وكيل الأزهر: قيام قوة عربية مشتركة ليس إعلانا لعودة الخلافة

أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، أن إنشاء سوق وقوة عربية مشتركة ليس معناه العودة للخلافة، كما تزعم بعض التنظيمات التى تحسب نفسها على الإسلام، مضيفا: "إننا بحاجة إلى تصحيح مفاهيم مغلوطة دفع بها من ينسبون أنفسهم إلى الإسلام من قبل الحاقدين على الإسلام والمرتزقة الذين يحاولون النيل من الإسلام وبلاده، من خلال أفعال إجرامية لا نعرفها فى الإسلام".
وأوضح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف خلال ندوة دور الطلاب الوافدين إلى الأزهر فى نشر صحيح الإسلام فى بلادهم بكلية العلوم الإسلامية، أن مثل هذه الجماعات تعمل لحساب قوى غربية وقوى إسلامية لا تحمل ودا لمنطقتنا، بل تريد التحكم فى مقدرات المسلمين عن طريق أذرع لها كما يحدث فى اليمن وقوى أخرى، مثل داعش تعمل لحساب الاستعمار للحد من انتشار الإسلام، وليس لنشر الإسلام ويتردد على ألسنتهم بعض الأقاويل المحرفة ليستغلوا الشباب لتكسير صفوفهم مثل الجهاد والدولة الإسلامية هى فى تراثنا ونؤمن بها، ولكن ليس بمفاهيمهم مثل الخلافة لإبطال كل نظم الحكم الحالية.
وأضاف الدكتور عباس شومان أنه لا يوجد فى ديننا إلزام أن تكون الخلافة على شكل خلفاء الرسول، موضحا أن ذلك نموذج ناجح أصلح العالم بأسره، لكن له ظرفه وزمنه، ونرفض أن يشوهه، ونرفض أن يكون النموذج الأوحد الذى يبطل ما دونه برغم نجاحه، وفى المقابل هناك نماذج تصح وتقبلها شريعتنا ولا يوجد ما يبطلها حتى يخرج هؤلاء المجرمين ويسفهونه.
وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، إن طرق اختيار الخليفة متعددة فى الإسلام حيث جاء الخلفاء أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، رضوان الله عليهم، كل بطريقة مختلفة، والآن يقبل تعدد الحكام مع تطور العصور مع وضع الحواجز وتعدد الدول قياسا على تعدد الاختيار.
وأضاف الدكتور عباس، أن الوافدين ثروة كبيرة يعملون جانبا إلى جانب علماء الأزهر فى نقل منهج الأزهر إلى العالم ويعلمون اللغة العربية وعلوم القرآن، حيث إن وجودهم بالأزهر فترة ذهبية.
وأشار الدكتور عباس شومان، إلى أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يهتم ويتابع أحوال الوافدين من كل دول العالم.
وقال شومان إنه من العام المقبل سيتم نقل كل المعاهد والمبتعثين إلى القاهرة فى مكان واحد مع تبعيتهم مباشرة للإمام الأكبر، واستيعاب جميع الطلاب والطالبات فى المدن الجامعية ونقل معهد البعوث بالإسكندرية إلى القاهرة، حيث تفتتح مدينة البعوث العام القادم لتكون مفخرة للعالم، مشيرا إلى أن الإمام الأكبر أحمد الطيب يترأس بنفسه برلمانا.
وشدد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف على أن الوافدين فى قلوب شيخ الأزهر وقلوب المصريين جميعا، مضيفا أنه كان فى زيارة لتايلاند وسمع كثيرا من الإطراء على كل خريجى الأزهر، حيث إن الدولة التى ليست مسلمة بها 3 آلاف من خريجى الأزهر فيهم الأبن والأب والجد، فى مشهد مبكى ومؤثر.
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بالأزهر، إن الطلاب الوافدين إلى مصر هم سفراء الإسلام يخرجون من صحن الأزهر ليعلموا الدنيا السماحة والوسطية، ويملؤون الدنيا نورا وسماحة وينقلون إلى العالم الصورة المضيئة للأزهر الشريف.
وأكد الدكتور محمد راضى الوزير الماليزى المفوض لشئون التعليم، أن الماليزيين يفتخرون بدراستهم فى الأزهر، حيث نسير خلف الإمام الأكبر فى قضايا المسلمين وفى مواقفه، مضيفا أن المحاضرات التى يقيمها الأزهر تقوم بتوعية الطلاب الوافدين من الشيوخ مباشرة وليس من خلال الإنترنت.
وأضاف الوزير الماليزى، أن الطلاب الوافدين إلى مصر نالهم حظ وفير عن غيرهم الذين بقوا فى بلادهم، مضيفا أن الطلاب الماليزيين منحوا فرصا كبيرة فى التعلم فى الأزهر على يد كبار العلماء، لتنوير شعب ماليزيا، حيث تقدمت ماليزيا بفضل الأزهر، مشيرا إلى أن كل دول العالم استفادت من الأزهر.
فيما أكد اللواء أسامة ياسين نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، أن الأزهر يعمل على أن يكون للطلاب الوافدين دور كبير فى نشر الإسلام فى بلدهم ورد الجميل لمصر التى تخرجوا منها، مضيفا أن الأزهر ينتظر من أبنائه الوافدين دعم الإسلام الوسطى.
وكانت الندوة استهلت فعالياتها بتلاوة قرآنية للطالب محمد نور أحد الطلاب الوافدين، كما ألقى أحد الطلاب الوافدين قصيدة يمتدح دور الأزهر فى مواجهة الإرهاب.