مفتى الجمهورية للسفير الهولندى: لا سبيل للسلام إلا بنشر ثقافة التسامح

أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن المسلمين فى أوروبا جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوروبى، وأنهم مواطنون لهم جميع الحقوق وعليهم كافة الواجبات.
وأبدى مفتى الجمهورية قلقه خلال لقائه السفير الهولندى بالقاهرة "خيرارد ستيخن" من تنامى موجات الإسلاموفوبيا والحركات العدائية ضد الإسلام والمسلمين فى الغرب، فى أعقاب المظاهرات التى تجتاح بعض دول أوروبا الغربية وترفع شعارات معادية للوجود الإسلامى هناك.
وشدد المفتى على أنه لا سبيل للسلام داخل المجتمعات الغربية وغيرها إلا بنشر ثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر، وعدم اصطناع الأزمات والأفعال الاستفزازية التى تشعل فتيل التوتر بين الناس، وهو ما ينعكس سلبًا على المسلمين أو على من ينتمون إلى أى دين آخر.
وأشار مفتى الجمهورية إلى ضرورة وضع استراتيجية ومشروع فكرى كبير لتوضيح صورة الإسلام فى الخارج يضع القائمون عليه الآليات والخطط من أجل التواصل مع الآخر وبيان صحيح الدين.
وطالب المفتى المجتمعات الغربية، أن يدركوا أن المسلمين الذين يقيمون بالغرب لا يسعون إلى الانفصال عن مجتمعهم، بل إن غاية المسلم الاندماج فى مجتمعه مع الحفاظ على هويته وحقوقه كمواطن دون التعرض له بقول أو فعل مسىء، وهو ما يستدعى ضرورة تفعيل القوانين التى تجرم نشر الكراهية والإساءة إلى الأديان.
وفى تعليق على محاولات ربط الإسلام بالإرهاب فى عدد من المجتمعات الغربية أوضح فضيلة المفتى، أن الإرهاب والتطرف لا يرتبطان بالإسلام أو بأية ديانة سماوية، مشيرًا إلى أن المسلمين هم الضحايا الأكثر لجرائم الإرهاب، مضيفًا أن التطرّف فعل ينبذه الإسلام وينهى عنه، وتستنكره الفطرة الإنسانية السليمة، ومبينًا أن الإسلام والأديان السماوية تعظم النفس الإنسانية؛ لذا فقد جاء فى القرآن الكريم أن من يقتل نفسًا واحدة فكأنما قتل الناس جميعًا.
ومن جانبه، أكد السفير الهولندى بالقاهرة تقدير بلاده لجهود مفتى الجمهورية فى بيان صحيح الدين، مشيرًا إلى متابعتهم عن كثب جهود الدكتور شوقى علام وما يكتبه فى كبرى الصحف العالمية لتوضيح الصورة المضيئة للدين الإسلامى التى شوهها المتطرفون، إضافة إلى الجهود التى يبذلها مرصد مقاومة التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية فى كشف الغطاء عن حقيقة أفكار وتوجهات المتطرفين.