على عبد الله صالح يرد "جميل" الخليج بتهديد مصالحه.. المخلوع قرر استخدام ورقة "الحوثيين" للعبث بأمن اليمن واستعادة سلطته.. والمبادرة الخليجية أنقذته عقب الثورة من "الملاحقات القانونية" لكنه انقلب عليها

تتوجه أنظار العالم إلى ما يجرى داخل اليمن الآن بعد تمادى تعنت الحوثيين ومحاولتهم تحت نشوة الانتصار على قوات الرئيس "عبد ربه منصور هادى"، السيطرة على مدينة عدن ومن ثم مضيق باب المندب، بدعم خارجى ممثل فى إيران، وداخلى ممثل فى عناصر من الجيش موالية للرئيس السابق على عبد الله صالح، الذى لعب دورا كبيرا فى تنامى قوة الحوثيين ومهد لهم الطريق للعبث بأحوال اليمن الأمنية فى لفتة انتقامية ومحاولة لاسترداد سلطته فى البلد الذى خضع لحكمه لأكثر من 33 عاما.
نشأة على عبد الله صالح
ولد "على عبد الله صالح" فى 21 مارس عام 1942 لأسرة من قبيلة مهمشة فى الشمال اليمنى تسمى "سنحان"، لكن ذلك لم يمنع أن يلتمس الصبى "وساطة" قبلية وضعته داخل الجيش الأمامى ثم انتقل إلى الجيش النظامى رغم صغر سنه بفضل الشفاعات القبلية ليتدرج فى المناصب ويبدى ميلا اتجاه الثورة اليمنية التى اندلعت فى العام 1962 ضد المملكة المتوكلية اليمنية، التى انتهت فى العام 1970 بفوز الجمهورية اليمنية وانقضاء نظام الإمام فى اليمن.
تنقله بين المناصب العسكرية حتى وصوله لحكم البلاد
تنقل بين المناصب العسكرية وعلا نجمه ليصبح قائد لواء تعز بحلول العام 1975 فى ظل ظروف سياسية غير مستقرة اغتيل خلالها رئيسين، ليقدم العام 1978 وعبد الله صالح رئيسا لجمهورية اليمن وقائدا أعلى للقوات المسلحة بعد أن استطاع إقناع القبائل بأحقيته بالحكم.
بدأ حياته السياسية بالإعدامات والاغتيالات ليرسخ سلطته
بدأ "صالح" حكمه بسلسلة من الاستبعادات والإعدامات والاغتيالات ليرسخ من سلطته، ليتطلع بعد ذلك إلى فرض سيطرته على الجنوب اليمنى الذى كان يعرف آنذاك باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والتى أفل نجمها بانهيار الاتحاد السوفيتى، لتعلن الوحدة بين الشمال والجنوب فى مايو 1990، ليلى ذلك قرارت تعسفية من حكومة "صالح" المستشرى فيها الفساد حسب تقارير المنظمات الدولية أدت إلى محاولة انفصال الجنوب، كان مصيرها الفشل، لينقل "صالح" ملكيات الأراضى والوظائف فى الجنوب إلى أبناء الشمال اليمنى.
اليمن لم يشهد أى تقدم ملحوظ خلال فترة حكمه
لم يشهد اليمن أى تقدم ملحوظ طوال سنوات حكم "صالح، فقد ظل قطاعا كبيرا من الشعب يرزخ بالمعاناة أسفل خط الفقر، واستمرت الأمية متفشية فى العديد من الربوع، وانتشرت الوساطة والفساد والسيطرة على الثروة من قبل المقربين من الرئيس اليمنى.
دخول اليمن فى ركاب ثورات "الربيع العربى" وصالح يقمعها بالقوة
انضمت اليمن إلى ركاب الدول التى ثارت شعوبها على حكامها فى عام 2011 والتى عرفت بثورات "الربيع العربى"، ليواجهها "صالح" بحزم وقوة، لكنه لم يستطع الصمود بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فى يونيو 2011 بتفجير مسجد قصر الرئاسة، لينتقل إلى السعودية ليتلقى العلاج الطبى بعد تشوه جسده بآثار الحروق.
مبادرة مجلس التعاون الخليجى لإنقاذه
قدم مجلس التعاون الخليجى مبادرة فى العام 2012 ضمنت انتقال السلطة من "صالح" إلى نائبه "عبد ربه منصور هادى" بعد تحصين الأول من الملاحقات القانونية، وهو الأمر الذى اعتبره الكثيرون من شباب الثورة اليمنية غير دستورى أو قانونى.
بفضل مبادرة الخليج تمكن "صالح" من المكوث داخل اليمن بصفته رئيسا لحزب المؤتمر الشعبى العام، لكن ذلك لم يمنعه من التعاون مع الحوثيين الذين تصدروا الأحداث بعد الثورة اليمنية مرة أخرى، ومساعدتهم بشكل سرى عن طريق العناصر الموالية له داخل الجيش.
استخدم الحوثيين كوسيلة للضغط على الحكومة اليمنية الجديدة
صالح استخدم الحوثيين كوسيلة للضغط على الحكومة اليمنية وإحداث بلبلة داخل البلاد، لكنه قد يكون غافلا عن الدور الإيرانى الذى يرغب فى السيطرة الإقليمية على مضيق باب المندب، ليحظى بورقة إضافية فى سجال مفاوضاته مع القوى الغربية بشأن ملف طهران النووى.
تآمره على الخليج بعد تحصينه من الملاحقات القانونية
الخليج اليوم يحصد ما قدمه من مساعدة ل"صالح"، فتحصينه من الملاحقة القانونية أعطاه حرية المساحة للتحرك والتآمر داخل اليمن والانقلاب على المبادرة الخليجية، بشكل أضر بمصالح دول التعاون الخليجى ومصالح موطنه اليمن.