد أن نلتقى مع أى قيادى بالحزب الوطنى، أو من قيادات الدولة، علشان نشوف إيه الحكاية، إحنا ملناش علاقة بالجماعات الإسلامية، وبينا وبينهم ما صنع الحداد.. وإحنا مستعدين نقعد معاهم ونشوف طلباتهم إيه وهنريحهم عالآخر»، فسألته: «عايزنى أكلم مين؟» فقال: «كمال الشاذلى أو زكريا عزمى أو يوسف والى أو حبيب العادلى»، وبالفعل تحدثت مع ال3 القيادات بالحزب الوطنى، لكنهم جميعًا رفضوا، فقررت أن أذهب إلى حبيب العادلى، والمعروف عنه أنه لم يكن يلتقى أحدًا، وكان متعاليًا، ويرى أنه فوق الجميع.. المهم أن الدكتور إسماعيل سلام كان وزيرًا للصحة وقتها فتحدث مع العادلى، وقال له الدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء، يريد أن يلتقى بك وبالفعل حدد موعدًا للقاء.
ماذا حدث فى اللقاء؟
- حبيب العادلى قال لى: «يا دكتور دول مفيش فرق بينهم وبين الجماعات الإسلامية.. هؤلاء جميعًا جماعة واحدة لكنهم يوزعون الأدوار فيما بينهم.. ناس تتكلم بالمدافع والقنابل والمتفجرات وناس تتظاهر بالسلمية»، خرجت من عنده وأنا أستشيط غضبًا، وتأكدت أنه هو الذى يحرض حسنى مبارك، فقررت أن أذهب لمبارك شخصيًا، وعرضت عليه الموضوع، واقترحت عليه أن يلتقى بعض الشخصيات المقربة من الإخوان مثل طارق البشرى، وسليم العوا، وأحمد كمال أبوالمجد، ويوسف القرضاوى، فقال لى: «ما تروح تقابلهم إنت»، فقلت له: «أنا بقابلهم على طول.. لكن همّا نفسهم يقابلوك»، فرد مبارك قائلًا: «سيبك منهم ومتشغلش بالك»، وخرجت من عنده وأنا محبط للغاية، وتوقفت اتصالاتى فى هذا الموضوع عند هذا الحد، لكن بعد الثورة اكتشفت أن كلام حبيب العادلى كان صحيحًا.
من الذى كنت تحب أن تتعامل معه من الإخوان، ثم وجدت أنه اختلف تمامًا بعد الثورة؟
- عصام العريان، كنت أحمل له مَعزّة خاصة، لأنه كان رجلًا ذكيًا ودبلوماسيًا، وتجمعه علاقات طيبة بكل القوى السياسية، وكنت دائمًا أقول له إنه سيتولى منصب وزير الخارجية فى أول حكومة إخوانية، لأنه كان يسافر كثيرًا، وكان مرارًا وتكرارًا يلتقى مسؤولى السفارة الأمريكية داخل النقابة، وأحيانًا كانت تتم هذه اللقاءات دون علمى، ويتم إبلاغى من جانب ضباط مباحث أمن الدولة بعد اللقاء، وكنت أحذر العريان وأقول له: «الجماعة الأمريكان دول مراقبين من أمن الدولة فى كل تحركاتهم، أوعى تكون فاكر إنك هتقابلهم ومحدش هيعرف.. خلى بالك إنت كده بتحفر قبرك بإيدك».
الدكتور حمدى السيد، نقيب أطباء مصر الأسبق مع محرر اليوم السابع
كيف كان يرد العريان؟
- هو كان ناعمًا جدًا، وكان يكتفى بردود من عينة «طيب»، و«حاضر»، و«مش هيحصل تانى»، لذلك أعتبر أننى لم أتعرف على عصام العريان إلا بعد 25 يناير، وقتها قلت لنفسى هذا ليس الشخص الذى كنت أعرفه.. اختلف، وكلامه تغير، والدبلوماسية التى كان يتسم بها اختفت.
