تحول الإرهاب إلى كيان يغير صانعوه أهدافه وأماكن تواجده حسب المناسبة التى يريدون تعكيرها، ليصبح «إرهاباً موسمياً»، ولعل كثرة الضربات والعمليات التى انتشرت مؤخرا لضرب المؤتمر الاقتصادى بل زعزة الاقتصاد المصرى والانتقام المزعوم من رجال الشرطة، هو أفضل توصيف لحربهم التى تسير بصورة وشكل يومى لاستنزاف رجال الشرطة وشركات الاتصالات ومحيط الفنادق الكبرى والكمائن وغيرها، لكى ينفذوا مخططاتهم لإلحاق الضرر الأكبر بالمجتمع المصرى، وهو الأمر الذى فشلوا فيه تماماً حتى الآن، رغم كل ما يقدمون عليه. وما بين حين وآخر ينوع أعضاء وأنصار تلك الجماعات الإرهابية والخارجة عن القانون من عملياتهم الإرهابية ومحاولاتهم البائسة التى لا تنفك تقع فى بئر الفشل لقوة تكاتف الشعب المصرى مع رجال الشرطة والشارع بأكمله ضد تلك المحاولات الفاشلة، وها هم يغيرون من مناهجهم الإرهابية تارة بزرع العبوات أمام أقسام الشرطة أو الكمائن الثابتة أو الكمائن المتحركة أمام الجامعات والفنادق والأقسام المختلفة، ليبتعدوا خلال الفترة الماضية بصورة كبيرة عن تلك المناطق تماماً، إلا قليلا. والوجهة الجديدة التى ولى أعضاء الجماعات الإرهابية قنابلهم صوبها، هى الاقتصاد ومحاولات تدميره وإلحاق الضرر الأكبر به، فانصرفوا لزرع العبوات بشكل مكثف أمام الفنادق الكبرى وكذلك فروع شركات الموبايل الكبرى ال3«اتصالات - فودافون - موبينيل» فى عدة مناطق متفرقة بالقاهرة والجيزة، كلما تسنى لهم ذلك وهدأت الأوضاع أمام تلك الفروع. فبالعودة ل6 أشهر الماضية بالبلاد نجد أن عناصر تلك الجماعات الإرهابية كان مخططهم يتمثل فى الهجمات على الكمائن وأقسام الشرطة بعبوات ناسفة منها التى تنفجر وتسفر عن سقوط متوفين ومصابين، ومنها التى يتم التعامل معها قبل تفجيرها وإحباط الكارثة، حيث إنهم زرعوا أكثر من 45 عبوة ناسفة وهيكلية بدائية الصنع بمحيط أقسام الشرطة المختلفة بالقاهرة والجيزة، وهى: «الوراق والمطرية وكرداسة والوراق وأوسيم والبدرشين والطالبية والحوامدية والأزبكية وثان أكتوبر والمعادى والنزهة وأول وثانى مدينة نصر وأول أكتوبر» وغيرها من أقسام القاهرة الكبرى. وكذلك هاجموا أكثر من 25 كمينا أمنيا بعبوات وعمليات إرهابية منظمة ومخططة جيداً مسبقاً، وتسببوا فى استشهاد عدد من رجال الشرطة وإصابة الآخرين، وتبين لهم فعلياً أن الشرطة استفادت من تلك الهجمات والعمليات ونجحت فى تدعيم تلك الكمائن بعمليات رصد وتفتيش محكم، مما جعلهم يغيرون وجهتهم لما غير ذلك. المنحدر الثانى الذى توجهت العناصر الإرهابية نحوه هو زرع العبوات الناسفة أمام الفنادق الكبرى بالجيزة والقاهرة والتى يعتبر هدفها الأول زعزعة الأمن الداخلى للبلاد، وإظهار قوتهم وقدرتهم على تأجيج الحالة الأمنية أمام الأجانب والضيوف القادمين للبلاد، وهو الأمر الذى باءت محاولاته بالفشل، حيث إنهم نفذوا أكثر من 15 عملية زرع عبوات ناسفة أمام فنادق بالهرم والمريوطية والجيزة. والتحول الأخطر فى تلك العمليات الإرهابية المنظمة والتى كانت تهدف لاستنزاف الأمن الداخلى وتدمير الحالة النفسية للمواطنين، كان بالهجمات المكثفة على محولات الكهرباء فى مختلف مناطق القاهرة والجيزة، وشملت زرع أكثر من 30 عبوة بالقرب من محطة كهرباء جنوبالقاهرة ومحطة كهرباء حلوان وأبو غالب بالجيزة والبدرشين والصف وأبو النمرس والعياط والواحات للتأثير بقوة على الحياة اليومية للمواطنين. أما النشاط الجديد الذى ظهر على الساحة للعناصر الإرهابية فكان توجيه الضرر لشركات الاتصالات المصرية ال3«اتصالات - فودافون - موبينيل»، حيث إنه تم زرع 14 عبوة ناسفة أمام فروع شركات الاتصالات بالقاهرة والجيزة، منها 10 انفجرت وتسببت فى تلفيات وأضرار بالفروع و4 أخرى تم إبطال مفعولها قبل الانفجار. وشملت تلك العمليات انفجار عبوتين بدائيتى الصنع خلف قسم شرطة أوسيم تم زرعهما أسفل سيارات متروكة وانفجرت دون وقوع أى إصابات، كما انفجرت 5 عبوات ناسفة أسفل شركات اتصالات ومطعم وقسم شرطة الوراق، كما انفجرت 3 عبوات ناسفة أمام فروع شركة «فودافون» بشارع جامعة الدول، وفرع شركة اتصالات بشارع عرابى وشارع السودان بمنطقة المهندسين، ما أدى إلى تحطيم واجهة المحلين ووقوع انفجار آخر بإحدى شركات الاتصالات، ومقتل شخص وإصابة 2 آخرين، وأخرى بالقاهرة أمام فرع فودافون بشارع مصر والسودان ولم تسفر عن مصابين، ووقع انفجار عبوة أمام فرع شركة موبينيل بالمنيل، كما تم إبطال مفعول عبوة أمام فرع اتصالات بالمقطم، وعبوة بجوار فرع موبينيل بشبرا وعبوتين بجوار فرع موبينيل بحلوان.