عرضت بالأمس مسرحية "حرير" ضمن فعاليات المهرجان الدولى للمسرح النسائى "مرا" بتونس على مسرح دار الثقافة "ابن رشيق" للفنانة الدكتورة ليلى محمد التى قامت بتأليف المسرحية وببطولتها، ومن إخراج فلاح إبراهيم . تناولت المسرحية المراحل الزمنية التى عاصرتها المرأة العراقية فى ثمانية شخصيات جسدتها الفنانة ليلى محمد، منها الطفلة الثائرة والمرأة المنهكة من أعباء الحياة تارة أخرى متنقلة فى حقب زمنية دون الارتكاز على عنصر الزمن فى انتماءات فئوية وطبقية واجتماعية وثقافية مختلفة . الفنانة ليلى محمد فى أحد مشاهد مسرحية حريرة تحمل المسرحية على مستوى المضمون عمقا أسطوريا وتأريخيا وبعدا إنسانيا لا يلتزم بعنصر الزمن لتحكى معاناة وهموم وانفعالات المرأة العراقية فى حقب زمنية مختلفة تتجسد فى ثمانية شخصيات هى الطفلة المبتورة الذراعين والتى تحمل أمنياتها لأداء رفعة العلم العراقى بما تلاقيه من إرهاصات نفسية وانفعالية بلغة الجسد، فالعمل خطاب يثور فى فضاء السلطة الذكورية والموروث الاجتماعى ليفرض حضوره بقوة لمواجهة الواقع بما تنطوى عليه القضية من هموم يومية وانتهاك للذات الإنسانية فى عالم اليوم، حرير.. نساء هُنَّ بقايا حريق مستعر واشتباك عنيف مع الزمن وصراع بين البقاء والفناء لإنسان خلفته الحروب والنزاعات فى واقع اللا أمل، هو انفجار على الموجع فى الحياة النسوية العراقية. فالعمل يتصدى لكشف ما تخفيه الجدران من وجع تتعرض المرأة له يوميا فى دائرة العنف والأعراف والتقاليد، إنه عمل يتصدى لعدة صور من قضايا سلبت المرأة الكثير من إنسانيتها وحقوقها وجعلتها كائنًا مضطهدًا وضحية للقهر والضيم والإقصاء والمعالجة البصرية للمسرحية تتركز على "خيال الظل" ومن خلال حركة الجسد وعكسها بالضوء يتم شرح وإيصال الفكرة، وهو وسيلة تكنيكية معاصرة تهدف إلى تحقيق إثراء تعبيرى للعرض والأداء التمثيلى. الفنانة ليلى محمد جسدت 8 شخصيات العمل يعكس دور المرأة وصلابتها أمام التحديات ودفاعها عن أمور كثيرة فهو يظهرها بأدوار مختلفة، امرأة حكيمة ومثقفة ومضحية وتنبذ العنف الطائفى ومنتجة وفنانة وطفلة حالمة والفنانة ليلى محمد كفنانة وكمؤلفة تخصصت فى تقديم قضايا المرأة وحقوق الإنسان نجحت فى إيصال فكرتها ببساطة، ولكن يعاب عليها أحيانا الأداء المبالغ فيه فى بعض الشخصيات. الفنانة ليلى محمد عبرت عن معاناة المرأة العراقية المعالجة الإخراجية جاءت متواضعة لا يوجد بها ما يدعو للدهشة وكان اجتهاد الممثلة هو الملفت للنظر باستثناء بعض الانفعالات المبالغ فيها أحيانا كعادة المسرح العراقى الذى يغلب عليه الصوت الحنجورى أكثر من الاعتماد على التمثيل الداخلى للممثل، فالمسرحية من وجهة نظرى ليست مونودراما وإنما هى عرض يقدم وفق نظرية الحكواتى. جانب من العرض المسرحى حريرة فى النهاية المسرحية تصور معاناة الشعب العراقى من خلال معاناة المرأة العراقية، والتعبير عن محطات أساسية فى الفترة التاريخية التى مر بها الإنسان العراقى فى العقود الأخيرة، ومن خلال الحكايات فى المسرحية قدمت نماذج اجتماعية وسياسية من حياة نساء عراقيات عشن الحرب والسلم والقهر والفرح العراقى، ولكن الجانب السلبى فى العمل جاء فى عدم تجاوز الأطر التقليدية للمونودراما المسرحية (والمونودراما هى العمل الذى يعتمد على ممثل واحد بصورة رئيسية) كما عرفها المشاهد العربى، حيث إن المعالجة البصرية "خيال الظل" وهى العنصر الأبرز فى محاولة التجديد، التى اعتمدت أساسا على السينوغرافيا (والتى تعنى أساسا تصميم وتنفيذ العناصر المشهدية للمسرح والسينما والتليفزيون) ظل ملحقا بالعمل الذى هيمن عليه الإيقاع البطىء عبر مقاطع حوارية طويلة كانت هى صلب العمل وجوهره. مسرحية حرير تمثل واقع المرأة العراقية موضوعات متعلقة.. اليوم.. عرض المسرحية العراقية "الصامتات" بمهرجان مرا بتونس اليوم.. عرض المسرحية الأردنية "غزل البنات" بمهرجان "مرا" بتونس اليوم.. عرض مسرحية "حرير" العراقية بدار الثقافة "ابن رشيق"