"حال الكلية التكنولوجية بقويسنا بالمنطقة الصناعية بمحافظة المنوفية، لا يسر عدو ولا حبيب، فهى مجرد اسم على غير مسمى"، حيث كشفت زيارة "اليوم السابع" لها عن عدم وجود علاقة لها بالتعليم الحقيقى ولا علاقة لها بالتكنولوجيا. حال مستوى التعليم بالكلية هو دلالة على مستوى التعليم الفنى بكل ربوع الجمهورية، من مبانٍ متهالكة، وطلاب يلجأون إلى الدروس الخصوصية حتى يتمكنوا من النجاح، وورش ومعامل منتهية الصلاحية ولا تواكب متطلبات سوق العصر، ومدرسون يصرخون من بؤس حالهم ومرتباتهم الهزيلة والتى لا تكفى احتياجات أبنائهم، وغيرها من كوارث. التدهور بالكلية التكنولوجية بقويسنا أجمع طلاب المعهد على قول واحد، وهو أن "اللى بيكيش بينجح، ومفيش تعليم فنى فى مصر، ومفيش كتب وعلشان كدة بنروح للكورسات ب100 جنيه فى المادة"، إلى الكورسات "الدروس الخصوصية" خشية أن يتم رسوبهم نتيجة لعدم وجود كتب دراسية والاعتماد فقط على الملخصات التى يعدها المدرسون بعد دفع 100 جنيه للمادة الواحدة، مؤكدين من لا يأخذ كورسات يتم عقابه بدرجات أعمال السنة مطالبين المسئولين بوزارة التعليم العالى بضرورة إلغاء درجات أعمال السنة حتى لا يتم استغلالها لعقابهم وتضييع مستقبلهم وفق ما وصفوه. أعمال تكسير وعلى أبواب حديدية بالكلية التكنولوجية أما عن حال الورش والمعامل، بالتوجه إلى أحد معامل الفيزياء بالكلية، فلا يوجد سوى جهازين كمبيوتر يكسوهم التراب نظرا لعدم عملهم منذ فترة طويلة وأكدت إحدى أعضاء هيئة التدريس والمسئولة عن المعمل عن تقسيم الطلاب إلى مجموعات، لكى يتمكنوا إلى الدخول إلى المعمل ورؤية التجارب لمواجهة النقص الشديد فى التجهيزات والمعامل وتبين أن آخر معمل تم شراؤه للمعهد منذ عام 2005. وقال عادل الخولى مدرس أول عملى بالمعهد الصناعى إن المعدات قديمة للغاية ومنذ عام 1985 ولا تواكب متطلبات العصر كاشفا أنه يحضر معداته الخاصة لتعليم الطلاب عليها. إحدى ورش التعليم بالكلية التكنولوجية بقويسنا وبلقاء المدرسين تبين أنهم يعانون من أزمات عديدة أهمها عدم وجود كادر مالية لهم ويتقاضون مرتبات ضئيلة لا تكفى احتياجات أسرهم وقال أحد المدرسين "أعطونا حقوقنا وبعدين حاسبونا". وفجر العاملين بالمعهد مفاجأة وأكدوا أن مياة الشرب بالمنطقة غير صالحة للاستخدام الآدمى وتؤدى إلى الإصابة بمرض السرطان نظرا لتواجد المعهد بالمنطقة الصناعية، كما طالبوا محافظ المنوفية بضرورة توفير خطوط للنقل تصل إلى المنطقة الصناعية والتى تقع بمكان نائى بمدينة قويسنا ولا تصلها أى وسيلة مواصلات مما يعرض الطالبات والمدرسات للخطر. ملصقات على جدران كلية قويسنا للتعليم الفنى من جانبه أكد الدكتور أحمد طلبة مدير وحدة مشروعات التعليم العالى والمسئول عن تطوير الكليات التكنولوجية أثناء جولته على الكلية التكنولوجية بقويسنا والتى تضم معهدين فنيين صناعى وتجارى وبرفقته سيد عطا رئيس قطاع التعليم، على اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تلك الكوارث وأهمها تشكيل لجنة متابعة للمعاهد والكليات التكنولوجية من أساتذة الجامعات فى التخصصات المعنية، إلغاء مجموعات التقوية حيث أنها باب خلفى للدروس الخصوصية، وجود مشرفين خارجيين على الامتحانات العملية، تتولى وحدة المشروعات التأليف والطباعة والتوزيع للكتب على مختلف المعاهد، يعاقب كل من يعطى دروس خصوصية وإحالته للتحقيق ويعرض للفصل، تشكيل لجنة من أساتذة الجامعات والمراجعين لتحديد الاحتياجات الفعلية من ورش ومعامل، حل فورى لمشكلة الموارد البشرية، التدريب الفعلى وليس الوهمى للأساتذة. ورش التعليم الفنى بالكلية التكنولوجية بقويسنا تعكس مدى الإهمال وأكد الدكتور السيد أحمد عبد الخالق، وزير التعليم العالى، عدم رضاه عن وضع الكليات التكنولوجية، ومستوى الخريجين واصفا إياه بغير المرضى، مؤكداً أهمية النهوض بكل أركان العملية التعليمية فى المعاهد من أعضاء هيئة تدريس، ومقررات، وضرورة إعطاء دفعة قوية للجانب التطبيقى والورش، والمعامل. الكلية التكنولوجية بقويسنا وأعلن وزير التعليم العالى تكليف مديرى الكليات التكنولوجية بمتابعة جميع المعاهد على مدار اليوم، بالزيارات الميدانية وتقديم تقرير شهرى للوزير، وسيكون ذلك أساسا للتقييم والتقويم. وفيما يتعلق بالمقررات الدراسية، أكد الوزير أن إعدادها يكون بواسطة أساتذة أكفاء فى كل تخصص يتم اختيارهم من خلال مسابقة تتسم بالشفافية والموضوعية. الإهمال يضرب الورش الفنية بالكلية التكنولوجية بقويسنا وأشاد الوزير بالتجربة الصينية فى المعاهد الفنية فى ضوء اللقاء الأخير مع السيد نائب وزير التعليم الصينى، ودعا الجميع إلى دراسة هذه التجربة وكيفية التطوير فيها لدرجة أصبحت معها هى أساس عملية التنمية البشرية والنهضة الاقتصادية فى الصين. وأوضح د. عبد الخالق ضرورة العمل على إنشاء التخصصات الجديدة التى يحتاجها سوق العمل، وإنشاء مركز لريادة الأعمال بالمعاهد التكنولوجية، ومشاركة المعاهد فى جميع الأنشطة الطلابية، التى تقام بمعهد إعداد القادة بحلوان، وضرورة وجود ممثلين لرجال الأعمال عن القطاعات المختلفة، والتعاون بين مؤسسات التعليم ومؤسسات الإنتاج، ووضع آلية لمتابعة أداء المعاهد الفنية وتقييمها بصفة منتظمة. كتابات الطلاب على جدران الكلية