ألم تتحدث معه بعد 25 يناير؟
- كلمنى مرة ورددت عليه ببرود، ويبدو أنه عندما وجد أننى غير مرحب بالحديث معه لم يتصل مرة أخرى، أما عبدالمنعم أبوالفتوح فكان يتحدث معى حتى وقت قريب، حيث طلب منى فى مرة دعمه فى دائرتى خلال الانتخابات الرئاسية، وفى مرة أخرى أرسل لى برنامج وأوراق حزب مصر القوية حتى أنضم للحزب، لكننى رفضت.
هل استشارك عبدالمنعم أبوالفتوح قبل الترشح للانتخابات الرئاسية؟
- لم يستشرنى، وعبدالمنعم لديه قدر من الغرور الشديد، وكان يعتبر نفسه «رقم واحد» فى الإخوان، ولديه اعتقاد بأنه عندما يترشح للرئاسة فالإخوان سيتركون الجماعة ويسيرون خلفه، لكنه نسى أن أساس عمل الإخوان السمع والطاعة، وكنت أشك فى الأمر، لكن محمد سليم العوا قال لى إن أبوالفتوح بالفعل ترك الجماعة مثله مثل ثروت الخرباوى، وإن الجماعة عندما تغضب على شخص تقطع العلاقة به تمامًا.
وماذا كان انطباعك عن اختيار الجماعة لمحمد مرسى لرئاسة الجمهورية؟
- «مرسى» شخص متواضع التفكير، وأذكر أننى اشتركت معه فى الترتيب لمظاهرة ضخمة جدًا فى استاد القاهرة، ضمت نحو مليون شخص للاحتجاج على تهديدات أمريكا بالاعتداء على العراق، وكنت أنا الوحيد من الحزب الوطنى الذى شارك فى الترتيب لهذه المظاهرة، وكنا نذهب للقاء المسؤولين فى جهاز أمن الدولة، ولاحظت أنه كان يعامل ضباط أمن الدولة باحترام شديد جدًا، وكان يحرص على ألا يغضبهم فى شىء، وكان الوحيد الذى وافق على كل طلبات أمن الدولة.
وهل انقطعت علاقتك بالإخوان بعد الثورة؟
- ذهبت إلى مقر مكتب الارشاد بالمقطم بعد الثورة لكى أقنع الإخوان بترشيح الدكتور أسامة رسلان لدورة جديدة بنقابة الأطباء، وكان سكرتير النقابة ومحسوبًا على الإخوان، لكن ليس لديه أى نشاط معهم، وبالفعل التقيت مهدى عاكف، المرشد العام السابق للإخوان، فقال لى: «طبعًا وأنا هحاول»، لكن قبل نهاية الجلسة فوجئت بمحمود عزت يدخل علينا، ورغم أننى أعرفه وكنت أزوره فى السجن باستمرار، و«كان بيبقى ناقص يبوس إيدى»، لكنى وجدته يتحدث بشكل سخيف للغاية، حيث قال: «لا يا دكتور كفاية عليه- أى أسامة- كده»، فقلت: «ليه يامحمود، ده راجل كان علاقته بالأقباط وبكل الناس كويسة»، فرد: «لا لا.. ده حتى عمره ما تسجن»، تخيل أنه اعتبر عدم تعرض الرجل للسجن نقيصة فى حقه، والغريب أننى ذهبت يومها لأننى كنت أظن أن لدى نفوذًا لدى الإخوان، لكن هذا لم يكن صحيحًا، فيكفى أننى علمت أن محمود عزت كان يسجل اللقاءات التى يجريها مهدى عاكف، وظل يستمع للجلسة، ثم قبل انصرافى نزل ليبلغنى أن طلبى مرفوض.
