أصدر مجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بيانا بشأن أحداث اليمن، قال فيه إنَّ جسد الأمة الإسلامية لم يَعُدْ يتحمل مزيدًا من الارتفاع فى درجة حرارته التى تتصاعد نتيجةَ تزايد حدة الاحتراب والاقتتال بين مُكوِّنات المجتمعات المسلمة، وقد تابَع المجلس ما جرى فى اليمن الشقيق، خلال السَّنوات القليلة الماضية، من أمورٍ تُدمِى القلوب وتُوجِع الأرواح، ولا تُرضِى الله ولا رسوله ولا عامَّة المسلمين، كما لا تُرضى كلَّ ذى ضميرٍ حى أو وجدانٍ على مستوى العالم كله. وتابع: فى بيانه، أنه زاد من فَداحة المأساة ومَرارتها وبَشاعتها إصرارُ فصيل على العبث بسِلم اليمن واستقرارِه، سعيًا وراء السُّلطة مما دفعه إلى رفض كلِّ المبادرات والمساعى السلميَّة، وتعطيل جميع الحلول السياسيَّة المقترَحة التى كان من ضِمنها المبادرة الخليجيَّة التى لاقت دعمًا كبيرًا على كافة المستويات الدولية. وأضاف البيان: لقد انقلبت هذه المجموعةُ على ما تبقَّى من ملامح الدولة، مُتوسِّلة الإكراهَ وإرغامَ الآخرين بقُوَّة السلاح لفرض هيمنتِها على مُقدَّرات البلاد والعباد، كان منها اجتياحُ العاصمة اليمنيَّة صنعاء، واحتجاز رئيسها الشرعى، ومن ثَمَّ الزحف إلى بَقِيَّة المناطق لنشر الخراب والدمار دون خوفٍ أو وَجَلٍ من سفكِ الدماء وتمزيقِ البلاد وزجِّها فى حرب أهليَّة قد لا تكونُ لها نهايةٌ. وذكر البيان، أنَّ منطق إحكامِ سيطرةِ فئةٍ من المجتمع على بقيَّةِ الفئات بقوَّةِ الحديد والنار هو منطق الظالمين، الذين لا يرعون إلا مصالحهم الشخصيَّة التى يُقدِّمونها على مصلحة الوطن، وإذ يؤكد مجلس حكماء المسلمين دعمَه المطلق لأى جهود من شأنها وضع حدٍّ للدماء النازفة والخَراب الشامل والشر المستطير فى أى بلدٍ عربى مسلم، فإنَّه يرى أهميَّة دعم وحماية الشرعية باليمن ؛ حِفاظًا على السِّلم والاستقرار، ويدعو جميعَ الأطياف الممثِّلة للشعب اليمنى إلى الابتعاد عن الاصطفاف المذهبى أو الطائفي، ويُحذِّرها من الانجِرار خلف مخططات سياسية لا تُحمَد عقباها، كما يدعو اليمنيين إلى الاحتكام إلى العقل والنأى بأنفسهم عن كلِّ ما يُؤجِّجُ الصراع ويُشعل نار حرب أهلية. وطالب مجلس حكماء المسلمين بالعمل على وأد كلِّ النزعات الطائفية التى تُهدِّدُ استقرارَ ووحدةَ شعبِ اليمن؛ حتى نُجنِّبَه الدخولَ فى حربٍ طائفيَّةٍ يُراق فيها مزيدٌ من دماء المسلمين. وأضاف أنَّ مجلس الحكماء يتجرَّد من كلِّ العوامل الذاتيَّة عند إصدار قراراته وإبداء رأيه، ولا يرمى أبدًا أن يكون طرفًا فى صراع سياسى أو دينى أو مذهبى، ولا يهدف إلى مُؤازرة طرفٍ على حساب طرف آخَر، أو نُصرة طائفةٍ أو مذهب بعينه، وإنما يُؤكِّد على ضرورة أن تُؤدِّى الجهود المبذولة فى مكافحة التطرف إلى ردعِ الفئات المستقوية بالسلاح على الدولة وكذلك المستضعَفين، ممَّا يُساهم فى إرساء الاستقرار والأمن والوصول إلى توافق بين كافَّة اليمنيين ليُقرِّروا بأنفسهم كيفيَّة إدارة شؤون بلدهم دون إقصاءٍ لأحدٍ، ومن دون أى تدخُّلٍ يأتى من خارج الحدود. وناشد أعضاء المجلس جميع الغيورين على مصير ومستقبل العرب والمسلمين الوقوف صفاً واحدًا، والعمل كتفًا بكتف من أجل نزع فتيل الأحقاد، وتعطيل الفتن وإخماد الحرائق المشتعِلة، وتكاتُف الجهود لحماية استقلال وعُروبة اليمن.