تستيقظ فى الصباح الباكر، لتبدأ رحلة الشقاء والعمل من أجل المعيشة، وذلك بعد أن انفصلت عن زوجها الذى ترك لها ثلاثة أبناء، واختارت أن تعمل "سائقة" متبنية الرأى القائل "البنت زى الولد"، ورفضت أن تكون كمالة عدد، لم تستلم لنظرات التعجب والدهشة التى حاصرتها من كل حدب وصوب، لأنها وضعت مستقبل أبنائها ورعايتهم نصب أعينها. أم ياسر تبدأ فى تنظيف العربية حتى تبدأ العمل أم ياسر 40 عاماً تركت عملها كمدرسة للغة الإنجليزية فى السعودية، لتعمل سائقة سيارة سوزوكى فى مصر، من أجل رعاية وتأمين مستقبل أولادها. أثناء تحضير العربية فتحت "أم ياسر" صندوق أسرارها ل"اليوم السابع" لتكشف لنا عن قصة كفاحها وعملها كسائقة فقالت: "كنت أعمل مُدرسة إنجليزى فى السعودية، ولكن بعد انفصالى عن زوجى اضطريت أن أرجع مصر كى أرعى أبنائى، وكانت فكرة العربية السوزوكى فى الأول أننا نستخدمها كعربية ملاكى خاصة بنا نقضى بيها المشاوير بتاعتنا، لكن بعد الضغوط وارتفاع تكاليف المعيشة اضطرينا أننا نحولها لسيارة أجرة واشتغل عليها بنفسى، خصوصا بعد دخول ابنى الأكبر الجيش". نجل أم ياسر ينادى على الزبائن وتضيف قائلة: "واجهت الكثير من الصعوبات فى بداية الأمر سواء من رجال المرور أو فى التصاريح والتراخيص الخاصة بالعمل، فضلاً عن باقى السائقين من الرجال الذين رفضوا وجودى وسطهم فى موقف السيارات، ولكنى تغلبت على كل ذلك، فبعض الركاب كان يستغربنى وينتابه الدهشة حتى اعتادوا على رؤيتى وبدأ عدد منهم يتبادل أرقام الهواتف معى حتى يتواصلوا معى إذا رغب أحدهم فى أن أنقله إلى مكان ما". انتظار ركوب الزبائن وتستكمل "أم ياسر" حديثها قائلة: "لم يعترض أبنائى على هذه المهنة ولا غيرها ما دامت شريفة، وأنا أدرس فى الجامعة المفتوحة بالفرقة الأولى بكلية التجارة ولدى وعى سياسى وثقافة عالية وأطرح بعض أفكارى وخواطرى على الصفحة الخاصة بى على الفيس بوك". أم ياسر تنتظر الزبائن فى الطريق وتنهى "أم ياسر" حديثها: "أنا امرأة بمئة راجل لا أخجل من العمل ما دام شريفا، ولا يهمنى كلام الناس". السيدات يفضلن الركوب مع أم ياسر وتشجيعها أم ياسر الطالبة تذاكر فى فترة الراحة مراجعة قبل الامتحان السائقة تتغلب على أزمة المرور