حبيب العادلى
الكثير يثار حول سيطرة الإخوان على نقابة الأطباء، خاصة لجنة الإغاثة، وانتفاعهم من ذلك خلال وجودك نقيبًا لها؟
- لجنة الإغاثة كانت موجودة فى النقابة منذ الحرب فى البوسنة والهرسك، حيث كانت تجمع أموالًا لمساعدة المسلمين هناك، وعندما سألتهم عن رقابة الجهاز المركزى للمحاسبات قالوا إنه لا توجد رقابة، فقمت على الفور بإرسال خطاب إلى الجهاز المركزى للمحاسبات، وطلبت منهم الرقابة على نشاط نقابة الأطباء فى مجال الإغاثة، باعتبار أنها أموال عامة، وطوال الفترة التى كنت موجودًا فيها على رأس نقابة الأطباء كان الجهاز المركزى يصدر تقريرًا سنويًا عن نشاط لجنة الإغاثة، ولم يُصرف مليم واحد بدون إيصال، ولم يتم بيع أى شىء بدون مناقصة، صحيح أن معظم من كان يطرح نفسه فى هذه المناقصات كان من الإخوان، لكن الباب كان مفتوحًا أمام الجميع.
هل كان هناك تلاعب لتستحوذ الإخوان على المناقصات؟
- كنا نتخذ كل الإجراءات المطلوبة للمناقصة بشكل سليم، والإخوان كانوا يتقدمون بأرخص الأسعار.
خيرت الشاطر تمكن من بناء إمبراطوريته الاقتصادية من خلال هذه المناقصات ومعارض السلع المعمرة بنقابة الأطباء.. أليس كذلك؟
- ليس المناقصات، لكن من خلال معارض السلع المعمرة التى أوقفتها فى النقابة العامة خلال آخر 5 سنوات توليت فيها منصب النقيب، بعد أن اكتشفت أن هناك ديونًا متراكمة على الأطباء تقدر بنحو 12 مليون جنيه، بسبب هذه المعارض، وبعضهم تعرض للمحاكمة، وصدرت ضدهم أحكام بالسجن.
ماذا عن الاتهامات التى كانت تثار من وقت لآخر بأن لجنة الإغاثة فى نقابة الأطباء كانت تستغل النقابة لتوريد أسلحة إلى فلسطين؟
- دائمًا كنت أتأكد بنفسى من خلو شحن الدواء التى كانت تذهب إلى فلسطين من خلال النقابة من أى أسلحة أو رصاص، وأى شىء من هذا القبيل، وكانت هذه الأدوية يتم شراؤها من مصانع الدواء التابعة للقطاع العام، وأتصور أن لجنة الإغاثة التابعة لنقابة الأطباء كانت تقوم بعمل جيد، وكنت حريصًا على أن يكون عملها بعيدًا عن الشبهات.
وماذا عن لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب؟
- عندما رشحنا عبدالمنعم أبوالفتوح لمنصب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، أنشأ لجنة إغاثة تابعة للاتحاد، وكانت تجمع أموالًا أكبر بكثير من التى كانت تجمعها لجنة الإغاثة التابعة للنقابة، ولم تكن تخضع لأى رقابة، فقط كان يكتفى بتقديم الميزانية لاتحاد الأطباء العرب، وعندما كنا نقول له: «طب فين هنا مصر، يا عبدالمنعم دى فلوس المصريين، إنت مافيش مليم بيجيلك من الكويت أو السعودية أو من أى دولة عربية، لماذا لا تجعل نشاط لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب خاضعًا لرقابة أجهزة الدولة المصرية؟»، كان يرد ويبرر الأمر بالإجراءات التى يتخذها الاتحاد، لكن عبدالمنعم أبوالفتوح إنسان صعب السيطرة عليه، وأرى أننى كنت سعيد الحظ لأننى توليت منصب النقيب بعد أن ترك هو النقابة، لأننى كنت من الممكن أن أصطدم معه 24 ساعة يوميًا.
