الشعور باليُتم لا يقتصر فقط على يُتم الأب أو الأم، فمن الممكن أن يكون الطفل يتيماً رغم أن والديه على قيد الحياة، أطفال الشارع حرمتهم الظروف من حضن الأب والأم ليعيشوا حياة أقل من الأيتام، إلا أن بعض هؤلاء الأطفال تغلب على يُتمه وعاش قصة نجاح تميزه عن الآخرين، فمنهم من أصبح بطلاً رياضياً فى كرة القدم، ومنهم من دخل المدرسة وتميز فى الدراسة بعد أن تركها، ومنهم من اكتشفت مواهبه الفنية فأصبحوا أيتاما «قد الحياة». «اليوم السابع» تستعرض قصصا من حياة هؤلاء الأطفال الأيتام باختيارهم أو باختيار ظروف الحياة، بعد زيارة دار إقامة «أطفال قد الحياة» التابعة لجمعية رسالة. محمد.. من الأكل من «صناديق القمامة» إلى «البطولة الرياضية» محمد. ع. أ، يبلغ من العمر 12 عاماً ترك منزله منذ أكثر من 3 سنوات ليعيش فى الشارع بعد أن توفى والده وتركته والدته وتفككت الأسرة، ترك محمد مدرسته وتعرف على أصدقاء من الشارع فانجذب إليهم، وعاش حياته معهم يبحث عن «لقمة العيش» من الشحاذة وجمع الطعام من القمامة، إلى أن رآه أحد المارة وقرر أن يودعه إلى دار إقامة «أطفال قد الحياة». ويحكى صلاح الجمل، المدير التنفيذى للدار ل«اليوم السابع» قصة هذا الطفل، قائلاً: «الدار دمجت الطفل فى المدرسة مرة أخرى، وهو الآن بالصف الخامس الابتدائى وتغيرت حياته إلى الأفضل». ويضيف أنهم اكتشفوا مواهبه الرياضية، خاصة كرة القدم، حيث شارك فى اختبارات دورى بيبسى للمدارس، ويتم تدريبه وتأهيله تمهيداً لإلحاقه بأحد النوادى الرياضية الشهيرة. زياد من سايس سيارات.. لطفل متفوق فى المدرسة زياد، طفل فى الثامنة من عمره، كان حلمه كغيره من الأطفال أن يصبح مهندساً، ولكن قدره رسم له واقعاً آخر، فقد نشأ زياد فى أسرة تحت خط الفقر، والده «سايس سيارات»، وكان يأخذه معه حتى يساعده فى العمل ولم يدخله المدرسة. وفى إحدى الحملات الميدانية لفريق «أطفال قد الحياة» بمنطقة المعادى، التقى الفريق بزياد ووالده، ونجحوا فى إقناع والده الالتحاق بالمدرسة ويتعلم، ويحقق نجاحه. «زياد» الآن فى الصف الثالث الابتدائى وحصل على المركز الأول على مدرسته، ويقول: «كان نفسى أتعلم وأبقى مهندس قد الدنيا.. وهيفضل ده حلمى طول عمرى وهحققه». أحمد.. هرب من أسرته لدار الإقامة عشان يدخل المدرسة «أحمد. ش».. طفل مثل كثير من الأطفال الذين يمكنك أن تراهم فى محطات السكة الحديد أو تحت الكبارى، بيته الشارع، فبعد أن انفصل والديه، تزوج كل منهما وتركوه هو وإخوته ليعيش مع جدته، ولكن أحمد لم يتحمل سوء معاملة أخيه الأكبر وخرج إلى الشارع، وذهب إلى مركز الاستقبال النهارى للدار، وتعلم القراءة والكتابة، وهو الآن بالصف الأول الإعدادى. يقول أحمد: «دلوقتى.. حسيت أنى إنسان.. ودخولى المدرسة أول خطوة للنجاح لسه قدامى كتير عشان أحقق حلمى وابقى دكتور».