التساؤل المطروح: هل هناك تلازم حضارى ما بين الأزمات المجتمعية والاقتصادية والتعليمية والثقافية...إلخ..وغياب ثقافة التغيير مع ضعف السياسات التنفيذية للدولة .. بحيث إننا نرى غياب تكامل سياسات الوزارات..وهى تتحرك مثل الجزر المنعزلة..كل وزارة فى واد بمعزل عن الأخرى ...بعيدا عن أرض الواقع ... والعلة المجتمعية.. أن السياسات فى واد ..والإنفاق الحكومى فى واد آخر..مثلما الحال مع آليات التعليم المصرى وعدم ارتباط مخرجاته باحتياجات السوق..برغم أن التعليم فى حركة أى مجتمع تشهد التغير فى المناهج التربوية والتعليمية.. وفى كل المراحل السنية الدراسية وقد حدث ذلك منذ وصول ( يورى جاجارين) كأول رجل فضاء سوفياتى يصل إلى الفضاء الخارجى ..وتعليمنا العربى بل والمصرى مثل أداء الاقتصاديات العربية أو المصرية..وكلاهما يفتقد مفاهيم العلوم الإنسانية التى تؤثر فى بنية الإنسان والمجتمع ووعيهما وتطلعاتهما ...ومع ضعف التعليم أصبحت الأمة فى موقع غير لائق بها فى ظل تعددية عالم اليوم .. وساعد ذلك على افتقاد المجتمع المصرى والعربى .. لغة العدل..أو العدالة الاجتماعية..حتى أصبح الواقع المتردى يتعايش مع الأزمات الاجتماعية والعلمية والثقافية والسياسية..وتلك الأوضاع المتردية تحتاج إلى أعادة نظر من قبل سياسات الدولة والمجتمع والقطاعات التنفيذية..ومن أجل استعادة الواقع العربى والمصرى عافيته الحضارية وللحضارة مفهوم البقاء ... وما أضعف مصر فى الحقب الزمنية الماضية لغة المال السياسى، مما ساهم المال فى حب الظهور والوجاهة الاجتماعية..ولو عدنا للوراء نجد اختيار الوزراء لبعض رموز أصحاب المال..وحدث الفساد ..والخصخصة. وانتشرت البطالة لقطاع عريض من الشباب ..وارتفعت معدلات الديون الخارجية والداخلية ..وحدث التباعد بين الطبقات مع انهيار الطبقات الوسطى وهى أساس البناء المجتمعى..وفقدنا استغلال من يمتلك القدرات الإدارية والتنفيذية ..يقابل ذلك أن الإنفاق الحكومى لم يتم ترشيده ومنه بعد مظهرى باستخدام أفخم أنواع السيارات .. وأعود بنظرة للصديق (رضى الله عنه)، وكان يشتغل بالتجارة فى فترة خلافته..ثم وجد بل ووجدوا أن الاشتغال بالتجارة يحد من تعاطيه مع الشئون العامة..فخصصوا له راتبا سنويا مقداره 600 دينار..وكان الصديق (رضى الله عنه) قد أنفق على الدعوة الإسلامية أربعين ألف دينار من تجارته قبل الإسلام..وكان عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) يأخذ قوت رجل من قريش ليس بأغناهم ولا أفقرهم ... نماذج أين نحن منها ؟؟؟