صحيح أن لجان الإغاثة فى النقابة والاتحاد كان يتم استخدامها كغطاء لأنشطة التنظيم الدولى للإخوان؟
- بالنسبة لنقابة أطباء مصر لم يحدث، ولم تكن لدينا سلطة الإشراف على لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب، لأنها وفقا للائحة تتبع الاتحاد الذى يتشكل مجلس إدارته من ممثلى نقابات حوالى 14 دولة عربية، والتقارير لم تكشف عن تورطهم فى إرسال أسلحة إلى الخارج أو أى شىء من هذا القبيل، لكن كانت هناك أمور غريبة مثل توزيع الأضاحى، وهذا أمر كان يثير اندهاشى.. «أضحية إيه؟.. يعنى نصرف فلوس المصريين على إننا نجيب شوية بقر أو غنم ونذبحهم لكى نعطى اللاجئين لحومًا، أليس من الافضل أن نقدم لهم ما هو أكثر فائدة»، ولا أنكر أننى لم أكن راضيًا على لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب، وأعتقد أنه كان بها مجال للتجاوز.
عصام العريان محاكمة بديع والشاط
إذن، كيف سيطر الإخوان على الأنشطة التجارية بنقابة الأطباء؟
- عصام الحداد مستشار مرسى للشؤون الخارجية وأشقاؤه كانوا يتولون تنظيم المعارض بالنقابة، وحدث فى مرة أن حصلت على حكم بالسجن ضد عصام الحداد قبل ثورة يناير ب 4 سنوات، بسبب أنه باع جهاز أشعة لأحد الأطباء مخالفًا للمواصفات التى حددتها النقابة، لذلك اندهشت للغاية عندما تولى منصب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، رغم أن مجال عمله كان يقتصر على التجارة فقط.
هل التقيت الرئيس عبدالفتاح السيسى من قبل؟
- لم ألتق به، لكن أرسلت له خطابين، طلبت منه فى الخطاب الأول أن تجرى الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية، حتى لا يتمكن الإخوان من السيطرة على البرلمان، وإعاقة عمل رئيس الجمهورية، كما طلبت منه أن يشكل مجموعة من السياسيين تسمى ب«أصدقاء السيسى» وتنزل الشارع، وتشارك فى العمل السياسى حتى لا يعيقه أحد لكنه لم يفعل، وكذلك طلبت منه تأجيل الانتخابات لمدة عامين أو ثلاثة أعوام، حتى يتمكن من تقديم شىء للناس، دون أن تكون هناك سلطة أخرى تمثل عقبة أمامه.
ماذا عن الخطاب الثانى؟
- كان بخصوص التأمين الصحى الشامل، حيث طالبته بأن يكون على رأس قائمة أولوياته، خاصة أن الدستور ينص على هذا.
دعنى أسألك عن انطباعك عن بعض الشخصيات الذين عرفتهم خلال رحلتك فى العمل السياسى، أولًا يوسف والى؟
- لم أكن أحبه، وعاطف صدقى، رئيس وزراء مصر الأسبق، كان صديقى، ولم يكن يحبه أيضًا، وحكى لى بعض الأمور عنه، منها أن أصوله اليهودية تسيطر على أفكاره.
زكريا عزمى؟
- إنسان ناعم وظريف «زى الفل»، وله صداقات فى النوادى وفى الأوساط الاجتماعية، ويقال إن علاقاته لا تؤثر على قراراته الإدارية، وكان له دور فى تشجيع جمال مبارك على خوض مجال العمل السياسى، والأسرة الحاكمة كانت تحبه، وسوزان مبارك على وجه التحديد.
سوزان مبارك؟
- أحترمها جدًا، وأعتقد أنها فعلت الكثير من الخير لهذا البلد ولأطفاله وللمناطق المحرومة، وعلاقتنا كانت جيدة رغم أننى رفضت العمل معها، وليس لدىّ ما يدل على تدخلها فى العمل السياسى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.